سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إحالة مديري مدارس «لم ينجح أحد» للتحقيق.. «نور الدين»: القرار يساعد على زيادة معدلات الغش.. «ضياء»: عقول الطلاب لم تستوعب المناهج المكتظة.. و«مغيث»: غياب موضوعية التصحيح السبب
أظهرت نتائج منتصف هذا العام للشهادتين الابتدائية والإعدادية تراجعًا في نسب النجاح، وتصدرت القائمة محافظة السويس، فكانت نسبة النجاح فيها أقل من 50%، الأمر الذي أثار غضب المحافظ، وأحال كل مديري مدارس المرحلتين الابتدائية والإعدادية الذين بلغت نسبة النجاح بها 50% فأقل، للتحقيق. قرار الإحالة عارض «طارق نور الدين» معاون وزير التربية والتعليم السابق، قرار إحالة مديرين المدارس للتحقيق، على خلفية ارتفاع نسب الرسوب لأكثر من 50%، قائلًا: "بسبب هذا القرار يسعى مديرون المدارس لزيادة نسب النجاح بأي طريقة، مما يدفعهم لزيادة معدلات الغش، تفاديًا لتحويلهم للتحقيق، فهناك تضارب كبير في القرارات ولا بد من إعادة النظر في تلك العقوبة، متسائلًا "كيف نحارب الغش ونعاقب مديرين المدارس على النتائج الواقعية؟!". وتابع نور الدين: "لزيادة نسب النجاح بين الطلاب، لا بد من اعتماد تقويم حقيقي بعيدًا عن الغش، وبناءً عليه سيبدأ الطلاب في الاعتماد على أنفسهم والمذاكرة الجيدة، إلى جانب تدعيم المواد الدراسية بالأنشطة"، مؤكدًا أن تلك النتائج أكثر واقعية، وبحاجة إلى تشجيع مديرين مدارسهم أفضل من تحويلها للتحقيق، موضحًا النتائج المرتفعة تخرج جيلًا غير منتج وغير واعي. تراكمية وفي نفس السياق، يقول "ضياء الدين زاهر" أستاذ التخطيط التربوي والدراسات المستقبلية، إن الرسوب في المدارس الحكومية قضية تراكمية وإشكالية لا تقف عند حد معين، وكثرتها في السويس مجرد صدفة، والعام القادم ستكون في محافظة أخرى، ولن تحل بدون وضع حلول جذرية لها. سياقات اجتماعية وتعليمية وتابع «ضياء» أن ظاهرة الرسوب مرتبطة بسياقات اجتماعية وتعليمية، تتماثل الاجتماعية في الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأسر المصرية، وعدم قدرة الكثير منهم على تلبية احتياجات أبنائهم كاملة، من كتب خارجية ودروس خصوصية. المعلمين أما العامل التعليمي فيخضع لعدة أسباب، أبرزها مستويات المعلمين التي تعاني من تدهور مستمر، ناتج عن عوامل كثير خاصة إعدادهم الجامعي، وتعويض نقص رواتبهم بالدورس الخصوصية، التي تدفعهم لاعتبار المدرسة مجرد تسلية للأداء، وبناءً عليه كان الشارع المركز التعليمي الأول للطلاب بدلًا من المدارس. المناهج ولفت "ضياء" إلى أن عقول الطلاب لم تستطع استيعاب المناهج المكتظة غير الجاذبة، بعد أن تحول التعليم في مصر لعملية مملة بحاجة إلى إعادة صياغة، مشيرًا إلى أن هولاند موادها الدراسية بسيطة، تعتمد على الممارسات العقلية النقدية، لذلك تخرج عباقرة والأوائل في المسابقات الدولية والأوليمبيات. الامتحانات وأضاف:"أما السبب الثالث فيرجع إلى الامتحانات، التي تعتمد على الكم وليس الكيف، لا تقيم القدرات العقلية، مطالبًا بإعادة صياغة العملية التعليمية لتقوم على المنطق والتسلسل والجاذبية والمعاصرة والممارسة"، مؤكدًا على أن الرسوب إرث وميراث متكرر مع كافة وزراء التعليم، وبدون هذا المحاور وتوافر الإرادة السياسية قادرة على التحويل، لم يتغير هذا الموقف كل سنة، فهذا مؤشر صغير لمشكلة اجتماعية تخص كافة العاملين بالمجال، ومديرين المدارس المحالين للتحقيق جزء صغير منها وليس كلها. التصحيح واستكمالًا لما سبق، أرجع "كمال مغيث" الخبير التعليمي، بشكل مثير في مدرسة عن المدارس الأخرى، وفي المدرسة الواحدة عن السنوات السابقة، إلى غياب الموضوعية في التصحيح، وغياب المعايير المنظمة لذلك، وبالتالي فرسوب الطلاب نابع من إهمال إدري داخل المدرسة الواحدة.