يستعد حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية لإجراء الانتخابات الداخلية للحزب خلال الفترة المقبلة على أن تنتهي خلال شهر مايو المقبل، حسبما أكد الأمين العام للحزب جمال سمك. وأكد سمك في بيانا له، أن الحزب يستعد بدء من يوم السبت الموافق 15 أبريل أول مرحلة من الانتخابات المتمثلة في المراكز والمدن والقرى، ومن المقرر أن يعقبها يوم 22 أبريل انتخابات المحافظات على أن تعلن كل نتيجة باللجنة التي تمت بها الانتخابات بمجرد الانتهاء من الفرز. وأضاف "سمك" في بيان له، أن المؤتمر العام للحزب ستكون الانتخابات فيه يوم السبت 13 مايو ويتم فيه انتخاب الهيئة العليا التي تضم 36 عضوا وأيضا انتخاب رئيس الحزب، بالإضافة إلى باقي فقرات المؤتمر العام المنصوص عليها في لائحة الحزب. رئاسة الحزب يتطلع عدد من قيادات حزب البناء والتنمية لاقتناص كرسي رئاسة الحزب خلال الفترة المقبلة، وحسب مصدر فضل عدم ذكر اسمه، أكد أن هناك أكثر من قيادة أبدت استعدادها لرئاسة الحزب. ويقول المصدر أن الحزب يجد حرجًا من بقاء طارق الزمر على منصب رئاسة الحزب نظرًا لتداخله مع الأجهزة الأمنية في كثير من الإشكاليات والأزمات وكذا كونه مطلوبا للأمن وبقاءه على منصب الرئاسة سيضع الحزب في مواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية. ويتنافس عدد قليل من القيادات التاريخية على كرسي الحزب على رأسهم نصر عبدالسلام نائب رئيس الحزب والقائم بأعمال رئيس الحزب، وثانيهم صلاح رجب نائب رئيس الحزب وأحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، وفي ذيل القائمة "جمال سمك" الأمين العام وأخيرًا عبود الزمر. وفي خطوة استباقية ليبتعد عن دوائر الصراع أعلن عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أنه لا يفكر من قريب أو من بعيد بتولي أية مسؤوليات تنفيذية داخل الحزب، مؤكدًا أن دوره يقتصر على تقديم الرأي والمشورة دون التطلع لأية مناصب. أما نصر عبد السلام، فهو أحد القيادات المتحكمة في الحزب ويدير دفة الحزب حسبما تتلاقي رؤيته، فضلا عن تواجده بين أوساط الشباب ووجوده في القاهرة بالقرب من المقر الرئيسي للحزب. ويتميز عبدالسلام بأنه تمكن من وجود تقارب مقنن بين أجهزة الدولة المختلفة والجماعة الإسلامية وشكل همزة وصل ضرورية لضمان استمرار الجماعة وذراعها السياسي تحت مسمع ومرأى الدولة المصرية، مما يجعله الأقرب لحسم الانتخابات. يأتي المنافس الثاني صلاح رجب نائب رئيس الحزب، وأحد مؤسسي الجماعة التاريخيين، ويعد أحد أكثر الشخصيات التي تنافس بشدة على منصب رئيس الحزب نظرًا لتواصله المباشر مع القيادات التاريخية في الجماعة الإسلامية وكذا موقعه في مجلس شورى الجماعة. ويعد صلاح رجب، أحد هؤلاء ممن تمكنوا من أن يجدوا لأنفسهم موقعا بالقرب من الحزب والجماعة في آن واحد، إلا أن عدم دراية الرجل بطرق التعامل مع وسائل الإعلام يقلل من ثقله، خاصة أن الجماعة تسعى من خلال الحزب خلال الفترة الماضية في التواجد بجدية أكثر في الحياة السياسية، كذا بعده وتمركزه في محافظة سوهاج بصعيد مصر مما يصعب مسئولية تواجده بشكل دائم داخل القاهرة. يأتي جمال سمك الأمين العام للحزب في ذيل القائمة إلا أن تاريخ الرجل أو إن صح القول تداخله في الحزب قليل ولا يوجد ضوء مسلط إعلاميا عليه ويفتقد لكافة أليات الإدارة بشكلا عام، وهو ما يبعده عن دائرة المنافسة. وأخيرًا عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، والذي أبدى رفضه لتحمل أي مسؤوليات تنفيذية داخل الحزب أو غيره. وأكد الزمر في تصريحات صحفية له، أن دوره داخل الحزب لا يخرج عن المشورة والنصيحة ليس أكثر.