يبدو أن معركة الشيعة التى ظن البعض أنها دينية بحتة- بسبب مخاوف الدعوة السلفية منها- قد تحولت إلى معركة سياسية ساخنة بين السلفيين والإخوان, فالطرفان يبحثان التواصل السريع مع الحركات الإسلامية, وهناك قيادات من الدعوة السلفية بدأت التواصل وبقوة مع حركات ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، وحركة أمتنا وصامدون، لتنظيم فاعليات وتظاهرات رفضا للعلاقات مع إيران, بهدف إثارة الحركات الإسلامية التابعة لحازم صلاح أبوإسماعيل, والذين شعروا بإحباط بسبب موقف أبوإسماعيل من التقارب مع إيران وترحيبه بذلك, فى وقت حولت الدعوة السلفية كل جهودها لتنظيم التظاهرات والفاعليات, وتحويل المساجد إلى ساحات للهجوم على الإخوان بسبب موقفهم من الشيعة. المصادر أكدت لنا أن الاتصالات بدأت منذ أسبوعين تقريبا, وقد مولت الدعوة السلفية أول تظاهرة لائتلاف الصحابة وآل البيت وحركة أمتنا وصامدون, وكانت التظاهرة أمام بيت القائم بأعمال السفير الإيرانى, ثم القيام بأعمال عنف, ومن ثم إظهار الحركات الإسلامية فى نهج الصدام مع الإخوان, بما يوحى أن الإسلاميين بدأوا الانقلاب بالفعل على الإخوان. وبالفعل بدأ منسقو الائتلافات فى تجميع الشباب والذهاب للتظاهر أمام القائم بأعمال السفارة الإيرانية، حتى يكون هناك ضغط شعبى على أرض الواقع, بينما تنشغل الدعوة السلفية بإدارة معركتها من المساجد من خلال المؤتمرات والحشد لها, خاصة أن الدعوة لا تستطيع التظاهر احتجاجا على الإخوان بسبب رفضها التظاهر , وعدم الظهور كعدو للإخوان فى ظل غضب من الإسلاميين على الدعوة بسبب موقفها السابق من الحوار مع جبهة الإنقاذ. كما سعت الهيئة أيضا لضرب بعض المشايخ الذين يهاجمونها باستمرار, وأهمهم الشيخ محمد عبد المقصود - الداعية السلفى- والشيخ فوزى السعيد, نظرا لموقفهما الداعم لرأى الإخوان, من فتح الباب أمام التعاون الإيرانى, وفى آخر جمعتين للشيخ فوزى السعيد ظهر الشباب بعد الخطبة وهاجموه واتهموه بموالاة السلطة, كما هاجموا الشيخ عبدالمقصود, وطالب بعضهم بحملات مقاطعة للشيخ. وفى ظل هذه الحرب بدأت جماعة الإخوان هى الأخرى- وقبل أن يتظاهر الشباب أمام مقر الإرشاد الجمعة الماضية- فى الاتصال بقيادات أمتنا وصامدون، وائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت , بوساطة من الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل, وقد كشفت عن تلقى الائتلافات والحركات دعوة من مسئولين بالدولة للجلوس على مائدة حوار موسع، لمناقشة الخلاف حول ملف السياحة الإيرانية وتخوفهم من المد الشيعى, ووعدوهم أن قيادات الإخوان سيراجعون أفكارهم تجاه المد الشيعى, وقد يتم إغلاق باب السياحة الإيرانية لفترة وجيزة, وأكد قادة الحركات الإسلامية أن تهديدنا بالتظاهر أمام مكتب الإرشاد هز الجماعة وأثار مخاوفها تجاه علاقتها بأبناء التيار الإسلامى, خصوصا الحركات الداعمة لهم. وأكد الشيخ عادل نصر -عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية ومسئولها بالفيوم- أن الدعوة لم تمول أيا من الحركات الإسلامية, ولم يحدث اتصال بهم, وأن هذا الرفض موجود لدى كل أبناء التيار الإسلامى بشكل عام, تجاه أزمة التقارب مع الشيعة الذين يسبون الصحابة. وطالب نصر جماعة الإخوان بعدم إثارة الشائعات حول الدعوة السلفية, لأنها لو أرادت حشد تظاهرات سوف تغرق البلاد فى التظاهر, مؤكدا: لن نستعين بالحركات الشبابية الإسلامية التى لا تتجاوز ألفين أو ثلاثة, وأن ما تفعله الدعوة لخدمة الإسلام ولنصرة الشريعة. وأضاف نصر أن الذى يستخدم الهيئات والحركات هم الإخوان, والدليل الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التى يستخدمها الإخوان كسلاح لمحاربة الحركات الإسلامية, وآخرها حقنا بمسكن من خلال لقاء الرئيس, وقولها إنها تقلت وعدا من الرئيس بوقف التعاون مع إيران, مضيفا: ألا يكفيهم كل وعود الإخوان التى لم ينفذوا منها شيئا حتى الآن. وأكد الدكتور كامل محمد عبدالجواد - المتحدث باسم التيار السلفى العام- أن هناك الحركات الشبابية من الإسلاميين تحركهم عقيدتهم ودينهم, لكن هناك بعض التيارات الإسلامية تحاول جذب هؤلاء الشباب ودفعهم للتظاهر أمام الإخوان, لأنهم يعجزون عن الظهور أمام التيار الإسلامى للتظاهر أمام الإخوان, خاصة بعد تراجع شعبية الإخوان لدى الناس بتحالفهم مع جبهة الإنقاذ. وأضاف عبدالجواد أن هناك قيادت من الدعوة تواصلت مع الشباب لحشدهم للتظاهر وتنظيم فاعليات, مستغلة رفضهم للمد الشيعى لتحقيق مكاسب سياسية ولو على حساب الوطن, كما حدث فى مسجد عمرو بن العاص, فمن يريد أن يواجه خطرا دينيا لا يحشد أنصاره ليرهب طرفا إسلاميا آخر, لكن أن يفعل ذلك بالحسنى واللين والنصح, وكان يكفيهم الحملات الدعوية والفض السياسى وليس بتأجيج مشاعر الشباب. وأوضح عبدالجواد أن التيار السلفى العام واجه المد الشعيى بحملات دعوية مكثفة فى المحافظات, وفى كل مكان, وقمنا بتنظيم قوافل دعوية للتحذير من الشعية والمد الشعيى, وطالب عبدالجواد أبناء التيار الإسلامى بعدم تحقيق مكاسب سياسية على حساب الدعوة والوطن.