يناقش، اليوم الثلاثاء، الباحث الأثري أحمد مطاوع حسين شيخون، رسالة ماجستير بعنوان "قصور الرئاسة في مدينة القاهرة دراسة أثرية معمارية". وأشرف على الرسالة كل من: الدكتور حجاجي إبراهيم محمد، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة طنطا رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا وكفر الشيخ سابقًا، الحاصل على وسام فارس من دولة إيطاليا، الدكتور أحمد توفيق الزيات، أستاذ الآثار الإسلامية كلية الآداب جامعة طنطا، ورئيس قسم الآثار والإرشاد السياحي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقًا. وقال الباحث أحمد مطاوع في رسالته، إن في مصر نعرف الكثير من قصور الرئاسة، ولكن معرفتنا بها لا تزيد عن معرفة الاسم والموقع الجغرافي، لتظلّ هذه القصور مغلقة على تحفها وأسرارها، تنتقل عبر العهود والأزمنة والأنظمة الحاكمة، وتشهد اهتمامًا أو إهمالًا، لكنها تظلّ مسرحًا كاشفًا لكثير من روح وتاريخ هذا البلد، فربما تنقل لنا الكتب تفاصيل التاريخ ومنحنيات الحكم، التي شهدتها مصر في العقود الكثيرة الفائتة. وأكد مطاوع، أن هذه القصور دفنت العشرات من الملوك والحكام والرؤساء، وشهدت على سقوطهم وانطفائهم، كما شهدت على صعودهم وازدهارهم فهى بحق تاريخ من الأسرار والغموض فهذه القصور تابعة لرئاسة الجمهورية. ونظرًا لهذه التبعية تظل لها مهابة خاصة لدى العامة، وعلى الرغم من مرور تاريخ طويل منذ إنشائها وتعاقب حكام وأحداث وثورات على مصر، كانت شاهدًا حيًا على معظم الأحداث التي مرت بمصر منذ الثورة العرابية، ووقفة أحمد عرابي الشهيرة أمام الخديو توفيق أمام قصر عابدين. وبعدها ثورة 23 يوليو 1952م التي قادها الضباط الأحرار انتهاء بثورتي 25 يناير و30 يونيو، التي زحف فيها الشعب المصري إلى قصري الاتحادية والقبة حيث مقر الحكم إبان فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك والسابق محمد مرسي، وقد سجلت وزارة الآثار بعض القصور الرئاسية في عداد الآثار. وتتناول هذه الدراسة القصور الرئاسية في مدينة القاهرة دراسة آثارية معمارية في القرنين التاسع عشر الميلادي والقرن العشرين، وتتكون من مقدمة، وتمهيد وبابين، يتضمن التمهيد تاريخ بناء القصور في مصر منذ عصر الفراعنة مرورًا بالعصر اليوناني والروماني ثم القبطي والعصر الإسلامي باشا محمد علي: الباب الأول يتضمن الدراسة الوصفية للقصور الرئاسية بمدينة القاهرة، الفصل الأول قصور القرن التاسع عشر ( 1805 -1900)، قصر عابدين، وقصر القبة. الفصل الثاني قصور القرن العشرين ( 1901- 1952م ) الطاهرة والعروبة والاتحادية والسلام والحرية والأندلس. الباب الثاني يتضمن دراسة التحليلية للوحدات والعناصر المعمارية، والعناصر الفنية والزخرفية، وفي النهاية الخاتمة والنتائج التي توصل إليها واستخلصها الباحث من خلال دراسته للقصور، وملحق يتضمن الأحداث التي لحقت بالقصور الرئاسية إبان ثورة 25 يناير وما بعدها. ولإتمام الفائدة المطلوبة تم إعداد كتالوج للأشكال واللوحات التوضيحية لمجموعة القصور محل الدراسة، والذي يضم توثيق فوتوغرافي لكافة القصور الرئاسية وتفريغات للوحدات والعناصر المعمارية والزخرفية، وكان لبناء القصور دورًا كبيرًا في إبراز الوجه الحضاري لمدينة القاهرة، وجسدت التأثيرات الأوروبية التي حرص أفراد أسرة محمد علي نقلها في منشأتهم بالقاهرة وأحيائها. وكان لذلك تأثيرًا كبيرًا على طراز العمائر في تلك الفترة، فظهرت عناصر جديدة في العمارة والزخرفة لم يسبق أن وجدناها في العمارة العثمانية التي بنيت حتى نهاية القرن ال18، فنجد تصميمات جديدة للقصور متمثلة في تأثيرات أوروبية نتيجة تكليف مهندسين أجانب بتصميم بناء تلك القصور. وتأثرت منشآت القاهرة في القرن التاسع عشر بالطرز المعمارية والفنية، التي سائدة في كل من تركيا وأوروبا، كما ظهرت عناصر معمارية جديدة لم تكن مألوفة من قبل في مصر.