أكدت الباحثة أسماء سيد فرغلي، الحاصلة على درجة الماجستير في الآثار الإسلامية بكلية الآداب بجامعة أسيوط، أن الطرز المعمارية التي ظهرت في أوروبا أثرت على العمارة المدنية في القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين الميلادي بوجه خاص في عمائر مدينة القاهرة، ومن ثم في المدن المصرية المختلفة ومنها مدينة أسيوط. وقدمت الباحثة من خلال بحث بعنوان "قصور مدينة أسيوط خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين الميلادي.. دراسة آثارية فنية مقارنة" دراسة وصفية لعدد من قصور هذه المدينة. كما قدمت دراسة تحليلية مقارنة للعناصر المعمارية بهذه القصور مع محاولة لتأصيل هذه العناصر، كما تم دراسة مواد البناء المستخدمة في إنشاء هذه القصور، وكذا معرفة أساليب البناء، فضلًا عن دراسة الوحدات والعناصر الزخرفية المتعددة التي زينت هذه القصور، وأساليب تنفيذ هذه الزخارف، بالإضافة إلى معرفة الطرز المعمارية الأوروبية المختلفة التي تأثرت بها العمارة في مصر بشكل عام. ملاحظات الدراسة: وخلصت هذه الدراسة إلى بعض النتائج أهمها: 1 - أثبتت الدراسة أن العديد من العناصر المعمارية والزخرفية بالقصور كانت لها علاقة وثيقة بالعناصر نفسها بقصور مدينة القاهرة أو غيرها من مدن مصر، فضلا عن إثبات أن جميعهم متأثر بالطرز الأوروبية المختلفة. 2 - أوضحت الدراسة عددًا من العناصر المعمارية التي ظهرت بقصور مدينة أسيوط غير مألوفة حيث إنه لم يوجد لها أمثلة مشابهة في قصور مدينة القاهرة، وقد تم دراسة هذه العناصر دراسة وافية، وكذلك تم تأصيل هذه العناصر، ومن أهم هذه العناصر مصاعد الطعام، والمدفأة البخارية حيث إنه لم تظهر في قصور مدينة القاهرة سوى المدافئ الحائطية. 3 - التشابه الكبير بين الوحدات المعمارية والزخرفية للقصور، دليل على أنها لم تكن عشوائية ولكنها ناتجة عن نمط معماري ساد في البلاد في تلك الفترة وربما تعكس تأثيرًا معماريًا وفنيًا وفد من أوروبا. 4- تعرضت الدراسة لمعرفة مواد البناء المستحدثة في العمارة ومنها الخرسانة المسلحة والحديد بنوعيه الصلب والزهر وأيضًا الزجاج. 5 - تعكس كثرة الزخارف المنفذة على القصور وتنوعها وغناها الوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكان مدينة أسيوط في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. 6 - يلاحظ أن غالبية تواريخ القصور الواردة في الأمثلة من مجموعة الدراسة ترجع إلى عهد كل من عباس حلمي الثاني، والملك فؤاد مما يؤكد مدى الازدهار المعماري في مدينة أسيوط خلال عهديهما. 7- نشرت الدراسة لأول مرة عددًا من المساقط الأفقية والتفريغات واللوحات لثمانية قصور بمدينة أسيوط، وهم: "قصر ألكسان باشا- قصر ميخائيل لوقا الزق- قصر حبيب باشا دوس - قصر الخواجة رزق الله حنا- قصر ديمتري أفندي بشارة -قصر الزق (تشغله كلية الخدمة الاجتماعية) - قصر يشغله المعهد الفني التجاري - قصر تشغله مديرية الإسكان". التوصيات: 1 - توصي الدراسة وزارة الآثار بضرورة حصر هذه القصور وتسجيلها في عداد الآثار، ثم إجراء الترميم اللازم لها وفقا للمواثيق الدولية للترميم، وتوظيفها في الفعاليات الاجتماعية والثقافية وفقًا لأسس ومبادئ تضمن سلامتها وصون قيمتها التاريخية والجمالية والمعمارية. 2 - توصي الباحثة بضرورة إعداد خطة إعلامية لنشر الوعي بين الجماهير بأهمية التراث المعماري، وضرورة المحافظة عليه، وتشجيع الملاك وغيرهم من أفراد المجتمع للاضطلاع بمسئولياتهم تجاه المحافظة على التراث. أسباب عدم التسجيل وأكدت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أن هذه القصور أما ملكية خاصة وفي هذه الحالة الأمر يحتاج نزع ملكية وتعويض وحالة وزارة الآثار المالية لا تسمح وبعضها مقار حكومية. وأوضحت المصادر، أن معظم هذه القصور ملكية خاصة لبعض الأفراد؛ مما يجعلها عرضة للهدم في أي وقت كما حدث مع قصر ديمترى بشارة الذي تم هدمه، وكذلك قصر كانت تشغله مدرسة اسمها باحثة البادية تم هدمه بالكامل، وأشارت المصادر إلى أن هذا هدما للقيم التاريخية والمعمارية التي تحملها تلك القصور.