مع اقتراب شهر رمضان، هناك من يطرق الأبواب باحثًا عمن يساعده، تحمل عيونه الكثير من الصبر والمعاناة، فهو الرجل الستيني الذي اعتاد العمل باليومية، قبل أن يصاب في حادث بقدمه منعه عن العمل، فتراكم إيجار شقته البسيطة بمنطقة امبابه، ولا يقدر على سداد فواتير الكهرباء، ينشد الشعر الارتجالي في حب الوطن الذي تربي علي عشق ترابه رغم كل الأزمات المالية والصحية التي يمر بها، فهو يعاني من اصابته فيروس سي، والغدة الدرقية، مع ذلك لم يمل البحث عمن يقدم له يد العون، إنه عم حسن عبد العظيم. يسكن عم حسن في بلوك 2 شارع عزيز عزت بمنطقة امبابه، لديه ابنتين متزوجتين لكنهم "على قد حالهم" كما وصفهم، أما زوجته الذي تكبره بعشرة أعوام، تحتاج للعلاج والرعاية ولا تجد من ينجدها، وهي كل ما تبقى له. بعيون تملأها الرجاء وعزة النفس يقول عم حسن: " انا طول عمري ممدتش ايدي لحد، ومقدرش اخد فلوس من بناتي انا عشت طول عمري اديهم، ووزارة التضامن كتر خيرها بتديني 350 جنيه ف الشهر معاش اعاقة، ولا يكفوني حتي الطعام". واستكمل حديثه:" انا مش هشحت بس انا محتاج اللي يقف جنبي ويساعدني، انا متراكم عليا 600 جنيه كهربا و ايجار 6 شهور للشقة اللي ايجارها 80 جنيه في الشهر". "والله العظيم أنا بحب البلد دي" كلمات خرجت بعفوية شديدة مع ابتسامة أظهرت أسنانه المتبقية، يحاول العيش وسط غلاء الأسعار، ويعاني شبح الطرد من المنزل هو وزوجته المسنة ولا يدري الحل، ظل يطرق الأبواب ويناشد كل من يقابله دون جدوي لينهي حديثه معنا بسؤاله: "الواحد يفضل يخدم طول عمره ولما يكبر ميلاقيش اللي يخدمه.. خلاص الرحمة انتزعت من القلوب؟".