استشهاد 3 فلسطينيين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على رفح    لحظة وصول بعثة الأهلي مطار قرطاج استعدادا للعودة إلى مصر (فيديو)    تشكيل الزمالك المتوقع ضد نهضة بركان في إياب نهائي الكونفيدرالية.. جوميز بالقوة الضاربة    رئيس «مصر العليا»: يجب مواجهة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    حزب الله يستهدف عدة مواقع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.. ماذا حدث؟    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    اسكواش - وأخيرا خضع اللقب.. نوران جوهر تتوج ببطولة العالم للسيدات    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    محمود أبو الدهب: الأهلي حقق نتيجة جيدة أمام الترجي    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    الأرصاد الجوية تحذر من أعلى درجات حرارة تتعرض لها مصر (فيديو)    حقيقة تعريض حياة المواطنين للخطر في موكب زفاف بالإسماعيلية    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف ابنة سامح يسري (صور)    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أصل الحكاية.. «مدينة تانيس» مركز الحكم والديانة في مصر القديمة    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    قفزة جديدة ب160 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    رئيس الموساد السابق: نتنياهو يتعمد منع إعادة المحتجزين فى غزة    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    ماجد منير: موقف مصر واضح من القضية الفلسطينية وأهداف نتنياهو لن تتحقق    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    رغم تعمق الانقسام فى إسرائيل.. لماذا لم تسقط حكومة نتنياهو حتى الآن؟    تزامناً مع الموجة الحارة.. نصائح من الصحة للمواطنين لمواجهة ارتفاع الحرارة    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الهبوط والعصب الحائر.. جمال شعبان يتحدث عن الضغط المنخفض    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    مصرع شخص في انقلاب سيارته داخل مصرف بالمنوفية    مسلم يطرح أحدث أغاني ألبومه الجديد «اتقابلنا» (تعرف على كلماتها)    «فايزة» سيدة صناعة «الأكياب» تكشف أسرار المهنة: «المغزل» أهم أداة فى العمل    إعادة محاكمة المتهمين في قضية "أحداث مجلس الوزراء" اليوم    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    نقص أوميغا 6 و3 يعرضك لخطر الوفاة    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديب القادم من منصة القضاء أشرف العشماوى:
فى قضية التمويل الأجنبى .. تأكدت بالدليل القاطع أن ملايين الدولارات ذهبت لجماعات الإسلام السياسى فقط
نشر في الأهرام اليومي يوم 02 - 09 - 2016

الروائى أشرف العشماوى اسم له بريقه وتوهجه فى عالم الأدب ،منذ روايته الاولى «زمن الضباع» ثم روايته «تويا» التى وصلت لقائمة البوكر عام 2013 للرواية العربية،ثم «المرشد» ثم «كلاب الراعى»، ثم «سرقات مشروعة»،ثم روايته السادسة «تذكرة وحيدة للقاهرة» التى صدرت طبعتها الثالثة فى زمن قياسي
،هذا الروائى المعتز بنفسه هو مستشار جليل ،اسم له رونقه واحترامه بمحكمة الاستئناف،وكان قاضى التحقيقات فى قضية التمويل الأجنبى،وكان مساعدا لوزير العدالة الانتقالية،تنبأ له أنيس منصور بأنه سيكون روائيا شهيرا،وسيترك القضاء ليتفرغ للأدب،أشرف العشماوى لا يسعى للشهرة،ولايهدى رواياته للصحفيين ولا للكتاب،يحب العزلة،يهرب دائما من الجلسات الاجتماعية،مواقفه صلبة مغلفةبالهدوء،لا تعرف فيما يفكر هل فى حيثيات حكم قضية صعبة؟أم فى شخصية جديدة من روايته فى مفترق الطرق؟أم فى سفر بعيد لينفرد بذاته؟رغم روحه المرحة الا انه يخفى ذلك الحزن الذى يملك النفوس الباحثةعن الحياة الحلم..
بين عالم الادب ودهاليز القضاء،بين عنفوان الادب ورحابته وحكمة القضاء وشرفه دار الحوار:
.....................................................
صدرت الطبعة الثالثة من روايتك السادسة «تذكرة وحيدة للقاهرة»فى أقل من شهرين،هذه الرواية تسرد عذابات النوبيين المهمشين، وكأنها صرخة لما عانوه،هل كنت تقصد ذلك؟ وهل أنت دارس للتراث النوبى القديم؟والى أى مدى عقل القاضى تماس مع مشاعر الروائى خاصة فى سرد وقائع محاكمة عجيبة والجزار؟
نعم كنت أقصد لفت الانتباه للمهمشين وللنوبيين بصفة خاصة، لقضيتهم ،لمعاناتهم ،لغربتهم بالقاهرة والاسكندرية داخل مصر على مدار قرن كامل ، أنا قارئ جيد للتراث النوبي وقبل كتابة رواية تذكرة وحيدة للقاهرة أجريت معايشة للمجتمع النوبي لمدة اسبوعين عشت مع نوبيين فى بيوتهم وزرت النوبة القديمة مرتين لايام طويلة تحدثت مع المئات منهم من كل الطوائف والاعمار وانعكس ذلك على كتابتي للرواية ، أما مشهد المحاكمة بين البطل النوبي والجزار القاهري فدعيني اكشف لك سرا هذا المشهد قضية حقيقية قديمة مرت بي ، بترت فيها اصبع المجني عليه من جزار واستلهمتها بالكامل فى الرواية بما يسمح به السرد وسياق الاحداث . وكان من السهل علي بالطبع ان انقل مشهد المداولة بين القضاة باعتباري قاضيا.
روايتك «البارمان»الحاصلة على جائزة أفضل رواية لعام 2014 ،لماذا اخترت شخصية ساقى الخمر ،هل لعالمه الغنى،وباعتباره حافظ اسرار المهزومين فى الحياة؟ماذا تفعل الأسرار المكتومة فى الانسان؟
الساقي او البارمان هو صندوق اسود لزبائن الحانة شخصية مغرية بالكتابة لها سمات معينة وخصائص وتركيبة ليس من السهل توافرها لدى مهن اخرى هذه الاسرار التى تتجمع لديه احيانا يتجر بها ، يبتز رواد الحانة، يبيع سرهم لخصومهم واحيانا اخرى يكون معهم صداقات حقيقية وفى الاغلب يسيطر عليهم لانهم دائما فى لحظة ضعف والساقي يقدم الخمر ولا يقربها ابدا ، عقله معه واذنه مع لسان السكير الذي انفلت رغما عنه ، الجائزة اسعدتني لأن رئيسها كان الاديب الكبير جمال الغيطاني وما اسعدني ايضا ان ارسل لي بارمان رسالة على حسابي الشخصي بالفيسبوك ولم أكن اعرفه قائلا : انت كتبت عنا وكأنك واحد منا . هذا يكفيني جدا ككاتب لأتذوق طعم النجاح باستمتاع .
ترى ان الكتابة التاريخية مرعبة،وهذا كان تعليقك بعد روايتك «كلاب الراعى»فى رأيك لماذا يعود الكاتب للتاريخ ،ولماذا لم تنصف محمد على باشا ؟
- الكاتب لا يعود للتاريخ مجانا إنما يعود للاسقاط ولاستلهام لحظة معينة والقبض عليها كي يقول ما يريده عن الواقع دون ان يكون مباشرا فالتقريرية والمباشرة عدوان للرواية فما بالنا بالرواية التاريخية، أما عن محمد علي باشا فأنا لم أظلمه هو كان ديكتاتورا وطامعا فى حكم مصر هذا تاريخ لا يمكن انكاره ولكنه لا يعني أنه لم يكن عبقريا بل بالعكس هو من أفضل من حكم مصر من وجهة نظري لكن لا يمكنني اغفال مذابحه التى لم اجد لها تبريرا فى المراجع التي قرأتها قبل كتابة كلاب الراعي .
استخدمت أسلوب الرمزية والسرد على لسان الحيوانات مثل «جورج أورويل»مزرعة الحيوانات وكليلة ودمنة «لبيدبا»فى روايتك الاولى زمن الضباع ،قبل ثورة 25 يناير،لماذا؟وهل انتهى زمن الضباع؟
استخدمت الرمزية لانني بشر اخاف احيانا من التنكيل ، والرمزية خصوصا الحيوانات طريقة مقبولة فى الادب وناجحة لحد كبير وكانت تلائم فكرتي التى كتبتها ونشرتها عام 2010 قبل الثورة وكان حاجز الخوف عندي موجودا وقتها ، ولا أظن أن زمن الضباع قد انتهى بعد ،لا يزال هناك ضباع بيننا للاسف فى مجالات كثيرة .
«حين يقود خرتيت غابة،غاب عنها الأسد فأعلم ان مآل الامر للضباع»طبق مقولتك هذه على عالمنا السياسى والاجتماعى؟
هذه المقولة فى تقديري صحيحة بنسبة كبيرة فى غالبية المجالات فى الصحافة وفي الطب وفى السياسة وفى أى مهنة أو أي موقع للمسئولية ستكون النتيجة كارثية ، ببساطة لماذا اختير الاسد ملك للغابة لأنه لا يخاف ، لا يهاجم وهوجائع ويهاجم من الامام فقط ، لديه قدرة على المواجهة ويفرض سيطرته على منطقته ويحمي قطيعه ، اما الخرتيت فهو حيوان عشبي بلا طعم ولا لون ، بارد وبليد ويتسم بالغباء يعتمد على قوة غاشمة فقط لا غير هذا النموذج موجود فى مناصب حساسة وقيادية كثيرة ابسطها حينما رحل احمد زويل وهو اسد حقيقي انظرى كم خرتيتا هاجمه وكلهم نكرات ، انا شخصيا عانيت منهم عندما عملت معهم فى مجالات مختلفة ، وللاسف لا يزال بعضهم فى مواقعه .
«سرقات مشروعة»مرجع مهم يوضح كيف نهبت مصر وسرقت اثارها على مدار 200 عاما من عصر محمد على باشا وحتى 2011 ،عمل وثائقى باسلوب ادبى مشوق ،تسرد أهم حوادث سرقة الآثار في مصر ومن بينها سرقة المتحف المصري مساء 28 يناير 2011 وحريق المجمع العلمي،واختفاء محتويات نادرة منه،السؤال هنا كيف تكون السرقات مشروعة ؟ومتى يتوقف هذا النزيف الهادر؟
السرقات تكون مشروعة عندما يسمح القانون بها أو يسهلها او يتهاون فى تجريمها وقوانين الاثار القديمة حتى عام 1983 كانت تسمح بذلك أبسطها أنها تعطي مكتشف الاثار المصرية نصف ما يجده على ارضنا وهي نصوص غير موجودة فى اي دولة اوروبية وفى تقديري ان نزيف الاثار لن يتوقف إلا بتعديل منظومة الامن والحماية وطرق التخزين، اما أن نعين خريجا جامعيا فى وظيفة فرد أمن بمنطقة أثرية فهو العبث بعينه ومن الغباء أن نتوقع منه الحماية ومن الجهل أن يستمر التأمين بذات الطرق التى مرت عليها سنون طويلة حتى صارت هي الاخري اثرية . لابد من رفع الوعي الاثري للمواطنين وهذا دور الثقافة والاثار والا سيظل عدد افراد شرطة السياحة ببعض المواقع الاثرية يفوق عدد الزائرين وفى تقديري ان زاهي حواس كان انجح مدير للمنظومة الاثرية وحمايتها ومن السهل الاستعانة به وإعادة تطبيق منظومته الان مرة اخرى
كان لك موقف فى قضية التمويل الأجنبى وطلبت التنحي من القضية بعد هروب المتهمين الأجانب فى فبراير 2012،ما الذى تستطيع البوح به بعد مرور اكثر من اربع سنوات؟
انا غير نادم على شئ انا فخور بمشاركتي فى هذه القضية ومعتز بطلب التنحي الذى تقدمت به لرئيس مجلس القضاء الاعلي عندما تم تهريب المتهمين الامريكان بطائرة خاصة ، ما أود أن اقوله انني راض عما تم من جانبي فلم اتهم مصريا من النخبة او المثقفين او شخصيات عامة ممن أثيرت حولهم الشائعات بأي تهمة وحفظت تحقيقات ضد ناشطين حقوقيين بعد ما تبين لي كيدية الاتهامات ضدهم وتأكدت بالدليل القاطع وأوراق التحويل لملايين الدولارات انها ذهبت لجماعات الاسلام السياسي فقط دون غيرها سواء كانوا اخوانا او سلفيين وكل ما يقال فى وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن هذه القضية واتهامات لرموز ثورة يناير غير صحيح على الاطلاق ومن نسج خيال مغرضين يظنون انهم سيرضون الحكومة بكلامهم .
استقلت من منصب مساعد وزير العدالة الانتقالية منذ عام ونصف تقريبا وتردد ان سبب الاستقالة ملف تنمية النوبة وملف حقوق الانسان ما هى الحقيقة؟
- الحقيقة ان الدولة لم تكن راغبة فى عدالة انتقالية وربما لم تكن تدرك معني العدالة الانتقالية ومفهومها على وجه صحيح وكل ما فعلته انني احترمت نفسي وتاريخي المهني وقدمت استقالة لمرة ثالثة وصممت عليها فقبلوها فى النهاية ولم يكونوا مرحبين بوجودي فى هذا الموقع، وبعدها بعدة شهور ألغيت الوزارة تماما اما ملف النوبة فقد اكتمل وارسلته لرئيس الوزراء وقتها والقرار للبرلمان الان ولم اعمل فى ملف حقوق الانسان الا يومين قبل الاستقالة فقط .
الأدب موهبة والقضاء علم،أيهما يشدك اكثر ،وأيهما أقرب الى روحك؟
انا أميل للادب أكثر هو الأقرب لروحي أنا بدأت الكتابة منذ سنوات بعيدة فى نهاية التسعينيات بلا سبب محدد وقتها غير اننى وجدتها وسيلة مثلى للتعبير عن أفكارى لتداولها مع آخرين، لنقل أحاسيس ومشاعر وأفكار تموج برأسي ، لكنني لم أجرؤ على النشر وقتها ، خفت من القارئ حتى تبددت مخاوفي بتشجيع من الكاتب أنيس منصور قبل الثورة بعام واحد فقط ، انا اتبادل مساحات من التخيل والحكي والتفكير مع قارئي فهو شريكي فى عملية الابداع ، اترك له مسافة كافية يتحرك فيها واصول واجول فى مساحتي ، استفز تفكيره واحرضه عليه اكثر ، اثير متعته الادبية بالحكي والسرد والكثير من الخيال الممزوج بالواقع ليرى أمامه خليطا عجيبا أحرص دوما على دهشته به خاصة دهشة البدايات ..أدركت مبكرا أننى أجيد الكتابة اكثر من الخطابة ربما لا اكون مفوها بما يكفي لجذب انتباه الناس لكنني الان ادرك بأن الله منحني مقدرة على التعبير من خلال سطور كتاباتي واتمنى أن اكون عند حسن ظن قارئي .
هناك أطباء وقضاة يوسف ادريس،تشيخوف،ابراهيم ناجى،محمد المخزنجي،توفيق الحكيم يحيى حقى،محمد حسين هيكل،برعوا فى عالم الأدب ، ما العلاقة السحرية بين الأدب وارتباط أصحابها بمهن اخرى؟
العلاقة السحرية ببساطة تتلخص فى الانسانية .. الطب والقضاء مهن انسانية وكذلك الأدب هو أعظم عمل انساني وطبيعي ان يكون أبرع من يكتب فى الادب هم الاطباء والقضاة ، وبالمناسبة لا يوجد أديب حقيقي ممن درسوا الأدب فى الجامعات، كلهم اما نقاد او صحفيون لا يمكن ان تجد من بينهم اديبا واحدا . واحد من تعريفات الادب عندي هو فن الشعور بالناس والغوص فى نفسياتهم .
على القاضي الا يعمل بالسياسة ولكنه يمكنه العمل بالإبداع ،هل هناك تعارض بينهما،أيهما سينتصر على الاخر القاضى ام الروائى؟
لا يمكن ان يعمل القاضى بالسياسة او يعبر عن ارائه السياسية ويجهر بها هذا يخل بحياده وموضوعيته وتجرده انا ضد عمل القضاة بالسياسة او ابداء اراء سياسية بوسائل الاعلام ، اما الابداع فلا يتعارض مع القضاء ، فهو عمل راق على الاقل يجعل القاضى اكثر انسانية ورحمة وهو ما يحتاجه لتحقيق العدل ولا يخل بحياده ابدا .
كيف تتعامل مع النقد؟
الان اتقبله بصدر رحب لكن فى البداية كنت أشعر بالضيف حينما يهاجمني ناقد وبعد فترة من الكتابة والنشر ادركت ان للنقد وجوها كثيرة وبعض النقاد للاسف تحت الطلب وبعضهم ناقد متجول والاقلية هي التى تحافظ على اسمها وكرامتها ،وهذه الفئة الأخيرة احترمها واقدر آراءها حتى لو كانت ضد كتاباتي أنا اتعلم من النقد الموضوعي الحقيقي المجرد لكن اريد ان اقول للقارئ انني لم أدع يوما انني أديب أنا روائي يحكي قصة طويلة بمشهدية عالية لترى ابطال الرواية يتحركون امامك بلغة بسيطة وسلسة ،انا انقل لك حياة موازية تخيلية ولا شئ اكثر ،انا هوايتي الكتابة واعمل على ان اجعل القارئ يمسك بالرواية حتى ينهيها واعتبر هذا نجاحا اما من يشتمني او يهاجمني على ذلك فلا التفت له ولا اعتبره ناقدا ولا يعنيني كلامه وانا بصفة عامة لا ارد على الهجوم فالتجاهل تم اخترعه من اجل الرد على هؤلاء فى ظني .
«الكلمات لا يمكنها أبدا ان تخفف عما فى قلب الانسان ويريحه الصمت وحده فهو وحده قادر على فعل ذلك»هذه مقولة الكاتب نيكوس كازانتزاكيس ،هل انت مع هذه المقولة ولماذا؟
أنا ضد هذه المقولة انا ممن تريحني الكتابة واخراج الكلمات التى تمور بداخلي حتى تظهر مكتملة على الورق أنا لا يخفف صمتي من آلامي أبدا بل ربما يزيدها . تبقي دوما الكتابة لعبة مثيرة ، ممتعة ، كلنا يبحث عن الخلود والكتابة احدى وسائلنا ، الروائي الحقيقي لا يموت أبدًا فالكتابة سر الحياة والصمت موت مؤقت.
لماذا لا تكتب القصص القصيرة؟
اكتبها منذ 15 عاما لكنني غير راض عما اكتبه منها لذا لا انشرها ولدي مجموعة شبه جاهزة لكنني متردد تماما فى نشرها ، ارى انها فن اصعب من الرواية بينما يرى القاص ان الرواية اصعب وفى ظني ان كل منا يجيد ما يحب اكثر .
كيف تأتيك شخصيات روايتك وأفكارها؟
من التأمل لمن حولي ،من القراءات الكثيرة فى التراث والتاريخ وعلم النفس ،من وجوه الناس فى الشارع ،من حوارات الاخرين على المقاهي ،من جملة عابرة لشخص ما ،من حوار بين اثنين غاضبين او فرحين ،من مواقف الحياة بصفة عامة ، من كثرة الشرود ينتعش الخيال ويتغذى أنا أجلس أمام أوراقي البيضاء استدعي خيالي ، أخلق شخصيات ، أجدها تتحرك امامي ، تدب فيها الروح فجأة ، بعثت فيها الحياة فى لحظة فارقة لا أدركها الا بعد تمامها ، صارت تتكلم الان و تحاورني فأسير خلفها لاهثا فعلى الفور ادون واسرد واتخيل حتى اضمها جميعا بين دفتي كتاب لتبدأ دورة حياة جديدة قد تستنزف مني عامين أو يزيد..صيات من روح ودم ، تدب فيها الحياة بعد قليل تراها تتحرك أمامك ، تحذف و تضيف ، تقرأ كثيرا بلا ملل ، ترضى أحيانا ، تمتعض وتستاء عشرات المرات ، تحرص على بث الروح فى سطورك بكل مسودة ، تتمنى أن تبلغ الكمال ولا تدركه أبدا ، أنت تكتب لإيقاظ الأخرين ، لامتاعهم ، لدهشتهم ، تصحبهم فى رحلة بلا عودة على أجنحة الخيال ، كلما تنوعت عوالمك تضاعف مريدوك ، تبقى دوما لعبة الكتابة مثيرة ، ممتعة ، مادامت الحياة مستمرة ...انا أكتب لأستمتع بحياتى أكثر.
وهل بين شخصياتك الروائية شخصة تتطابق ملامحه مع شخصيتك؟
لا انا لم اكتب شخصيتي الحقيقية فى رواياتي حتى الأن وسأفعلها فى رواية عن كواليس القضاء .
- ما الذي تحتاجه النخبة حتى تكون مؤثرة بشكل ايجابى وفعال؟
بصفة عامة ان تكون اكثر موضوعية ترى الاشياء بحجمها الحقيقي وتتأكد مما تقوله قبل ان تعلنه فهناك من يتأثر وعقله فى اذنيه فلن يقرأ وسيردد خلفهم ما قالوه ، لكن المشكلة ليست فى النخبة وحدها المشكلة فى الحكومة في طريقة الادارة والشفافية والعدالة هذا ما نفتقده وهذا ايضا ما تنتقده النخبة وهي محقة فى ذلك كل الحق وانا فى صفهم .
هل الأفضل للأديب ان يبتعد عن عالم السياسة ام انه لا يستطيع الابتعاد؟
- نظريا نعم.. لكن عمليا لن يبتعد فى رواياته ولن يبتعد فى احاديثه الصحفية بحكم انه يفكر ومهموم بالمجتمع والناس ، هذا امر صعب جدا لكنه يحتاج لتوازن فكثرة ابدائه لآرائه السياسية يفقده بريقه لدى جمهوره وأيضا طريقة تقديم رأيه عليها دور كبير فى بناء شعبيته أو هدمها .
فى رأيك هل الأدب يستطيع ان يغير العالم؟
طبعا يستطيع ..يكفى أن رواية مثل 1984 لجورج اورويل غيرت كثيرا فى العالم حتى يومنا هذا . الادب هو القوة الناعمة القادرة بقوة على احداث التغيير الحقيقي العميق لأفراد أي مجتمع .
أختلفت الآراء حول الحب، بين الفلاسفة و الشعراء، من مؤمن ومن متّهم، فمنهم من يعتقد أنه ضرب من الحرب مثل الشاعر الروماني «أوفيد»، و منهم من يعتبره طاقة الحياة مثل الشاعر الانجليزي «روبرت براونينج»، و منهم من ظن أن الحب حكمة الأحمق و حماقة الحكيم مثل الشاعر «صمويل جونسون»، على أي منهج من هؤلاء تسير علاقة الروائي أشرف العشماوى بالحب؟
انا اميل لمقولة الشاعر الانجليزي روبرت برواننج فالحب هو طاقة الحياة وبغيره نصبح جمادا له شكل لكنه بلا روح مثل لوحة جميلة والسلام ، انا لم اعش يوما دون حب حتى الان انا مازلت كائنا حيا لانني أحب ، أنا أيضا أحب الحياة وهي تعطيني أجمل ما فيها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.