كشف تقرير موسع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أعدّه المحلل العسكري، أليكس فيشمان، أن صور قاعدة الشعيرات الجويّة في سورية، التي جرى تعميمها بعد القصف الأمريكي لها، وأرفقت بها صورا للقاعدة قبل هذا القصف، تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية المدنية، التابعة للشركة «الإسرائيلية» (ISI- IMAGESAT INTERNATIONAL). وأضاف التقرير أن الصور التي تم تعميمها أظهرت بوضوح مدرجات الطائرات السورية، والمنشآت الموجودة في القاعدة قبل كشفها. وجاء الكشف عن هذه المعلومات، في سياق تقرير خصصته الصحيفة، حمل تحذيرات الجنرال «الإسرائيلي» السابق، حييم أشاد، من سيطرة الولاياتالمتحدة على الفضاء الخارجي، وزرعه بالأقمار الصناعية، تاركة "إسرائيل" في الخلف، دون أي تعزيز لهذه الأقمار، علمًا بأنها تملك في الفضاء الخارجي عشرين قمرًا صناعيًّا، بحسب تقرير الصحيفة، قسم منها للاستعمالات المدنية، ومنها القمران «أروس 1» و«أروس 2»، مع الإشارة إلى أنهما النسخة المدنية من القمر الاصطناعي العسكري «عاموس 7»، وكلها تصنع في شركة "ألبيت" الإسرائيلية، التابعة للصناعات الجوية "الإسرائيلية". وبحسب التقرير، فإن الشركة "الإسرائيلية" المذكورة أعلاه، والتي تشغّل القمرين المذكورين، من طراز "أروس"، وتبيع الصور التي تلتقطها تلك الأقمار لكل مشتر، أقيمت أساسًا على يد الصناعات الجوية الإسرائيلية، كما أن قدرة هذين القمرين تمكّنهما من التقاط الصور من ارتفاع 4000 كم، وقياسًا على ذلك، يمكن، بحسب الصحيفة، تخيّل دقة الصور التي تلتقطها الأقمار ذات الأهداف العسكرية. وتقر الصحيفة أن الهدف من الأقمار الصناعية المدنية، مثل "أروس 1" و"أروس 2"، هو تأمين الدخل المالي، الذي يمكن "إسرائيل" من مواصلة تطوير قدراتها العسكرية في الفضاء، وصولا إلى استقلال تام في استغلال الفضاء للأغراض العسكرية والأمنية. وفي 13 سبتمبر من العام الماضي، بعد أسبوعين من فشل إطلاق القمر "عاموس 6"، أعلنت وزارة الحرب "الإسرائيلية"، بالمشاركة مع الصناعات الجوية "الإسرائيلية"، عن إطلاق قمر صناعي جديد للتجسس، هو "أوفيك 11". ونقل موقع "معاريف" عن مصدر عسكري "إسرائيلي"، وصفه بأنه "رفيع المستوى"، قوله: "إن القمر الذي تم إطلاقه هو من أكثر الأقمار الصناعية المعدة للرصد والتجسس تطورًا". في المقابل أبلغ مسئولان "إسرائيليان" رفيعا المستوى، وكالة "أسوشيتيد برس" العالمية، أن "هذا القمر هو الأكثر تطورًا في مجال التجسس من بين الأقمار التي تملكها "إسرائيل"، وأنه قادر على التقاط صورة بجودة عالية للغاية، وبألوان طبيعية من كل مكان في العالم".