منذ إعلان حكومة المهندس شريف إسماعيل، عن عدة قرارات إقتصادية وصفتها ب"الإصلاحية" لعلاج أزمات المصريين مع الأسعار وإرتفاع الدولار، وبدأتها فى يوليو الماضب بقرار "تعويم الجنيه" إلا أن ومنذ بداية التطبيق الفعلي لتلك القرارات والأسعار تزداد بطريقة لم يسبق لها مثيل، خاصة أسعار السلع الأساسية اليومية للمواطنين البسطاء، التى أرتفعت أسعار بعضها ل3 أضعاف، الأمر الذى دفع هؤلاء االبسطاء، لتغيير نمط حياتهم اليومي لمواجهة تلك الزيادة الرهيبة فى الأسعار، إنتظارًا لوعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالصبر 6 أشهر وبعدها سيتحسن الحال الإقتصادي تدريجيًا، من بين هؤلاء عم "فاروق عبداللطيف" قارب على نهاية العقد الثامن من العمر، مازال يعمل ويكدح حتى كتابة هذه السطور، من أجل ما تبقي من أسرته البسيطة، والتى تعيش فى شقة بسيطة بعزبة الصفيح بمدينة بني سويف، والمكونة من أبنه "مبتور الساقين" وزوجته "المُسنة". ألتقينا ب"عم فاروق" أثناء تجوله فى منطقة "محي الدين" بمدنية بني سويف والمكتظة بالمواطنين، كونها تضم مجمع مواقف المراكز والمحافظات وموقف سيارات قري مركز بني سويف، بالإضافة لسوق وشادر للخضروات والفاكهة، وجدنا "عم فاروق" يتحرك ببطئ وبصمود يُحسد عليه على مواجهة موجة الغلاء. قال ب"عم فاروق": أنا مواليد 1939 قاربت على عامي ال80 أقيم فى شقة بسيطة "غرفة وصالة وحمام" إيجارها 300 جنيه غير الميه والنور، بعزبة الصفيح بمدينة بني سويف، ولي 4 أبناء تزوج ثلاثة منهم ويعيشون بعيدًا عنى، وأقيم حاليًا مع نجلي "مبتور الساقين" منذ أن سقط من الدور الثاني، أثناء عمله، ومع زوجتى المُسنة التى قاربت ال70 من عمرها، أعمل فى بيع حلويات الأطفال "عسلية وحمصية وسمسمية"، أخرج يوميًا منذ الصباح الباكر وحتى إنقضاء وقت النهار، لأعود لأبني وزوجتى بحصيلة البيع التى تتراوح ما بين 25: 30 جنيه يوميًا. وتابع: فى السابق كانت هذه الجنيهات تكفيني أنا ونجلى المعاق وزوجتي، لدرجة أننى كنت أأكل اللحمه مرة كل يومين، ولكن بعد موجة الغلاء التى أجتاحت كل شيئ أصبحت لا تكفي شيئًا ولكننا نحاول مع الوضع الحالى علشان نقدر نعيش اليومين اللى باقيين لنا، بدأنا نستغنى عن حاجات كتير علشان المبلغ ده يقضي اليوم "أحسن ما نمد أدينا ونقول أدونا لله" بقيت بأكل اللحمة مرة كل 20 يوم أو مرة فى الشهر، ومش لأزم لحمة خالص أهم حاجة البلد حالها يتحسن. وقال "عم فاروق": الحكومة ماشيه صح ياابني، بس جشع التجار هوه اللى عامل فينا كده، وياريت الناس تصبر شويه، وأن شاء الله الوضع هيتحسن، الريس قال أصبروا عليه 6 شهور، وإحنا هنصبر، مهما الأسعار تغلى، مشيرًا إلى أنه يجب على مجلس النواب الحالي اتخاذ إجراءات صارمة من أجل التحكم في أسعار السلع الأساسية، وعدم تركها للمحتكرين الذين يقومون برفع سعرها على المواطنين البسطاء. واستطرد قائلًا: أنا حاربت فى اليمن وشاركت فى 67 و73 والأيام دى عمرها ما هتكون أصعب من اللى شفناه، أنا واخد 3 رصاصات فى بطني ودماغي أتفتحت 12 سم، ومرينا بأيام أصعب من دى كتير، بس صبرنا، والريس قالنا أن اللى جاى أحسن وأنا سامع كلامه مهتحمل الغلاء "كفاية أنه بيديني التموين ببلاش" وأنا طول ما عندي صحة هشتغل وهستغنى عن اللحمة وأكتفي بكباية شاى وحدة فى اليوم "علشان السكر" لحد الأزمة ما تعدي. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا