منذ إعلان حكومة المهندس شريف إسماعيل، عن عدة قرارات اقتصادية وصفتها ب«الإصلاحية» لعلاج أزمات المصريين مع الأسعار، وارتفاع الدولار، وبدأتها في نوفمبر الماضي بقرار «تعويم الجنيه»، إلا أن ومنذ بداية التطبيق الفعلي لتلك القرارات والأسعار تزداد بطريقة لم يسبق لها مثيل. السلع الأساسية وارتفعت أسعار السلع الأساسية اليومية للمواطنين البسطاء، بنحو 3 أضعاف، الأمر الذي دفع هؤلاء البسطاء لتغيير نمط حياتهم اليومي، لمواجهة تلك الزيادة الرهيبة في الأسعار، انتظارًا لوعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالصبر 6 أشهر، وبعدها سيتحسن الحال الاقتصادي تدريجيًا. عم فاروق من بين هؤلاء عم «فاروق عبد اللطيف» قارب على نهاية العقد السابع من العمر، ما زال يعمل ويكدح حتى كتابة هذه السطور، من أجل أسرته البسيطة، والتي تعيش في شقة بسيطة بعزبة الصفيح بمدينة بني سويف، والمكونة من ابن «مبتور الساقين» وزوجته «المُسنة». فاروق في محيي الدين التقينا ب«عم فاروق» أثناء تجوله في منطقة «محيي الدين» بمدنية بني سويف المكتظة بالمواطنين، كونها تضم مجمع مواقف المراكز والمحافظات وموقف سيارات قرى مركز بني سويف، بالإضافة إلى سوق وشادر للخضراوات والفاكهة، وجدنا «عم فاروق» يتحرك ببطء وبصمود يُحسد عليه على مواجهة موجة الغلاء. أنا ومراتي وابني قال ب«عم فاروق»: «أنا مواليد 1939 قاربت على عامي ال80، أقيم في شقة بسيطة «غرفة وصالة وحمام» إيجارها 300 جنيه غير الميه والنور، بعزبة الصفيح بمدينة بني سويف، ولي 4 أبناء، تزوج ثلاثة منهم ويعيشون بعيدًا عني، وأقيم حاليًا مع نجلي «مبتور الساقين» منذ أن سقط من الدور الثاني أثناء عمله، ومع زوجتي المُسنة التي قاربت ال70 من عمرها، أعمل في بيع حلوى الأطفال «عسلية وحمصية وسمسمية»، أخرج يوميًا منذ الصباح الباكر وحتى انقضاء وقت النهار، لأعود لابني وزوجتي بحصيلة البيع التي تتراوح ما بين 25: 30 جنيهًا يوميًا». اليومين اللي باقيين وأضاف: «في السابق كانت هذه الجنيهات تكفيني أنا ونجلي المعاق وزوجتي، لدرجة أنني كنت آكل اللحم مرة كل يومين، ولكن بعد موجة الغلاء التي اجتاحت كل شيء أصبحت لا تكفي شيئًا، ولكننا نحاول مع الوضع الحالي علشان نقدر نعيش اليومين اللي باقيين لنا، بدأنا نستغنى عن حاجات كتير علشان المبلغ ده يقضي اليوم «أحسن ما نمد أيدينا ونقول أدونا لله» بقيت باكل اللحمة مرة كل 20 يومًا أو مرة في الشهر، ومش لازم لحمة خالص أهم حاجة البلد حالها يتحسن». هنصبر 6 شهور وذكر «عم فاروق»: «الحكومة ماشية صح يا ابني، بس جشع التجار هو اللي عامل فينا كده، ويا ريت الناس تصبر شوية، وإن شاء الله الوضع هيتحسن، الريس قال اصبروا عليَّ 6 شهور، وإحنا هنصبر، مهما الأسعار تغلى، مشيرًا إلى أنه يجب على مجلس النواب الحالي اتخاذ إجراءات صارمة من أجل التحكم في أسعار السلع الأساسية، وعدم تركها للمحتكرين الذين يقومون برفع سعرها على المواطنين البسطاء». بيديني تموين ببلاش واستطرد قائلًا: «أنا حاربت في اليمن، وشاركت في 67 و73 والأيام دي عمرها ما هتكون أصعب من اللي شفناه، أنا واخد 3 رصاصات في بطني ودماغي اتفتحت 12 سم، ومرينا بأيام أصعب من دي كتير، بس صبرنا، والريس قالنا إن اللي جاي أحسن، وأنا سامع كلامه ومتحمل الغلاء «كفاية أنه بيديني التموين ببلاش» وأنا طول ما عندي صحة هشتغل وهستغنى عن اللحمة وأكتفي بكباية شاي واحدة في اليوم «علشان السكر» لحد الأزمة ما تعدي».