احتضنت قاعة " الجريك كامبس " بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة ندوة لمناقشة أحدث روايات الكاتب أشرف العشماوي: " تذكرة وحيدة للقاهرة ". أدارت اللقاء الكاتبة الصحفية منة الله الأبيض التي قالت في مستهل الندوة : " يأخذنا أشرف العشماوي في روايته الجديدة تذكرة وحيدة للقاهرة " فرحلة ممتعة بطلها شاب نوبي جاء إلي القاهرة ليكتشف عالماً مغايراً ويري أحداثاً غريبة عليه حيث ينزل من قريته بأسوان بعد غرقها كنتيجة لعملية تعلية سد أسوان ووفاة والده في حداث سير مع المهندس الإنجليزي الذي صمم خزان أسوان، يأتي هذا الشاب إلي القاهرة ليلتحق بالعمل في نادي الجزيرة الرياضي بصحبة أحد أقاربه، وفي إطار ذلك يحدثنا أشرف العشماوي عن تاريخ النوبة والذي ارتبط بشكل وثيق بسلطة يوليو 1952 التي كان لها دور كبير في تحديد مصير هذا الفصيل من المصريين الذي عاني كثيراً. " الروائي هشام الخشن تحدث عن علاقته بالعشماوي الذي يتطور بشكل كبير بحسب كلامه وتابع الخشن : " شهادتي في أشرف العشماوي مجروحة لأننا أصدقاء، ولكني علي المستوي الأدبي أستمتع بما يكتب لأنه في النهاية وهذه حقيقة كاتب يعرف أصول الكتابة ويقدر دورها جيداً، كما أنه يتمتع بقاعدة لا بأس بها من القراء وهذا مؤشر جيد ومحرك يدفع الكاتب دوماً باتجاه المقدمة، وبخصوص الرواية فقد كنت محظوظاً أثناء كتابتها لأن أشرف كان يرسل إلي كل جزء فور انتهائه منه مباشرة، لا أقصد هنا كل فصل ولكني أعني كل جزء أي أنه يكتب عدد من الصفحات دون ترتيب ويرسلها إلي كي أضع رأياً بخصوصها وهكذا حتي انتهي أو انتهينا من الرواية. " وبسؤاله عن الجمع بين وظيفة بعيدة تمام البعد عن الكتابة إلي جانب ممارسة الإبداع قال الخشن : " أعمل كمهندس مدني والعشماوي، كما هو معروف، يعمل كمستشار، وهذا لا يضرنا بشيء بل يفيدنا كثيراً. من وجهة نظري، أن تتعامل مع طبقات وأنوع مختلفة من البشر فإن هذا يعطيك حكايات أكثر ويوسع من إدراكك بالحياة ويجعلك تتمتع بنظرة أخري أكثر عمقاً. هكذا أراها مزية جيدة وليست عيباً. " نورا رشاد، مسئولة النشر بالدار المصرية اللبنانية، قالت : " أري من وجهة نظري كمتابعة لأدب أشرف العشماوي أن " تذكرة وحيدة للقاهرة " تعتبر نقلة في مسيرته الأدبية، ولا أريد أن أقول أنها أفضل ما كتب لأن هذا القول يظلم بقية الأعمال ومن الطبيعي أن لكل عمل ظروفه الخاصة وفكرته التي يعبر عنها، وكاتب مثل أشرف العشماوي لا يمل من تطوير ذاته ودائماً يفاجئك بالجديد وهذا طبيعي لأن تلحظ تقدما وتطوراً سريعين في مستوي كتابته مما يجعل الأحدث من أعماله أفضل. بدأنا التعامل مع أشرف العشماوي منذ عام 2010 وكان ذلك في روايته " زمن الطباعة " التي صدرت يوم جمعة الغضب وكانت ظروف نشرها صعبة بكل المقاييس مما أدي إلي ظلمها وعدم الاحتفاء بها نقدياً وجماهيرياً بما هو لائق ومطلوب. تعاملنا بعد ذلك في كتابه " سرقات مشروعة " وتوالت بعد ذلك رواياته فكانت " المرشد " " البارمان " " كلاب الراعي " وصولاً إلي " تذكرة وحيدة للقاهرة ". لم يكن أشرف يثق في الدار في بداية الأمر وهذا مفهوم لأن الكاتب يحتاج إلي مزيد من الوقت كي يشعر بنوع من الأمان والارتياح لفكر الدار التي تنشر أعماله وهذا أمر لا يحدث بين يوم وليلة، مع الوقت بدأ أشرف يقتنع برؤية الدار ويثق فيها ولا يجد غضاضة في إطلاعها علي ما يكتب أولاً بأول. هناك وجهة نظر غريبة لبعض الكتاب وهو أن الكاتب يعرض عمله المخطوط علي أصدقائه وغير أصدقائه ممن يثق برأيهم وعندما يأتي إلي دار النشر ويجد الناشر يبدي وجهة نظر في نصه فإنه يعتبر ذلك عملاً لا يليق وكأن الناشر عدو له رغم أن الناشر هو شريك الكاتب ويريد بصدق أن ينجح عمله لأن الأمر في النهاية يمسه كناشر. " من جانبه قال الكاتب أشرف العشماوي : " في عام 2014 تم انتدابي مساعداً لوزير العدالة الانتقالية وعرض عليَّ ستة ملفات من بينها ملف النوبة. شعرت برغبة ملحة في أن أبدأ به العمل، ظللت طيلة ثلاثة شهور متتالية أقرأ في تاريخ النوبة وأبحث عن المعلومات التي تخصها ثم سافرت إلي هناك. أثناء رحلتي لم أكن محملاً بأية رغبة في كتابة رواية عن النوبة، ولكن الفكرة ولدت هناك. الناس هناك رائعون، ولا يمكنك أن تقابل نوبياً إلا ويترك داخلك أثر عميق وكأنه يحفره ودائماً ما يكون هذا الأثر محمود " وعن الهجوم الذي شنته مجموعة من الناصريين علي الرواية قال العشماوي : " تحدثت في الرواية عن المسألة النوبية التي يهملها النظام السياسي في أشكاله المختلفة، ولا يمكنني إلا أن أقول رأيي ولا يمكنني إلا أن أبرز الحقائق وأسلط عليها الضوء، والحقيقة أن النوبة وساكنيها قد عانوا كثيراً وكان لسلطة يوليو يد في هذه المعاناة. "