«وداعًا أستاذة الأجيال» بتلك الكلمات نعت الساحة المسرحية، مساء اليوم، واحدة من الرواد الكبار نهاد صليحة أستاذ الأدب والمسرح بأكاديمية الفنون، والتي وافتها المنية في مستشفى الصفا بالمهندسين، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 72 عاما. الوسط المسرحي يعرف ذلك الاسم جيدًا، من فرط إسهاماتها في إثراء الساحة المسرحية، فهي أول من استخدم المنهج السيميائي في النقد المسرحي العربي استخدامًا علميًا، كما انتبهت مبكرًا لموهبة الفرق المسرحية المستقلة المنتشرة في أرجاء مصر، والتي لا تجد الدعم والتمويل الكافي للظهور على الساحة وإبراز مواهبها، وساهمت في تأسيس حركة الفرق المسرحية المستقلة من خلال إقامة المهرجان الأول للمسرح المستقل في مصر، عام 1999، وكانت عضوة في مجلس إدارة صندوق "روبرتو شيميتا" الدولي لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط. وعلى الرغم من تقلد نهاد العديد من المناصب التي ترعى الفن والمسرح خاصة، إلا أنها لم تستطع التخلي عن منبر الأستاذ الجامعي، والاختلاط بطلابها الذين قدمت لهم جل الرعاية التي يحتاجونها، حيث عملت منذ عام 1984 حتى وفاتها كأستاذ للدراما والنقد بالمعهد العالي للنقد الفني، إلى جانب عمادة المعهد لمدة عامين من 2001 حتى 2003. ولم تكتف نهاد بعملها الأكاديمي، بل عملت على ترسيخ حب خشبة المسرح في القلوب، ولم يكن أمامها غير القلم والأوراق لتدون عدة كتب تتمحور حول المسرح وفنونه، كان أبرزها كتاب "أمسيات مسرحية" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 1988 إلا أن ذلك لم يشبع رغبتها فكتبت العديد من المؤلفات باللغة الإنجليزية، حتى يتسنى لقراء تلك اللغة التعرف على ما يحمله المسرح المصري، وكانت أبرز مؤلفاتها "المسرح المصري.. مسرحيات ومسرحيون"، "المسرح المصري.. اتجاهات عديدة"، "مسرح لورد بايرون.. قراءة حداثية".