اجتماع داخل «مقر الجيزة» للاتفاق على تمرير سيناريو الانتخابات.. وأسامة حافظ ممنوع من رئاسة الحزب لقاءات مكثفة تجريها قيادات الجماعة الإسلامية خلال الفترة الحالية؛ استعدادا لإجراء انتخابات داخلية لحزب "البناء والتنمية" ذراعها السياسية، والذي يتكتم على تفاصيلها وما يحدث من تربيطات حتى لا يتسرب الأمر إلى الإعلام ويتم استغلاله ضد الحزب. مصدر داخل حزب "البناء والتنمية" –تحفظ على ذكر اسمه- كشف أن اجتماعًا عقد في مقر الحزب الرئيسى بالجيزة برئاسة أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وطه محمد وأحمد الإسكندراني، المتحدثين باسم الحزب، وعدد من القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية، وتطرق الاجتماع إلى ضرورة عقد انتخابات داخلية، شريطة ألا تصاحبها ضجة إعلامية أو تشوبها خلافات تظهر إلى السطح، ويتناولها الإعلام لتكون مادة دسمة لتشويه الحزب والجماعة من خلفه. وناقش الاجتماع التخوفات التي تراود مؤسسى الحزب من أن يكون الاختبار صعبًا عليهم، خاصة بعدما تواترت خلال الفترة الماضية العديد من المعلومات التي تفيد عودة عدد من أعضاء الحزب عن المراجعات الفكرية وجنوحهم للعنف، ورفع السلاح في وجه الدولة، وهو ما يهدد بقاء الجماعة والحزب في آن واحد. وحسب المصدر، خرج الاجتماع بعدد من القرارات على رأسها أن الشيخ أسامة حافظ لا يمكن له أن يتقدم لاقتناص منصب رئيس الحزب؛ لوجود مخالفة للائحة الداخلية للحزب، فضلا عن أن الحزب يجب عليه عقد لجان لفلترة كل المتقدمين لأى مناصب داخل الحزب، وخاصة من الناحية الأمنية، وأن يكون هؤلاء المتقدمون من المؤمنين بكل بنود المراجعات الفكرية التي أجرتها الجماعة. كما تم طرح العديد من الأسئلة حول من يتولى رئاسة الحزب ويتصدر المشهد العام، وكان الشيخ نصر عبدالسلام أحد هؤلاء الذين تم التوافق حولهم، خاصة بعد إدارته الحكيمة للحزب خلال الفترة الماضية في أعقاب خروجه من السجن، كما أنه أبدى استعداده لتولى المسئولية مرة أخرى، وكذا دفعه في أكثر من لقاء إلى أن يشارك الحزب في انتخابات المحليات، وإعلانه استعداده أن يقود تحالفا إسلاميا لعدد من الأحزاب ذات الصبغة الدينية التي تمكنت من الاستمرار في المشهد السياسي لخوض انتخابات المحليات «الوسط ومصر القوية»، زاعمًا تنسيقه مع عدد من تلك الأحزاب، وكذا وضعه خطة لتحسين صورة الحزب واندماجه في الحياة العامة دون تصيد من أجهزة أمنية أو إعلامية. ويبدو أن نصر عبدالسلام يحظى بقبول كبير وسط الجماعة الإسلامية، خاصة من هؤلاء الذين يحتمون تحت لواء القادة التاريخيين للجماعة مثل "كرم زهدى وناجح إبراهيم وغيرهم"؛ لشعورهم بقرب فكر الرجل لأفكارهم واتجاهاتهم التي حتمتها الظروف عليهم الفترة الماضية. وكان من ضمن الأسماء المطروحة للنقاش الشيخ صلاح رجب، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية في التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن الرجل عليه بعض التحفظات. وقال المصدر، إن أهم تلك التحفظات تتمثل في وجوده في محافظة سوهاج بعيدًا عن المقر الرئيسى للحزب، فضلا عما وصفه ب"تهوره" الإعلامي. وتابع: «صلاح رجب، قيادى مؤسس وله الكثير من الفضل في إنشاء الحزب وكذا تمسكه بمبادئ المراجعات الفكرية وعدم انصياعه وراء جماعة الإخوان الإرهابية أثناء توليهم الحكم في أعقاب ثورة 25 يناير، أما الأزمات والعراقيل التي تقف في وجه «صلاح» هو عدم حنكته في التعامل مع الإعلام ولا يملك الخبرة الكافية لمواجهة عدسات الكاميرات دون أن يصدر تصريحات تضر بمستقبل الحزب والجماعة من خلفه».