التقى اليوم الأربعاء، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وفدًا من الدارسين بكلية القادة والأركان، برئاسة اللواء على القرشي، في إطار التعاون بين الأزهر ووزارة الدفاع المصرية. ورحب الطيب بوفد كلية القادة والأركان، معربًا عن ثقته الكبيرة في القوات المسلحة ورجالها البواسل في حفظ الأمن ومواجهة العنف والإرهاب، مؤكدا أنَّ الأزهر يكثف جهوده لمواجهة الأفكار المتطرفة عبر محاربة الفكر بالفكر وتحصين الشباب وحمايتهم من الوقوع فريسة لدعاة العنف والقتل عبر مناهجه التي تم تطويرها واستحداث بعض المقررات. وأضاف الطيب، أن مرصد الأزهر باللغات الأجنبية يرصد ويفند فكر الجماعات الإرهابية، والمركز الإعلامي يقوم بتصدير رسالة الأزهر وجهوده للداخل والخارج، وقوافل السلام إلى مختلف دول العالم بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، والحوار المجتمعي، والقوافل الدعوية إلى مختلف المحافظات التي تستهدف الشباب، بالإضافة إلى دور بيت العائلة المصرية في توثيق اللحمة الوطنية بين أبناء مصر. وأوصى الطيب، أعضاء الوفد بتوصيل رسالة إلى أقرانهم وذويهم بأن الأزهر هو المرجعية الوحيدة لفهم الإسلام حاليًا، وليس ما يبث عبر القنوات من دعاة المال والشهرة. وأكد الإمام الأكبر، أن الأزهر صنعه التاريخ لحماية الأمة والدفاع عن قضاياها، ونشأت حوله مؤسسات كبيرة بدعم مادي كبير لكنها زالت سريعًا، وبقي الأزهر 1060 عاما، ولا يزال قويًّا صامدًا وأمينًا على تبليغ دين وعلوم الإسلام، منوهًا إلى أنَّه سيصدر قريبًا قرارا بإنشاء أكاديمية تدريب الأئمة والوعاظ من أجل توصيل الخطاب الديني الصحيح للناس. وأوضح الإمام الأكبر أن دعاة الشهرة والمأجورين من جهات خارجية يعملون على هدم التراث، وتشويه الدين وأنهم جزء من المخطط الذي يراد به تفتيت عضد الأمة والنيل من أزهرها الشريف، مؤكدا أنَّ المجتمع إذا أراد طوق النجاة فعليه بهذه المآذن (الأزهر) التي ظلت قرونًا صامدةً لم تهزها الرياح العاتية، وأنا على يقين بأنه لولا الأزهر ومنهجه القويم لانتشر التطرف في ربوع الأرض. وطرح الدارسون بكلية القادة والأركان بعض الأسئلة والاستفسارات على فضيلة الإمام الأكبر الذي رحب بها وأجاب عنها وسط إشادة وتقدير للأزهر ودوره في مواجهة الفكر المغلوط وكافة التيارات الفكرية المتشددة. وقال الدكتور عباس شومان: "إنَّنا في مصر نشعر بالأمن والأمان في ظل وجود قواتنا المسلحة والتطوير الذي تشهده يومًا بعد يوم، وكما استطاع جيش مصر وشعبها صد العدوان وطرد الاستعمار، فإنه يقف اليوم ضد المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد الوطن،" لافتًا إلى أن مفهوم الجهاد في الإسلام يعني رد العدوان والمنوط به في عصرنا هم الجيوش وليس الأفراد أو الجماعات المتمردة والمتطرفة. وأوضح شومان أن الأزهر مؤسسة تربوية دعوية تعنى بنشر السلام والمودة بين الناس، وترسخ لثقافة الحوار وقيم المواطنة، وتعمل على تحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة، وتقوم بتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج لها جماعات العنف والإرهاب، مؤكدًا أن الإسلام حرم الاعتداء على النفس الآمنة، وهو بريء من الفظائع التي ترتكبها تلك الجماعات الإرهابية باسم الدين. وقال المستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، إن شهداء القوات المسلحة هم علامة فخرٍ وعزة في جبين هذا الوطن، لافتًا إلى أن استقلال الأزهر الشريف هو ضمانة حقيقية لاستمراره في أداء دوره التاريخي في الداخل والخارج، ولأنَّه مؤسسة فكرية علمية فإن آراءه تصدر دائمًا بعد التشاور بين العلماء وهو ما له عظيم الأثر في تصدير الفكر الوسطي المعتدل. وأشار عبد السلام إلى أن الأزهر يعمل على التجديد في كل مجالاته وهيئاته، وأن علوم الأزهر التي خرجت الملايين على مدى التاريخ هي العاصم لهذه الأمة من التفكك والانحراف عن الفهم الصحيح لدين الله، واستطاع المنهج الأزهري في السنوات الأخيرة بفضل الله وبفكر شيخه المستنير أن يؤثر في الغرب وأن يترك بصمات إيجابية في فهم الصورة الحقيقية للإسلام، وهو ما جعل قادة الغرب الكبار يلجأون للأزهر في تصحيح المفاهيم وتدريب الدعاة في الغرب.