أحد الصيادلة أصيب بجلطة وعندما لجأ للحصول على عقار يساعد في تقليل إمكانية حدوث الجلطات، فتح العبوة واكتشف أن رائحتها كريهة تشبه رائحة الخل، وفورا تفتت قرص الدواء في يديه، ليكتشف أن الدواء الذي يتناوله منتهى الصلاحية، رغم أن تاريخ الصلاحية المدون على العبوة يؤكد أن العقار صالح للاستخدام حتى 2019. الأمر لم يقتصر على ذلك الصيدلى فقط بل على عدد من الصيادلة من محافظات مختلفة وزعت عليهم نفس التشغيلة لنفس العقار واكتشفوا الأمر ذاته وتحفظوا على العبوات في ظل غياب رقابة وزارة الصحة وغياب دور التفتيش الصيدلى والرقابة على المنتج أثناء التصنيع. وتعقيبًا على هذا الأمر قال الصيدلى محمد البدوي: التشغيلات التي تحمل أرقام "A 160282" إنتاج مارس 2016 وانتهاء مارس 2019 وتشغيلة "a 160415" إنتاج أبريل 2016 وانتهاء صلاحية أبريل 2019 وتشغيلة رقم "160489A" تاريخ إنتاج مايو 2016 وتاريخ انتهاء مايو 2019 من عقار "جوسبرين" اكتشفنا بها كارثة تتمثل في تفتت الأقراص وعدم صلاحيتها للاستخدام. "البدوى" أوضح أيضًا أنه اكتشف فساد الأقراص بعد أن شم رائحتها التي تشبه رائحة الخل، وهو عقار "جوسبرين 81 مجم" يستخدم كمانع للجلطات، وهو نفس المادة الفعالة في عقار "الأسبرين" ولكن بتركيز أقل لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن قرص الأسبرين بتركيزاته الشديدة يؤثر سلبًا في جدار المعدة. كما لفت الانتباه أيضًا إلى أن العبوات تكون مغلقة وتباع للمريض في الصيدلية دون أن يدرى الصيدلى مدى صلاحيتها، مشيرًا إلى أن أحد الصيادلة من كوم أمبو محافظة أسوان كان يستخدمه استخداما شخصيا وأدرك تلك المشكلة، موضحًا أن الأمر لم يتوقف عند حد صيدلى واحد لكن اتضح أنه مشكلة جماعية، ظهرت منذ 8 شهور وتنبهت لها اليقظة الدوائية الموجودة داخل وزارة الصحة المنوط بها متابعة الدواء بعد تسويقه في السوق ولم يتم اتخاذ أي إجراء. كما أشار أيضًا إلى أن العقار يمكن استخدامه كوقاية من حدوث الجلطات في حالة ضربات القلب السريعة خاصة مع فصل الشتاء تنخفض درجة حرارة الجسم ويقل معدل سريان الدم بالجسم ويعمل الدواء على سرعة الدورة الدموية للجسم وخفض فرص حدوث الجلطات. وأكد أنه يعمل في السوق منذ 15 سنة ويعرف الدواء جيدًا لم تحدث من قبل أن يذوب القرص ويتفتت في اليد، مشيرا إلى أن المرضى في الأرياف لن ينتبهوا لتلك المشكلة ويحصلون على العقار، موضحًا أنه في تلك الحالة كأن المريض لم يحصل على أي دواء أو مادة فعالة كأنه أخذ هواء أو ما يسمى في الوسط الصيدلى "Placebo"، مشيرًا إلى أن الدواء مهم للغاية ويحصل عليه نسبة كبيرة من المواطنين خاصة أن سعر العبوة 10 جنيهات وتحتوى على 40 قرصًا. في سياق ذى صلة قال الصيدلى أحمد رفعت -من محافظة الدقهلية- إنه اكتشف فساد شريط الأقراص من رائحته التي وصفها بأنها بشعة تقترب من رائحة الخل ناتجة عن سوء تخزين وسوء تصنيع، لافتًا النظر إلى أنه مجرد أن أمسك بالقرص ذاب في يديه وتفتت. "رفعت" واصل حديثه قائلا: أحد المرضى الذين اشتروا الدواء عاد به إلى الصيدلية مرة أخرى، حيث لم يستطع تحمل رائحته، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مرضى يحصلون على نصف قرص حسب الجرعة المكتوبة لهم ومع تفتت القرص لا يمكن أخذ نصفه، والقرص يجب أن يكون صلبًا لا يمكن تفتيته بسهولة. كما أوضح أيضًا أن عقار "جوسبرين" يستخدم لمرضى سيولة الدم وله عدة استخدامات أخرى، مشيرًا إلى أن الدواء في حالة عدم ضبط جرعاته يمكن أن يزيد من سيولة الدم أو يؤثر في الكبد والكلى للجسم، موضحًا أن المشكلة ليست في قرص أو شريط أو عبوة بل في كل التشغيلة التي تم توزيعها على كل المحافظات؛ لأن الشكوى تكررت في أكثر من محافظة. كما شدد "رفعت" على أنه لا يهم الصيادلة تعويض خسائرهم من العقار "الفاسد" –على حد وصفه– لكن ما يهم هو مصلحة المريض وصحته، حيث يجب أن توجد لجان تفتيش حقيقية تحلل الأقراص لتتأكد ما إن كانت مطابقة للمواصفات أم مخالفة ولا تصلح للاستخدام. من جانبه قال الصيدلى أحمد الأسريجى، من محافظة المنوفية: أُصبت بجلطة وكنت أحصل على عقار "جوسبرين" منذ عام، ومنذ شهر فتحت عبوة دواء واكتشفت أن القرص ليس صلبًا ورائحته تشبه الخل وأصبح القرص مثل العجينة.. "الأسريجى" كشف أيضًا أن "جوسبرين" دواء مستورد من الخارج تنتجه شركة إماراتية "جلفار"، وله مثائل أخرى بالسوق لم يحدث بها ما حدث بالدواء. من جانبه كشف الصيدلى على عبدالله أن ظروف كيميائية يتعرض لها عقار "الجوسبرين" تتسبب في فساده وعدم صلاحيته للاستخدام، مشيرًا –في الوقت ذاته- إلى أن هذا الأمر يتم في غياب تام لرقابة وزارة الصحة. وحول التقدم بشكوى لسحب المنتج ومحاسبة الشركة المسئولة عن إنتاج العقار، اكتفى "عبد الله" بالتعليق على الأمر بقوله: حتى وإن تقدمنا بشكوى وأصدرت الوزارة منشورًا بسحب التشغيلات ما الذي سوف يفيد بعد حصول عدد من المرضى على الدواء.