على عشق الأدب اجتمع الحضور ، بين الأدب الرومانسى و الأدب النفسى و الأدب البوليسى كانت رحلتنا مع تجارب " روايات و روائيين " ، و كان معرض القاهرة الدولى للكتاب هو الملتقى ، استمعنا لتجارب و حكايات الكتاب الذين حصدت رواياتهم الأكثر مبيعا فى الدار المصرية اللبنانية . حيث أقامت الدار ندوة جماعية لستة من كتابها الذين حققت أعمالهم رواجا كبيرا فى مصر و العالم العربى لتصل لقائمة الأعلى مبيعا ، و الكتاب هم أشرف العشماوي، وعصام يوسف، ورشا سمير، وعمرو الجندي، ونور عبد المجيد، وهشام الخشن ، الذين أمتعونا بتجاربهم عن الدخول إلى عالم الكتابة و أعمالهم الروائية . و أدار الندوة الأديب " مكاوى سعيد " الذى عبر عن إعجابه بالأعمال الذى أطلع عليها فى وقت وجيز ، و قال أن ميزة الكتاب الستة أنهم تخلصوا من " عيوب الكتابة القديمة " بالإثارة و التشويق ، و استطاعوا بذلك اجتذاب شرائح سنية جديدة ، افتقد الكتاب الكبار التواصل معهم . و عبر مكاوى عن رفضه لجملة أن " القمة الأدبية لا تتسع سوى لكاتب واحد "، قائلا : هى تتسع لأكثر من ألف كاتب ، و مصر مليئة بالمبدعين . العشماوى من القضاء للكتابة روى المستشار أشرف العشماوى قصته مع الكتابه و تحوله من سلك القضاء و النيابة إلى كاتب ،العشماوى كان عاشقا للكتاب و كان يكتب الخواطر أثناء عمله فى النيابة ، حتى عام 2007 عندما انتقل إلى سلك القضاء و أصبح لديه متسعا من الوقت حينها بدأت رحلته مع الكتابة منذ سبع سنوات تحديدا ، و لكن لم يمتلك العشماوى الجرأة لنشر كتاباته ، خوفا من إلا يحبها القراء و لا يقبلون عليها ، مما كان كفيلا بإحباطه و ابتعاده عن الكتابة . و لكن كان القدر كفيلا بأن يبدد تلك المخاوف عندما التقى العشماوى مصادفة بالكاتب الراحل " أنيس منصور " و أعطاه روايته و انتظر منه الرد و عندما تأخر و يأس العشماوى ، تبسم القدر فى وجهه من جديد عندما اتصل أنيس منصور بعد 25 يوما يخبره بأن روايته جيدة و تستحق النشر قائلا : اترك النيابة و القضاء و الكلام الفارغ ده .. أنت كاتب . طرحت الرواية الأولى للعشماوى مع ثورة 25 يناير ، و بسبب الأحداث فلم يكن هناك صدى للرواية ، مما أحبط الكاتب ، و لكنه استعاد همته من جديد عندما رشحت روايته " تويا " للقائمة الطويلة بجائزة البوكر العربية . و اعترف العشماوى أنه امتلك نقطة ضعف بالكتابة و هى " الاستزادة " فى الوصف ، و رغم حبه للوصف ، و لكنه استطاع أن يطور من نفسه و يتغلب على هذة المشكلة التى يقع فيها العديد من الكتاب فى روايتيه " المرشد " و " البارمان " التى فازت بجائزة أفضل رواية ضمن جوائز معرض الكتاب فى دورته ال 45 ، و اختتم العشماوى حديثه بأنه يحب أن يذهب بالقارئ لمنطقة مختلفة و يجعله يستمتع بالعمل . من بيت الكتاب ولدت الموهبة " قالوا أن الرواية الأولى تجربة شخصية و لن يستطيع تجاوزها ، و لكن بعد صدور " 2 ضباط " تفوق عصام يوسف على نفسه و أثبت خطأ ناقديه " بهذة الكلمات عبر مكاوى عن إعجابه بموهبة " عصام يوسف " ابن أديب أدب الأطفال " عبد التواب يوسف " و الكاتبة نتيلة راشد الملقبة ب"ماما لبنى" رائدة أدب الأطفال في مصر . و قال عصام يوسف عن ذلك : أنا من بيت الكتاب هو عنوانه ، كانت الكتب حولى فى كل مكان حتى تحت السرير و فى طرقات المنزل و بالمطبخ ، و لكن لم أتخيل يوما أنى سأكتب . عندما بدأت الكتابة كان هدفى أن أكتب فيلم عن المخدرات يحوى رسالة حقيقية ، لكن بعد أن أنهيته نصحنى أصدقائى بأن أنشرها كرواية أولا . و تابع أنه كان محظوظا لعلاقة والده بالناشر محمد رشاد صاحب الدار اللبنانية ، و نصحه والده بالذهاب له و لا يتردد ، و تشجع عصام يوسف و مضى فى طريقه لنشر روايته الأولى " ربع جرام " و بعد نجاحها الكبير خشى أن يكمل فى مشوار الكتابة ، و لكنه تفوق على نفسه من جديد فى رواية " 2 ضباط " و التى حققت نجاح ضخم . و من شجعته على إكمال الرواية كانت المبدعة " ماما لبنى " التى لم تكن فى حياتها مجاملة لذا وثق فى كلامها عندما قالت له " عصام كمل أنت موهوب و الكتاب ده هينجح " و كان تتابع معه أول بأول تطور رواية " 2 ضباط " حتى منتصفها " و رحلت المبدعة ماما لنى عن عالمنا ،لكن بعد أن غرزت فى ولدها بذرة "الإيمان بالنفس " فساعدته على إتمام روايته حتى النهاية . و لكن لم تتوقف العقبات عند هذا الحد ، فرفضت وزارة الداخلية نشر الرواية ، و لم تنشر إلا بعد ثورة 25 يناير . عصام يوسف صاحب شركة إنتاج و لقربه من مجال الإعلام و الإنتاج ، وجد أن كتابة السيناريو أسهل، و لكن استهوته الكتابة و كان المكسب المعنوى و الأدبى أهم له من أى شئ آخر . و طلب الكاتب من الحضور أن من يرى فى نفسه كاتب ، يعطى لنفسه الفرصة ، فهو لم يتخيل يوما أن ينجح و يبرز ضمن الكتاب المعروفين ، قائلا : أعطوا لأنفسكم فرصة .. و اخرجوا أفكاركم على الورق . رشا سمير فى "معبد الحب " " الكتابة الرومانسية التى افتقدناها كثيرا ، استطاعت أن تنقلنا روايات نور عبد المجيد و رشا سمير إلى عالم خارج الزمان و المكان ، و كأننا فى يوتوبيا بعيدا عن الأحداث الصاخبة " بهذة الكلمات عبر مكاوى سعيد عن مدى حاجتنا لهذا النوع من الكتابات لتبعدنا قليلا عن صخب الحياة ووجعها . فى سن ال 15 بدأت رشا سمير كتابة الخواطر ، و كانت تفوز بمسابقات المدرسة و تحصل على أعلى الدرجات فى موضوعات التعبير ، و رغم هذا التشجيع و لكنها لم تفكر يوما أنها ستصبح كاتبة . و كان الحافز الأكبر لها هو تشجيع سمير سرحان لها لترك الخواطر ، و بدء كتابة القصص القصيرة ، لتخرج أول تجربة قصصية لها إلى النور بعنوان " حواديت عرافة " ثم " معبد الحب " ، و لكن لأن هيئة الكتاب كانت تستغرق وقت كبير فى نشر الأعمال . فقررت رشا أن تتجه للطباعة فى دور النشر ، و برغم مرورها بتجارب سيئة مع بعض دور النشر ، و لكنها تعتز بتجربتها مع المصرية اللبنانية . و قالت رشا أن " الحب خلف المشربية " هو أكثر أعمالها المقربة لقلبها ، ثم جاء كتاب " يعنى ايه راجل " و الذى أحدث ضجة بسبب عنوانه . و تابعت الكاتبة أنه بالرغم من صعوبة كتابة القصة القصيرة ، و لكن تعد الرواية هى المولد الحقيقى للكاتب ، و كانت البداية مع " بنات فى حكايات " و كانت محاولة مقاربة من الشابات الصغيرات فى السن و عرض مشاكلهم ، و قالت رشا بدأت بملاحظة مشاكل ابنتى و من فى سنها ، لذا أردت أن أوجه رسالة لمن فى عمرهم . أما عن جديدها فتعد الكاتبة حاليا لكتاب دويتو مع الكاتب هشام الخشن ، الأمر الذى أعدته سابقة من نوعه ، لأنه يجمع على عكس المعتاد بين كاتب و كاتبة ، يردان بشكل قصصى ساخر على بعضهما . كما لم تخطط رشا لدخول عالم الكتابة ، فلم يخطر ببالها أيضا أن تدخل عالم الصحافة ، و لكنها كتبت مقالا أسبوعية فى عدة صحف ، و تكتب حاليا عمود فى جريدة الفجر ، و قالت رشا : رغم رغبتى فى الابتعاد عن السياسة و لكن الأحداث الحالية تدفعنا إليها دفعا . " رغم الفراق " انطلاقتى الحقيقية وسط تصفيق حاد من الفتيات بالقاعة تحدثت الكاتبة نور عبد المجيد عن رحلتها مع الكتابة التى مرت بثلاث محطات رئيسية ، و كانت المحطة الأولى و الفاصلة فى حياتها هى رواية " رغم الفراق " التى أعدتها انطلاقتها الحقيقية ، رغم صدور روايات لها من قبل حققت نجاح بالخليج و هى " الحرمان الكبير "و " النساء و لكن " . و كانت المحطة الثانية فى مشوارها ثنائية " أنا شهيرة " و " أنا الخائن " و أعدتها نور الرواية الأولى التى تنقل وجهة نظر الطرفين ، و كانت سابقة فى ذلك ، و منذ الثنائية قررت نور عبد المجيد أن تبتعد عن كتابة العامية ،و أن تكتب الفصحى . و برغم أنها راودتها مخاوف حول قدرتها على الاستمرار بنفس النجاح و لكنها لم تستسلم له و أخرجت روايتها " صولو " . و قالت نور أنها دخلت عالم الرواية فى لحظة أقصيت فيها بعيدا عن الأضواء بعد عملها مساعدة رئيس تحرير فى مجلة روتانا و لم يكن هاتفها يتوقف عن الرنين حينها . و لكن بعد قرارها بالانسحاب من هذا المجال ، توقف هاتفها فقط عن الرنين ، و ظلت فى البيت وحيدة ، لم يتذكرها سوى 3 أشخاص فقط منهم فراش مكتبها الذى كان وفيا لصحبتها . و من هنا بدأت نور بالبحث داخل نفسها عن حلمها القديم بالكتابة ، و لم يكن لها أى معراف فى هذا الوسط ، و خشيت أن تتصل بمن تعرفهم فتكون كلماتهم مجرد مجاملة ، لذا أعطتها لشخص خارج هذة الدائرة ، ليعطيها رأى حقيقي، و من هنا انطلقت مشروع الكاتبة الرومانسية نور عبد المجيد. و شجعت من يرغب بالكتابة إلا يخشى و يثق بموهبته ، فهى لم تدخل لعالم الكتابة بالواسطة ،و حتى روايتها " رغم الفراق " عندما قدمتها للمصرية اللبنانية ، قدمتها كأى شخص عادى ، و لم ترسل سوى نصف العمل ، و بعد يومين تلقت مكالمة يطالبونها بالنصف الآخر ،و قالت نور : إن كانت موهبتك حقيقية ، فلا تبكى لأنه ليس لديك واسطة ، ففى يوما ما سوف تجلس هنا و نحن من سنحتفل بصدور كتابك " . الكتابة تجربة مجنونة و قدرية " مشوار الكتابة كانت تجربة مجنونة و قدرية " هكذا بدأ الكاتب الشاب عمرو الجندى حديثه قائلا : كلما حاولت الابتعاد عن الكتابة كانت تقترب منى . بدأ الجندى الكتابة و هو مازال طالبا و كان دائما يفوز بمسابقات المدرسة ، و بعد التخرج قرر السفر للخارج و دخل عالم البيزنس ، و لكن ظل فى قلبه ثغرة غير مكتملة و هوىٍ قديم للكتابة لم يتوقف عن مراودته ، شعر الجندى بأن هناك شيئا خاطئ ،و أن هذة الحياة التى يحياها لم تكن كما يريد . كان الجندى يميل إلى الكتابات النفسية و نصحه صديق بالدراسة فى ليفربول ، و كان ينشر كتاباته باسم مستعار و عندما وجد إقبال عليها ، قرر أن يخوض التجربة ، و عاد إلى وطنه مصر من جديد لتشهد انطلاقته ككاتب . و كان عمله الأول " من أجل الشيطان " و الذى واجه العديد من المشاكل مع الرقابة بسبب الاسم ، و فى روايته " فوجا " عالج " الهروب " كمشكلة نفسية يعايشها الإنسان للهروب من كل ما يؤرقه و يسبب له الألم . ثم طور نفسه أكثر فى رواية " 9 مللى " و التى حققت نجاح كبير ، مما جعل صاحب الدار اللبنانية يتصل به للتعاقد معه ، و سعد الجندى بذلك ، و قدم له رواية " 313 " التى لم يرد أن يعطيها لدار لن تقدرها . و برغم أن الأسماء المذكورة فى الرواية أجنبية و تدور فى الخارج ، و لكن احترم محمد رشاد رغبة الكاتب فى الإبقاء عليها بهذا الشكل . و قال الجندى أنه واجه نقد لاذع قبل الرواية ، و لكن بعد نزولها حققت نجاح كبير ، و تابع الجندى أن كتابة الأدب النفسى و تجربة السايكو دراما كانت تعد الأولى فى مصر ، و بعد نجاحها شعر أنه أخيرا يسير على الطريق الصحيح و بخطوات ثابتة . و ختم قائلا : من يريد الكتابة ، آمن بنفسك قبل كل شئ ، و هذا ما يجذ النجاح إليك . مشوارى الأدبى بدأ من " الاسانسير" " الاسانسير " كان بوابتى لعالم الكتابة ، كانت هذة كلمات المهندس هشام الخشن الذى بدء مشواره الأدبى بالصدفة أمام " الاسانسير " عندما قابل الروائى عصام يوسف ،و حدثه عن قصصه ، و بعد أيام تفاجأ باتصال من محمد رشاد لنشر كتابه . و كانت البداية مع " حكايات مصرية جدا " مجموعة قصص قصيرة ، و نفذت 6 طبعات منها فى 6 أشهر ، ثم طلب منه رشاد التوقف عن كتابة القصص ، و البدء فى كتابة اول رواية له " ما وراء الأبواب " و لكنها على حد قوله أخذت " رصاصة الموت " عندما تزامن صدورها مع قيام الثورة فلم تحقق رواج . ثم كتب الخشن " 7 أيام فى التحرير " عند تجربته فى الميدان ، و قال أنه مهندس و أن الكتابة هى هوايته و يتمنى ان تبقى كذلك ، فهى متعته الكبرى . و رأى الخشن أن تجربته تشجع كل من يريد الكتابة ، و قال أن المصرية اللبنانية من الدور التى ترعى المواهب ، و تتابع العمل أول بأول مع الكاتب ، و كما قال العشماوى : هى دار تقرأ .. مش مجرد دار بتنشر . و عن روايته " آدم " قال الخشن أنه تدور فى لندن لأن الخط الرئيسى بها هو مناقشة " موت الرحمة " فلم يكن يصلح تطبيقها على العالم العربى ، فطبق الرواية فى الغرب على شخصيات عربية .