احتلال إسرائيل للأراضى العربية عام 1948 تبعه احتلال الفضاء من خلال إطلاق أقمار التجسس لمراقبة ما يحدث فى المنطقة أحدث هذه الأقمار والذى أطلقته إسرائيل منذ عدة أيام وبالتحديد فى التاسع من أبريل هو القمر افق 10 . وتولت عملية الاطلاق هيئة الصناعات الجوية الإسرائيلية ويعد القمر رقم 17 فى سلسلة الأقمار التى أرسلتها إسرائيل للفضاء، الأمر الذى وضعها ضمن مجموعة الدول العشر صاحبة القدرة على اقتحام عالم الفضاء وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعلون إلى التفاخرووصف هذا الحدث بأنه شهادة أخرى على قدرة بلاده وتفوقها التكنولوجى على جيرانها، ووصف قمر التجسس افق 10 بأنه سوف يحسن من القدرة المخابراتية لإسرائيل فهذا القمر يعمل على مدى أربع وعشرين ساعة وفى مختلف الظروف الجوية. وقد سبق هذا القمر 16 قمر تجسس واتصالات اطلقت للفضاء، بعضها مازال يعمل والبعض الآخر إما فشلت عملية إطلاقه أو توقف عن العمل ، وبرنامج الفضاء الاسرائيلى بدأ تدشينه بشكل رسمى قبل 30 عاما لكن سبقته محاولات بدأت عام 1961 بإطلاق القمر شافيت 2 لدراسة علم الظواهر الجوية أو الارصاد الجوية وبرنامج الفضاء الاسرائيلى بدأ مع إنشاء وكالة الفضاء الاسرائيلية فى بداية الثمانينيات. وفى العقد الأول من نشاط هذه الوكالة وفى سبتمبر 1988 أطلقت إسرائيل القمر الاول واطلقت عليه افق 1 وهو ما ساعد إسرائيل على أن تكون ثامن عضو فى نادى الدول صاحبة القدرة على إطلاق الاقمار الصناعية للفضاء، وكان وزن هذا القمر آنذاك 156 كيلو جراما وظل يسبح فى الفضاء لمدة 118 يوما ، يقول العميد احتياط والبروفيسور إسحق بن يسرائيل رئيس وكالة الفضاء الاسرائيلية ان افق 1 كان قمر رصد ومراقبة والهدف من إطلاقه كان أمنيا بالدرجة الأولى ورغم أنه لا يعمل حاليا لكنه موجود فى الفضاء فالاقمار التى تفقد صلاحيتها تظل تسبح فى الفضاء للأبد ويكشف بن يسرائيل عن ان الفضاء بدأ كموضوع أمنى واستغلال للبنية التحتية التى تم تطويرها لخدمة إسرائيل ليس فقط فى المجالات الأمنية بل وفى المجالات المدنية أيضا فعلى سبيل المثال فى مجال الاقتصاد تباع الاقمار من عائلة إيروس فى الاسواق وأيضا الاقمار من عائلة عاموس تستخدم فى البث التليفزيونى الفضائى وهناك استخدامات أخرى فى مجال البيئة. وبعد أفق 1 أطلقت إسرائيل افق 2 فى ابريل 1990 ورغم خروجه من الخدمة كما يقول بن يسرائيل فمازال فى الفضاء، وعائلة الأقمار الصناعية أفق مخصصة للرصد والمراقبة وتدور حول كوكب الأرض بارتفاع 500 كيلومتر وهى تحمل كاميرات متطورة وأجهزة رصد تعمل ليل نهار وتخترق السحب. أما القمر افق 3 فقد أطلقته إسرائيل فى ابريل من عام 1995 وكان القمر الأول الذى له القدرة على التصوير وظل يخدم الأجهزة الأمنية والعسكرية حتى عام 2000 . والقمر التالى الذى تم إطلاقه هو عاموس وينتمى لعائلة أقمار الاتصالات وتم إطلاقه من قاعدة جيانا الفرنسية ويقول بن يسرائيل ان أقمار عائلة عاموس المخصصة للاتصالات تدور حول الارض على ارتفاع نحو 40 ألف كيلو متر . وفى يناير عام 1998 فشلت عملية إطلاق افق 4 وسقط فى البحر المتوسط أما القمر الصناعى تك سات 2 الذى اطلق للفضاء فى يوليو عام 1998 فقد طوره طلاب معهد التخنيون الاسرائيلى وكان على ارتفاع 820 كيلو مترا وظل يعمل حتى 2010 أما القمر إيروس إيه فتم إطلاقه فى ديسمبر عام 2000 بمساعدة روسية من أحد مواقع الاطلاق بسيبيريا وعائلة إيروس مخصصة هى أيضا للاستكشاف والمراقبة كما يقول بن يسرائيل لكن فيما بعد خصصت لاهداف تجارية فعلى سبيل المثال يستطيع المواطنون شراء صور منازلهم التى التقطت من الفضاء، وبعد ذلك اطلق بنجاح القمر افق 5 فى مايو 2002 وفى ديسمبر 2003 تم اطلاق عاموس 2 من إحدى القواعد فى كازاخستان ويصل وزنه إلى 1370 كيلو جراما ويسبح على ارتفاع 40 ألف كيلومتر، أما افق 6 فقد تم اطلاقه فى سبتمبرعام 2004 لكنه سقط فى البحر بسبب خطأ فنى وفى ابريل 2006 تم اطلاق القمر إيروس بى وهو الثانى فى عائلة إيروس من سيبيريا أيضا أما افق 7 فقد تم اطلاقه بنجاح فى يونيو عام 2007 . وفى يناير 2008 تم إطلاق القمر الصناعى تكسار وهو قمر مراقبة وهو فى الواقع افق 8 لكنه لا يتبع بشكل رسمى عائلة افق لأن تكنولوجيا التجسس الخاصة به تختلف عن باقى عائلة افق فهو يرسل صورا ثلاثية الابعاد وبدقة عالية ليلا ونهارا وفى جميع الأحوال الجوية. وهذا القمر تم إطلاقه من جنوبالهند وبعده تم اطلاق عاموس 3 من كازخستان فى ابريل عام 2008 وخصص ليحل محل عاموس 1 وفى يونيو 2010 تم إطلاق افق 9 وفى اغسطس 2013 تم إطلاق قمر الاتصالات عاموس 4 من كازاخستان أيضا وهناك أقمار إسرائيلية فى مرحلة البناء مثل فينوس الذى يتم تطويره بالتعاون مع فرنسا ويتم إطلاقه بعد عام ونصف وهناك أقمار يتم تطويرها مع الولاياتالمتحدةالامريكية وأخرى مع الإيطاليين .