حينما يسيطر "هوس" الغنى السريع على البعض يتحول كل شيئ معه تلقائيًا إلى الحديث بلغة المال، هذا هو الحال الذي وصلت إليه محافظة أسيوط والتي يصل بها سعر متر الأرض لأكثر من 130 ألف جنيه في بعض المناطق، حيث لجأ البعض لهدم القصور والفيلات الأثرية بما تحمله من تاريخ وطراز لن يتكرر مرة أخرى من أجل "بلدوزر المال" الذي لا يعرف الفارق بين الفريد والجديد وتحويلها لأبراج سكنية..."ولاد البلد" تستعرض أبعاد الظاهرة باحثة البادية من الفيلات والقصور ذات الطباع المعماري الفريد التي امتدت لها يد الهدم واحدة تلو أخرى "باحثة البادية" والذي رجع تاريخ إنشاؤه إلى عام 1910، وفي سنة 1950 أصبح مدرسة ابتدائية مشتركة، تتبع وزارة التربية والتعليم، وبدأ العمل بها في أول أكتوبر 1950، وفى عام 2015 تمت أعمال هدم القصر من فيبل المالك الجديد لتختفى ملامح القصر إلى الأبد. الحزب الوطنى أحد القصور التي توسطت مدينة أسيوط، بُني في أوائل القرن العشرين كحال قصور محافظة أسيوط، يتكون من مبنى دورين وبدروم وحوائط حاملة ويتميز بوجود شرفات كبيرة بعقود موتورة، بالإضافة إلى برجين يتصل ليكون شرفة وأحدهما مغطى بسقف دائري نصف كروى ومغطى بالقرميد وأعمدة كلاسيكية بعقود موتورة منحنية، والبرج الآخر مربع الشكل بأكتاف مربعة ويتوسط كل ضلع عامودين كلاسيكي بعقود نصف دائرية، وسقف بشكل مخروطي الانحناء يعلوه غطاء مربع الشكل مع كسوة قرميد أحمر وسياج جميل للشرفات وسلم تشريفه رخامي أبيض. عقب ثورة 25 يناير قام بعض ملاك مقر الحزب الوطني المنحل بوسط مدينة أسيوط بعمليات لهدم مقر الحزب الكائن بشارع 26 يوليو بحي غرب، والمحظور هدمه بقرار من هشام قنديل، رئيس الوزراء الأسبق، خاصة بعد تسجيل القصر ضمن سجلات التراث المعماري لمحافظة أسيوط، وتم تحرير محضر رقم 117 إداري لسنه 2013م ضد الأشخاص المضبوطين بداخله ومالك العقار كما قام رئيس الحي بتحرير محضر تخريب متعمد برقم 153 لسنة 2013م. قصر إلكسان يمتد على مساحة 7 ألاف متر مربع ويتكون من قصر وحديقة خاصة يطلان على نهر النيل مباشرة، ويرجع إنشاؤه إلى عام 1910 وهو يعتبر تحفة معمارية ذات قيمة حضارية وجمالية وأثرية متميزة ويتكون من طابقين وبدروم تتكون واجهته من الزخارف والرسومات الإيطالية الجميلة على أشكال نصف دائرية مزخرفة على الطراز الإغريقي ويتوج الشبابيك بكرانيش، وقد شارك في بناء القصر فنانون إيطاليون وفرنسيين وإنجليز ما أكسبه تنوعا فنيا وحضاريا وجماليا جعل القصر يتفرد به بين معالم أسيوط الأثرية. قصر رقم (5) الكائن بشارع الجمهورية بمدينة أسيوط والذي قامت جمعية إسكان الزراعيين بشرائه تمهيدا لهدمه وبناء أبراج سكنية بدلا منه، ويتميز القصر بوجود شرفات كبيرة بها أعمده بعقود نصف دائرية وتوجد كرانيش أعلى وحول فتحات الشبابيك بزخارف جصينة كلاسيكية ويوجد سياج من الحديد المشغول وكورنيش خشب للشرفات. ويوجد للقصر بوابة حديد مشغول على جانبيها أكتاف مربعة الشكل بزخارف وصرر حصينة بارزة وتعلوها وحدات زخرفيه مميزة. هيئة الآثار ويقول أحمد عوض مدير هيئة الآثار الإسلامية والقبطية بوسط الصعيد، إن هذه القصور كانت تزخر بكثير من المقتنيات الثمينة التي كان يتنافس أصحابها في اقتنائها، لكن لم يتبق من هذه المقتنيات إلا بعض مقتنيات في قصر إلكسان، الذي تم ضمه أخيرا لوزارة الآثار، تمهيدا لتحويله لمتحف قومي لمقتنيات وآثار أسيوط، وكذلك تم ضم القصر الذي كان يشغله الكومسيون الطبي القديم ب27 شارع الجمهورية والمعروف بقصر الإصلاح الزراعي، والذي يرجع تاريخه إلي عام1914م، وقد حدث نزاع شديد في أثناء ضمه لوزارة الآثار. فحص القصور ووفقا للإحصاءات المتوافرة، فإنه يوجد نحو71 قصرا وفيلا بمدينة أسيوط تم إدراجها ضمن الأماكن الاثرية ومنها "قصر الكومسيون الطبي" ورثة وجيه لوتس وقصر وجيه لورانس وقصر الزق " مبنى كلية الخدمة الاجتماعية حاليا"، وقصر صلاح خشبة وقصر ورثة أدوار مقار مشرقى" مبنى محكمة الاستئناف حاليا ". فيما شكلت الأجهزة التنفيذية بالمحافظة لجنة لفحص تلك الفيلات والقصور وإدراجها تحت مسمى مبان ذات طراز معماري فريد بعد مرور 100 عام على إنشائها ويجب الحفاظ عليها من الهدم أو التخريب وتحويلها إلى متاحف أو أماكن للزيارات السياحية.