غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر: اليوم الاول من انتخابات النواب مر دون معوقات أو شكاوى    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز والسلع الغذائية ب أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11-11-2025    أسعار الطماطم والبطاطس والفاكهة في أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    سوريا تنضم إلى تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    العراقيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني بالمحلة الكبرى.. ويوجه بإعداد تقرير عاجل    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    أسرة الراحل إسماعيل الليثى تنتظر الجثمان أمام كافيه ضاضا وتؤجل العزاء إلى غد.. وعمه يطالب جمهوره بالدعاء له بالرحمة.. وجيران الليثى: كان بيساعد الناس.. أطفال: كان بيشترى لينا هو وضاضا كل حاجة حلوة.. فيديو    بتوقيع عزيز الشافعي...بهاء سلطان يشعل التحضيرات لألبومه الجديد بتعاون فني من الطراز الرفيع    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    موعد مباراة السعودية ضد مالي والقنوات الناقلة في كأس العالم للناشئين    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    ترامب: ناقشت مع الشرع جميع جوانب السلام في الشرق الأوسط    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    بكين ل الاتحاد الأوروبي: لا يوجد سوى صين واحدة وما يسمى ب «استقلال تايوان» محاولات فاشلة    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    الحوت، السرطان، والعذراء.. 3 أبراج تتميز بحساسية ومشاعر عميقة    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرادعى رجل وطنى وتعرض لحملة تشويه كبيرة.. والتسريبات جريمة تنال من هيبة الدولة

فوجئت بهروب متهمى «التمويل الأجنبى».. واعتذرت عن استكمال القضية احتراما لتاريخى
«الببلاوى» اختارنى لتولى منصب محافظ.. وحينما سألته ليه: «قالى عشان انت قاضى كويس»
تنبأت بسقوط نظام الإخوان في «المرشد».. واستقلت بعد تجاهل عودة «النوبيين إلى أراضيهم»
تعايشت مع «إمبراطور النخيلة» عاما كاملا.. وتعاطفت معه إنسانيا لأنه ضحية ظروف صعبة
قضايا النشر تصنع من مغمورين «أبطالًا من ورق»
القضاء الأعلى لم يعترض على احترافى الكتابة الأدبية.. ولم أفكر في الاستقالة
المستشار أشرف العشماوي، نائب رئيس محكمة النقض، ومساعد وزير العدالة الانتقالية سابقا، احترف كتابة الروايات الأدبية، ليكون أحد أبرز القضاة في العصر الحديث الذين يجمعون بين مهنة القضاء والعمل الأدبي، استطاع أن يحفر اسمه بين الأدباء من خلال ست روايات، وصلت روايته "تويا" إلى قائمة البوكر للرواية العربية عام 2013.
بدأ الكتابة عام 1999 وأصدر رواياته الست وهى "زمن الضباع، تويا، المرشد، البارمان، كلاب الراعي، سرقات مشروعة، تذكرة وحيدة للقاهرة "، العشماوى قال في حوار ل "فيتو"، إنه كان خائفًا من القارئ، وكان لديه هاجس أن ما يكتبه لا قيمة له.
إلا أن مقابلته للكاتب الكبير أنيس منصور في مارس 2010 غيرت مجرى حياته تماما، فعندما طلب "العشماوي" من أنيس منصور قراءة إحدى الروايات التي كتبها قبل نشرها، شجعه وقال له "أنت روائى رائع، ومش أي حد بيعرف يكتب روايات، سيبك من القضاء واتفرغ للكتابة"، وعرفه بالفعل على بعض الناشرين ونشر أول رواياته في أغسطس 2010 وهى زمن الضباع.
في عام 1995 حينما وقعت محاولة اغتيال الكاتب العالمى نجيب محفوظ كان أشرف العشماوى ما زال في سلك النيابة العامة، وكان أصغر أعضاء لجنة التحقيق، ولأن حب الأدب والثقافة كان متأصلًا بداخله، ظلت وقائع التحقيق محفورة في ذهنه طوال هذه الفترة الطويلة.
عمل محققًا بنيابة أمن الدولة، وعمل في العديد من القضايا المهمة مثل قضية الجاسوس عزام عزام، قضايا الفساد والإرهاب في طابا وشرم الشيخ، قضية عزت حنفى تاجر المخدرات المعروف.
استقال من منصبه كمساعد لوزير العدالة الانتقالية احتجاجًا على عدم تنفيذ الحكومة لوعودها تجاه أهالي النوبة، رافضا بعد ذلك أي مناصب تنفيذية بالحكومة متمسكا بعباءة القضاء والأدب معا... وإلى نص الحوار:
أيهما تفضل من الألقاب القاضى أم الروائى أشرف العشماوى؟
أفضل لقب الروائى عن لقب المستشار أشرف العشماوي، فأى شخص يقدم أي نوع من الفنون أيا كانت أعتقد أنه يفضل أن يقدم بالموهبة التي منحها الله له، ولقب الروائى أعلى عندى من اللقب الوظيفي، فالفن والأدب عمل إنسانى من الدرجة الأولى وفن راق يرتقى بالنفوس، أما القضاء فهو يحقق العدل والطمأنينة، ومشتركان بأنهما أعمال إنسانية، ولكن تأثير الفن أقوى من تأثير القضاء.
كيف تأثرت كأديب وروائى بعملك كقاض؟
بدأت أكتب وأنا في سن 30 عاما، ونشرت أولى رواياتى وأنا في بداية الأربعينات، منذ 7 سنوات تحديدا، وأرى أن الأدب والفن يجعلان القاضى الأديب أو الكاتب أكثر إنسانية ورحمة، إنما القضاء يعطى للفنان أو الأديب الخيال، ويزيد مساحة الخيال لديه من خلال ما يراه في القضايا، فيرى نفوسا في حالات ضعف، وردود أفعال المجنى عليهم، والحوارات الداخلية للمتهمين سواء من خلال أوراق القضية أو التحقيقات أو المحاكمات، وجميعها خبرات متراكمة للقاضى عند تحوله إلى أديب.
ألا ترى أن تعامل القاضى كما قلت بالرحمة والإنسانية يتعارض مع القول المتعارف عليه بأن القاضى يتعامل مع القضية من خلال الأوراق فقط؟
هذه المقولة غير صحيحة، ولا أستخدمها، ربما تكون صحيحة في القضاء المدني، القاضى لا يستطيع أن يحكم مشاعره أو وجدانه فيها مثل القضايا الخاصة بعقود الإيجارات، والبيع والشراء وغيرها، لكن القضاء الجنائى يختلف تماما خاصة في العقوبات المشددة كالمؤبد والإعدام، مثل الحكم على امرأة لديها أطفال بالإعدام، أو شخص سرق لأنه "مش لاقى ياكل".
وأذكر أننى عندما اشتغلت قاضيا من 2007، بعد خدمتى في نيابة أمن الدولة، كان أمامى متهم بسرقة خبز من مخبز حتى يأكله لأنه غير قادر على شرائه، ورغم أنه معترف بسرقته فإننى أصدرت حكما ببراءته، وأنحيت القانون جانبا، لأن، القاضى الجنائى يحكم بوجدانه.
وهل اعتمدت على وجدانك في قضايا قتل ورفضت إصدار عقوبة بالإعدام على الجانى؟
لو في حالة دفاع شرعى عن ماله أو عرضه أو عن نفسه أعطى براءة، وأتذكر أيضا قضية كان متهما فيها أب وأم بقتل ابنتهما لأنها حملت سفاحا، وكان لديهما ستة أطفال آخرين، ورأيت أنه من الصعب أن أحكم بالإعدام عليهما خوفا على مصير بقية أطفالهما، وأصدرت حكما بحبس الأب ولم أصدر ضده حكما بالإعدام، أما الأم فأصدرت حكما ببراءتها من أجل أبنائها، فالإعدام حد أقصى للعقوبة، لكن في حدود دنيا لها ممكن أستخدامها، ولكل جريمة ظروفها وملابساتها، فلا مانع من استخدام الرأفة.
لم تخل رواياتك من السياسة.. فكيف تتعامل مع قرار مجلس القضاء الأعلى وقانون السلطة القضائية الذي يحظر على القاضى الإدلاء بآراء سياسية؟
قانون السلطة القضائية يحظر على القضاة الإدلاء بآراء سياسية، وعدم الانضمام إلى أحزاب سياسية، أو تنظيم تظاهرة أو كتابة مقال سياسي، لأن إفصاح القاضى عن اتجاهاته وميوله يجعله غير صالح لنظر القضايا، والكتابة الأدبية لا تخلو من السياسة لكن أنا أضع الحوارات على لسان شخصيات وأختفى تمامًا وراءها، وأنا أكتب لأنى أرغب أن أفكر بصوت عال مع القارئ، أهدف إلى التسلية والمتعة، وهنا الحكم على عملى من الناحية الأدبية والفنية فقط.
هل سبق وأن اعترض مجلس القضاء الأعلى على أعمالك الأدبية؟
لم أجد من المجلس أي اعتراض، ولم أتعرض لأى ضغوط أو مضايقات، والقانون يمنحنى الحق في كتابة روايات أدبية، الأساس في القانون حظر أفعال معينة، ومادامت لا تندرج الكتابة أو الأدب تحت هذه الأفعال المحظورة أصبحت مباحة.
واجهت هجوما شديدا بعد إصدار رواية "المرشد".. ما السبب؟
الرواية تتناول مواقف عن الجريمة السرية وعمل المرشدين مع الشرطة ووشايتهم ضد آخرين بمن فيهم التيارات الدينية المتطرفة التي نجحت في تجنيد أحد ضباط مباحث أمن الدولة لصالح التنظيم الدينى فصار مرشدا لهم ضد وزارة الداخلية، فهى تجسد فساد المجتمع وتطرفه الدينى على مدى نصف قرن مضى من خلال شخصين يعملان مرشدين للشرطة، أحدهما لص آثار، والثانى إرهابى الأول يسرق حضارة مصر، والثانى يطمس هويتها تماما فيبدوان كطرفى المقص، كلاهما مشدود للآخر ولكن كل منهما في اتجاه، وما أن يلتقيا حتى يمزقا مصر إربا متنبئا في نهايتها بسقوط الحكم الدينى تماما في مصر، وواجهت هجوما شديدا من جماعة الإخوان، لنزولها في يناير 2013 قبل رحيل الإخوان عن الحكم ب "سبعة شهور"، وتمثل الهجوم في سب وقذف من عناصر منتمين للجماعة، إلا أننى لم أتعرض أنا أو أسرتى لأذى.
كيف تنبأت في رواية "المرشد" برحيل الإخوان عن الحكم؟
قراءة التاريخ جعلتنى أصل إلى استنتاج، فجماعة الإخوان كيان يعيش تحت الأرض، وهى جماعة منظمة جدا في عملها خاصة الأعمال الخيرية، لكنها معدومة الخبرة السياسية والفكر والخيال والإبداع، فلا نرى بينهم مصورا، أديبا، كاتبا أو فنانا، ومن يفتقد الإبداع يفقد أشياء كثيرة مهمة، هذا بجانب معاداة الجماعة للقضاء بالإعلان الدستورى الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي، وعجل بالنهاية، فضلا عن النبرة العدائية منهم للقضاة، والتعدى على القضاة وهو أمر غير مقبول لدى الشعب.
ولماذا اخترت هذا التوقيت لنشر رواية المرشد؟
لم أخش نشرها في هذا التوقيت، أنا لدى ثقة وقناعة فيما أكتبه،مادمت راضيا عما كتبت فلا يهمنى شىء.
لماذا تعرضت لهجوم شديد من الناصريين على روايتك الجديدة "تذكرة وحيدة إلى القاهرة؟
هوجمت هجوما عنيفا بسبب تلك الرواية، وتقبلت ذلك، ولكن من هاجمنى لم يقرأ الرواية وينتقد لمجرد الانتقاد، وكان الهجوم على أساس أن الشخصيتين الأساسيتين هما البطل النوبى من بيئة فقيرة، والبطل الثانى مُنتم للطبقة الملكية ووالده باشا، وهذه كانت التركيبة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث تضرر النوبى بسبب السد العالى وخزان أسوان رغم أهميتهما، والبطل الثانى تضرر بسبب مصادرة وتأميم أموال الأغنياء، وطبيعى أن يكون الاثنان كارهين ل"عبد الناصر"، وفى هذه الرواية كنت أصف شعور الأبطال وأحوالهم النفسية.
ألا ترى أن تلك الرواية قد تفصح عن ميولك واتجاهاتك السياسية بما يخالف الأعراف القضائية؟
هذا غير صحيح، ولا توجد رواية تفصح عن ميولى السياسية أو اتجاهاتي، القاضى لا يمكن أن يفصح عن ميوله السياسية، فمثلا رواية "تويا" كان البطل فيها ناصريا وكان يرى عبد الناصر زعيما، أما رواية "تذكرة وحيدة للقاهرة" فالعكس تماما، والقارئ لا يهمه ميولى السياسية، ولم أخالف القانون بتقديمى روايات أدبية.
اخترت النوبيين ليكونوا أبطال روايتك الأخيرة "تذكرة وحيدة للقاهرة".. فهل كنت تقصد تسليط الضوء على تلك الفئة المهمشة؟
هذا شرف لا أدعيه، فقد كنت أرغب في كتابة أدب جريمة وكان لدى فكرة عن طريقة معينة لارتكاب جريمة من خلال طبيب شرعي، وفى ذات الوقت عينت في أغسطس 2014 مساعد وزير العدالة الانتقالية وكلفت بملف النوبة وقرأت كثيرا عن النوبة، والتقيت بهم وتعرفت على الجوانب الإنسانية العالية لديهم، وعندما سافرت النوبة لأداء عملى ودراسة مشكلاتهم بدأت فكرة الرواية تراودنى من اليوم الأول، وبدأت ارجع الفندق بعد الاجتماعات واللقاءات وجلسات العمل معهم ومعايشتى لأحوالهم اليومية، وأدون نقاطا معينة للرواية، فلم أكتب الرواية حتى أساعد أهل النوبة بها، أو ألقى الضوء عليهم، إنما كتبتها للفن، أنا صنعت عملا روائيا بحتا.
وهل كان النوبيون السبب في استقالتك كمساعد وزير؟
تقدمت باستقالتى لتعاطفى الزائد مع مشكلاتهم، فهم هجروا من أراضيهم على مدى مائة عام ولم يتم تعويضهم بالكامل إلا البعض منهم، ورغم أهمية السد العالى وخزان أسوان فإنهم تضرروا ولم يعوضوا، وطريقة التعويض كانت محل خلاف على مدى الرؤساء السابقين.
لماذا رفضت تولى منصب وزير الثقافة وقبلها منصب محافظ؟
لا أحب المناصب التنفيذية، وليس لدى أي ميزة تؤهلنى لتلك المناصب، وهذا ما قلته لرئيس الوزراء السابق حازم الببلاوى عندما عرض على منصب محافظ، فعندما سألته لماذا اختارنى لتولى هذا المنصب، قال لى "علشان انت قاضى كويس"، فقلت له "مش لازم علشان أنا قاضى كويس أكون محافظ كويس"، فضلا عن رغبتى في أن أكون بحريتى في الكتابة، وليس منطقيا أن أكون محافظا أو وزيرا وأصدر روايات أدبية، وإذا زادت المبيعات أو تم تكريمى يتهموننى وقتها بأنها مجاملة، كما أنى لا أصلح لعمل سياسي من ناحية أخرى، حتى لا أردد الصوت الرسمى وأكون جزءا من المنظومة السياسية، وقتها لن أصلح لكتابة رواية.
كنت قاضيا للتحقيق في القضية المعروفة إعلاميا بالتمويل الأجنبي.. فلماذا اعتذرت عن مباشرة التحقيق فيها؟
اعتذرت عن القضية بسبب أننى فوجئت بهروب المتهمين الأمريكان بعد إصدارى قرارا ضدهم بمنعهم من السفر، خارج البلاد، فكيف أمنع باقى المتهمين من السفر، هل قرارى وقتها سيكون محل احترام، وأصبحت قرارات على الورق ولم تحترم، فقررت أن أحترم نفسى وتاريخى وأترك القضية وأعتذر عنها، وأى قاض مكانى كان سيفعل ذلك.
ما رأيك في الدكتور محمد البرادعي؟
أنا أرى أنه رجل وطنى محترم وضد التشكيك في وطنيته، كما أنه كان سابقا بتفكيره للمرحلة الحالية، لكن نفسه قصير، والدنيا تجاوزته، لا أعتقد أنه يمكن أن يفكر في العودة مرة أخرى لشغل أي منصب، بعد تعرضه لحملة تشويه كبيرة.
كيف ترى تسريب مكالمات له في الفترة الأخيرة؟
أنا ضد تسريب المكالمات وأرى أنها عمل غير أخلاقي، وجريمة تنال من هيبة الدولة بسبب سماحها بأن تظهر تلك التسريبات على شاشات التليفزيون رغم قدرة الدولة على منعها، وعمل يستوجب المساءلة القانونية ويجب أن تتوقف تماما، وأرى أن حملات التشويه في الفترة الأخيرة هي اغتيال معنوي، فليس من السياسة تشويه الخصوم بطرق غير مشروعة، فإذا كانت هناك أخطاء لخصمى أحاسبه أو أرد عليها، إنما اللجوء لطرق غير مشروعة لتشويه الصورة دون التعرض لأفكاره ليس بها شرف أو نبل في الخصومة.
هل يمكن أن تستقيل حتى تتفرغ للكتابة؟
لا أفكر في هذا، وقادر على تنظيم وقتى بين الكتابة والقضاء ولدى وقت أن أباشر عملى وأعطى أولوية للقضايا، وبعدها كتاباتي، أنا أحب عملى القضائى جدا وأعتز به ورفضت مناصب سياسية من أجله، ولكن إذا وجدت نفسى فيما بعد غير قادر على التوفيق بين الإثنين سوف أستقيل وأتفرغ للكتابة، حتى لا أظلم القضاء.
حققت مع تاجر المخدرات المعروف عزت حنفى التي تحولت قصته إلى فيلم عربى "الجزيرة".. فهل جسد الفيلم القصة الحقيقية لحياته؟
فيلم الجزيرة مختلف تماما عن الحقيقة، هذا ليس عزت حنفي، عزت حنفى سرد لى قصة حياته كاملة وأسراره ولكن لا يمكن إفشاؤها، تعايشت معه عاما كاملا كنت أراه يوميا حتى المحاكمة وحضرت إعدامه هو شخصية كريمة لم يكن لها وجود في الحقيقة، ولكنه رجل قتل إناسا كثيرة جدا غير أنه تاجر مخدرات، وحصل على ستة أحكام إعدام غيابي، وكان القتل بسبب تجارة المخدرات وكان بينه وبين عائلة سباق خلافات وخصومات ثأرية، وقتل من أهله أشخاص كثيرون، ولكنه قتل أكتر مما قتل له، كما أنه لم تقتل أمه أو زوجته أو أخته كما حدث في الفيلم، ولم يهرب بل أعدم هو وشقيقه.
أشعر من حديثك أنك متعاطف معه؟
نعم أنا متعاطف إنسانيا مع عزت حنفي، حيث مر بظروف خارجة عن إرادته أدت به إلى هذا المصير ولكن أفعاله كان يستحق عليها الإعدام، ورغم جرائمه التي ارتكبها فإنه لا يتمتع بذكاء.
كيف تنظر إلى القضايا الخاصة بالفكر والإبداع؟
عندما كنت أعمل بالنيابة كنت أتعامل بمبدأ أن حرية الإبداع مكفولة بنص الدستور، والفكر لا يمكن مواجهته بعقوبة أو بحبس، 99 % من القضايا التي باشرتها حفظتها، فقد نظرت 43 قضية، حفظت 42 قضية منهما، لأنى مقتنع بحرية الرأى وهناك أشخاص يريدون أن يكونوا أبطالا من ورق، فكان لدى قضايا لبعض الكتاب المغمورين يريدون الشهرة فيلجئون للكتابة في أسهل ثلاثة موضوعات تصنع شهرة في مصر وهى "الدين، الجنس، السياسة"، وكانوا يلعبون على وتر الدين من خلال سب الدين والأنبياء، وطالبت القاضى في مرافعتى في إحدى القضايا بحصول المتهم على البراءة، فتجاهل هؤلاء وما يكتبونه هو أقصى عقوبة لهم، حتى لا يحسب له قيمة، وكان القاضى يستجيب، وكان هذا الكاتب المغمور أصدر كتابا فيه سب للدين، واتضح أنه كان يرغب في توقيع عقوبة الحبس عليه حتى يتمكن من اللجوء السياسي إلى هولندا، وأقرب مثال أيضا حبس أحمد ناجى الذي حصل على شهرة كبيرة وشاهد روايته أكثر من 2 ونصف مليون مشاهد بعد قرار حبسه رغم أن ما كتبه لا يمت للأدب بصلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.