يواصل مهرجان "نمشي" الدولي للرقص المعاصر في دورته الثانية عشرة الذي تحتضن فعالياته مدينة مراكش حتى الحادي عشر من الشهر الجاري، أنشطته الفنية المتنوعة، بعروض وندوات ولقاءات مباشرة بين الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة مع الجمهور والمهتمين. ويذكر أن المنظمين حرصوا السبت الماضي على تكريم المخرج المراكشي "حسن هموش" لتكون محطة مشرقة من المحطات التي تمت برمجتها خلال هذه التظاهرة الفنية، كما أن دروس "الماستر كلاس" كانت هي الأخرى لافتة لإيصال هذا الفن للمولعين به من الهواة وفرصة لهم للوقوف على أبرز خصائصه الفنية. المرأة بدورها كانت حاضرة في الدورة الثانية عشرة لمهرجان "نمشي"، بتخصيص أمس الأربعاء، الذي يصادف يوم احتفاليتها العالمية؛ للاحتفاء بالمرأة من خلال الفن وعبر عروض راقصة لها من الدلالات الجمالية ما يعكس روح الفن وقدرته على تمكين المرأة من حقها في التميز والتألق، والأهم المساواة والكرامة والحرية. من جهة أخرى، ما زالت فضاءات دار الثقافة الدوديات والمدرسة العليا للفنون البصرية ودار بلارج ورياض 18 والمعهد الفرنسي، تشهد عروضا مكثفة ومختارة بعناية، تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، واهتمام بالغ من لدن المهتمين بهذا النوع من الفنون. وستكون الأيام القادمة مثيرة من خلال برمجة غنية ستتضمن مجموعة من العروض والدروس والأنشطة، سيكون أبرزها من دون شك عرضين راقصين بساحة جامع الفنا الساحرة، عصر السبت المقبل، الأول سيقدمه المتدربون بالمختبر الذي يشرف عليه الراقص "توفيق ازديو" المدير الفني للتظاهرة، فيما سيقدم العرض الثاني بشكل جماعي فنانون من مصر وفرنسا والمغرب. ومرة أخرى ومن خلال هذه البرمجة الغنية، تتأكد أهمية مهرجان "نمشي" للرقص المعاصر، التي تكمن في كون الرقص المعاصر بهذه المنطقة من العالم، فنا حيا حامل للتغيير؛ فالتعابير الجسدية سواء في الشارع أو المسرح والنظرات الجديدة على الذات والآخرى المنبثقة من الأعمال الفنية، تجعل من مبدعيها، انطلاقا من المهرجان، فناني المدينة بامتياز ومرآة تعكس آمال السكان وتطلعاتهم وحتى مخاوفهم.