«الداخلية» لديها عقدة من المنظمات الحقوقية.. وقانون الجمعيات الأهلية تم إعداده بطريقة بوليسية.. و2017 المصالحة في الإخوان مبارك أدى دورا كبيرا في خدمة الوطن.. ولا يوجد أي نوع من الاتصال مع زوجته توقع الدكتور سعد الدين إبراهيم المحلل السياسي مدير مركز ابن خلدون، تصالح الإخوان مع النظام الحاكم في مصر قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن الجماعة تبذل محاولات مكثفة لإتمام المصالحة مع الدولة في الفترة الأخيرة. إبراهيم قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيصدر في نهاية ولايته الأولى عفوا رئاسيا عن كافة المسجونين سياسيا، ممن لم تتلوث أياديهم بدماء المصريين، أو لم تصدر ضدهم أحكام نهائية، وأشار إلى أن شعبية الرئيس السيسي شهدت تراجعا كبيرا في العام الأخير بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانى منها البسطاء.. وإلى نص الحوار بداية.. كيف ترى قانون الجمعيات الأهلية وهل هو بالفعل يقيد عمل الجمعيات؟ بالطبع يقيده، القانون سيىء والبرلمان أسوأ، نظرا لأنه في الوقت الذي ترفع فيه الدولة يدها عن سلع وخدمات كثيرة، كان المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية، هي التي تؤدى هذا النقص، أما وقد أعدت وزارة الداخلية أو أمن الدولة القانون، لكى تقيد العمل الأهلي، ولم يأخذ رأيى في قانون الجمعيات الأهلية، والقانون تم إعداده سرا كما لو كانت عملية بوليسية للقبض على مجرم، تأثيره لم يظهر، لكن من مواده وقيوده، وتضييقه على التمويل سواء المحلى أو الخارجى، وهو قانون سيىء. كيف ترى أداء الرئيس السيسي وهل يتحسن مع مرور الوقت؟ بالطبع أداؤه يتحسن نظرا لأنه يتعلم، هو رجل سريع التعلم، والملفات الخارجية معظمها ناجح، وأطالبه بأن يعوض الإهمال الطويل للسياسة المصرية، الذي حدث في عهد مبارك، وخاصة بعد محاولة اغتياله في إثيوبيا. كيف ترى اللغط الدائر حاليا حول تيران وصنافير؟ سينتهى بعد قليل، نظرا لأن الخطأ الذي ارتكب في الأمر هو أن الحكومة فاجأت الشعب به، ولم تكن صريحة بما فيه الكفاية، ولم يكن هناك شفافية، والسعودية دولة مهمة وشقيقة، والجميع يتمنى الوحدة العربية.. والأهم من تيران وصنافير هو الجسر الذي سيربط أفريقيا بآسيا، العالم العربى كان متصلًا بريا إلى عام 1948، وحينما أنشئت إسرائيل قسمت العالم العربى إلى نصفين، كان لدى أمل أن يتم توصيل القارتين ببعض وهو الشىء الأهم حاليا.. ولو كانت الحكومة لديها ذكاء، لاستطاعت تسويق الأمر بهذه الطريقة، ولما فعلت مثلما حدث في قانون الجمعيات الأهلية، ولأن الأمور التي تتم في الخفاء نتائجها دائما تكون سلبية، فالحكومة المصرية وقعت هذه الاتفاقية مع السعودية سرا، ولم تطلع عليها الشعب إلا متأخرا، وهو أحد أسباب ما حدث، النقطة الثانية أن الحكومة لم تفسر ما فعتله بما فيه الكفاية،، لكن كلما يظهر قطاع معارض لأسباب خاصة به، تخرج هي بتبرير من عندها، بما أن الدستور ينص على أن أي أرض أو معاهدة لاتتم إلا بموافقة مجلس النواب، فكان ينبغى أن تذهب الاتفاقية للبرلمان قبل أن توقع، ويحق للبرلمان إلغاء الاتفاقية حاليا، ويبدو أن هناك قطاعا من البرلمان يريد إلغاء الاتفاقية أو تعديلها، وهو أمر صحى أن البرلمان استيقظ ولو متأخرا، ويصر على حقه الدستورى في إقرار الاتفاقية. وفى كل الأحوال واضح أن هناك برودا في العلاقات المصرية السعودية، طرأ بعد الاتفاقية، ليس فقط بسبب الاتقاقية، ولكن بسبب أشياء أخرى، لكن من هم ضد الاتفاقية انتهزوا فرصة هذا البرود وبدءوا، في فتح ملفات أخرى مع السعودية. وفيما يتعلق بسوريا هناك خلاف في وجهات النظر، مصر مع بقاء الأسد في السلطة خوفا من أن يحل محله إسلاميون متطرفون، بينما السعودية لا تريد الأسد بسبب علاقته الوطيدة بإيران، وإيران هي الخطر رقم واحد للسعودية لأنها تشعر بأن إيران تحاصرها، نظرا لتواجدها القوى في العراقوسوريا، واليمن، والبحرين، وكل هذه البلاد مجاورة للسعودية، لذلك هي تشعر كما لو كانت هناك، خطة إيرانية لإضعاف النظام السعودى إلى الدرجة التي لا يمانع فيها أن يكون تابعا لإيران. هل تتوقع عودة المياه لمجاريها بين مصر والسعودية؟ بالطبع نعم، نظرا لأن هناك علاقة إستراتيجية بين البلدين، وخاصة أنهما أكبر ركنيين للنظام العربى، لذلك لاغنى لأيهما عن الآخر، وبالتالى الخلاف الحالى تكتيكى وجزئى، والإمارات والكويت من الممكن أن يتدخلا لحل الخلافات، وعلى المدى القريب، لن تمر 6 أشهر إلا وتعود المياه لمجاريها بين مصر والسعودية. هل تتوقع مصالحة بين الإخوان والدولة الفترة المقبلة؟ أتوقع أن يكون عام 2017 هو عام المصالحة بين نظام الحكم والإخوان، والجماعة هي التي تسعى إليها لكى تعود إلى الساحة مرة أخرى. وأتوقع أن الرئيس السيسي قرب نهاية ولايته الأولى سيصدر عفوا رئاسيا في كل القضايا السياسية، فيما عدا المتورطين في ارتكاب عنف، وعلى أيديهم دماء، وصدرت ضدهم أحكام في هذا الصدد. كيف تقيم الوضع الحالى لحقوق الإنسان بمصر وهل هناك تجاوزات؟ بالطبع هناك تجاوزات كثيرة في حقوق الإنسان من قبل الدولة، من يتجاوز دائما السلطة التنفيذية، بهذا المعنى فإن حقوق الإنسان ليست في أفضل حالاتها في مصر، الداخلية دائما لديها نزعة في التجاوز، نظرا لأنه دائما ما يهمها هو الأمن، وهى تعتبر أن المعنيين بحقوق الإنسان متجاوزون، ويتحدثون كثيرا، أو يهيجون الرأى العام أو يتلقون تمويلا من الخارج، لأسباب عديدة، ودائما الداخلية لديها عقدة، من منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات حقوق الإنسان لديها عقدة هي الأخرى، من الداخلية، فهناك عدم ثقة بين الإثنين. ما توقعاتك لعلاقة مصر بأمريكا في عهد ترامب؟ بالطبع ستتحسن نظرا لأن الطرفين يريدان التحسن، ترامب والسيسي، التقيا في أمريكا وكان اللقاء بينهما إيجابيا، والرئيسان عبرا عن رغبتهما في التواصل، والرئيس السيسي قال إنه على استعداد لزيارة واشنطن إذا دعى إلى هناك، وأيضا ترامب قال إنه على استعداد لزيارة مصر إذا دعى لذلك، هناك نوع من الغزل السياسي بين الطرفين، وفى الغالب سيؤدى إلى التقارب، وأمريكا من الممكن أن تقدم لمصر مساعدات في الحرب ضد الإرهاب والدولتان تستطيعان مساعدة بعضهما في هذا الشأن، وأيضا في ملف السلام الفلسطينى الاسرائيلى. كيف ترى القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة؟ طبقا لما قاله الاقتصاديون فإن القرارات في محلها لكنها كانت متأخرة شهرين أو ثلاثة، وكان من المفترض أن يؤخذ القرار منذ بدء التفكير في تعويم الجنيه، والتفكير فيه بدأ منذ ثمانية شهور على الأقل، فكان ينبغى أن يكون القرار أسرع من ذلك.. أما وقد اتخذ فهو قرار صائب يعطى فرصة للمنتجات المصرية للتصدير للخارج وخاصة أفريقيا والأسواق العربية. هل مثل هذه القرارات تؤثر على شعبية الرئيس السيسي وهل تراجعت شعبيته بالفعل؟ بالطبع شعبية الرئيس تراجعت عن ذى قبل، لكنها ليست بالدرجة الكبيرة التي تهدده بالخطر، لكنها بالفعل تراجعت وقياسات الرأى العام تقول ذلك، شعبيته حاليا لازالت فوق ال55%، لكنها كانت فوق ال90% في وقت من الأوقات، في بداية عهده، وتراجعت على الأقل 30 نقطة، بسبب الظروف الاقتصادية، وأيضا الظروف الأمنية وما يحدث في سيناء. هل ما زلت تتواصل مع أسرة مبارك خاصة أن سوزان مبارك كانت تلميذتك؟ لم يحدث، لا هي حاولت التواصل معى وأنا لم أحاول تماما، وأكن لهم كل المودة والاحترام، وأتمنى للرئيس الأسبق مبارك الصحة والعافية، نظرا لأنه أدى دورا كبيرا في خدمة مصر، برغم اختلافى معه، وأنا أول من عارضه، إنما على المستوى الإنسانى أحمل له المودة والتقدير، ولم تأت مناسبة للتواصل مع أسرته. هل ترى أن عهد مبارك كان أفضل من الآن مثلما يردد البعض بسبب موجات الغلاء الأخيرة؟ بالطبع لا، مبارك استمر في السلطة ثلاثين عاما، وهو أطول حاكم في تاريخ مصر، مصر تاريخها 6 آلاف سنة، وهو ثانى أطول حاكم في تاريخ مصر، بعد رمسيس الثانى، وطول وجوده في السلطة، أدى إلى انتشار الفساد، ودائما نردد في علم الاجتماع السياسي، إن والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، السلطة المطلقة الممتدة تأتى بالخراب على صاحبها، وعلى البلد التي يحكمها. الشخص العادى كل ما يهمه هو لقمة العيش والأسعار، والديمقراطية تهم الطبقة المتوسطة والمثقفين، الحريات العامة وحقوق الإنسان تهم النخبة، لكن عموم الشعب يهتم أكثر بلقمة العيش، أقول لهم الحرية هي الأهم. كيف ترى القضية الفلسطينية حاليا؟ القضية الفسطينية، توارت إلى خلفية المسرح، نظرا لانشغال معظم الدول العربية، بشئونها الداخلية منذ ثورات الربيع العربى، كل الانظمة المتواجدة بالسلطة الكل يحاول أن يحافظ على نفسه، وليس لديه وقت أو طاقة، أو ما يقدمه للقضية الفلسطينية. كيف ترى الأوضاع في الأماكن الملتهبة ليبيا وسوريا واليمن وما رؤيتك للوضع هناك؟ كلها تداعيات واستمرار لثورات الربيع العربى، مثل أي بركان، وما حدث كان سلسلة من البراكين، في تونس في ليبيا في مصر واليمن في البحرينوسوريا، وبعض هذه البراكين خمدت، أو هدأت والبعض الآخر ما زال متواجدًا على الساحة، لذلك سنحتاج ربما إلى عام أو عامين، حتى تستعيد الساحة العربية هدوءها واستقرارها. هل ترى أن الأفضل هو إزاحة بشار الأسد من السلطة في سوريا؟ نعم، بشار حاكم مستبد، وهو استمرار لعائلة استولت على السلطة منذ 60 عاما، وهى ثلثى تاريخ سوريا، التي استقلت عام 1944 وإذا أزيح بشار من السلطة سيهدأ الأمر نسبيا، والأهم من الهدوء هو أنه سيعطى الفرصة لفئات الشعب السورى المقموعة أن تشارك في السلطة. هل تتوقع مصالحة بين مصر وتركيا وقطر الفترة المقبلة؟ أتوقع مصالحة بينهما خلال عام من الآن، والسعودية من الممكن أن تسعى إليها، نظرا لأنها على علاقة طيبة بكل الأطراف، وقطر بحكم أنها عضو بمجلس التعاون الخليجى، وأيضا الإمارات والكويت من الممكن أن يقوما بدور المصالحة، نظرا لأنهما على علاقة طيبة بجميع الأطراف. أما عن دعم هذه الدول للإخوان، فلابد أن تتأقلم معه مصر، نظرا لأن الإخوان تنظيم دولي، متواجد في 60 دولة على مستوى العالم، وبالتالى لا نستطيع معاداة كل الدول المتواجد بها الإخوان، لكن نستطيع التأقلم معها، خاصة أن هذه الفروع لا تتورط في أي أعمال ضد مصر. كيف ترى دور ائتلاف دعم مصر تحت قبة البرلمان وهل هو إعادة للحزب الوطنى؟ جيد أن هناك ائتلافا مثل ذلك بالبرلمان، والأفضل أن تكون هناك معارضة له، وائتلاف دعم مصر هو امتداد للحزب الوطنى، وأكثر أعضائه كانوا بالحزب الوطنى، وسيظل الحزب الوطنى متواجدا، نظرا لأنه جزء من الشعب المصرى.