قال حلمي النمنم وزير الثقافة، في كلمته عن الإعلام الثقافي التي ألقاها اليوم الخميس بمؤتمر وزراء الثقافة العربي الذي يعقد حاليا بتونس: "إن العالم العربي يعانى حاليا من أزمة خطيرة، فنحن إزاء إعلام جديد بدأ يبث سموم الطائفية والتشدد والتطرف، وهذا أخطر ما يواجه مجتمعاتنا العربية، وقد رأينا آثاره في العراق وسوريا". وأضاف: الدواعش سوف ينتهون ذات يوم، ولكن لا نريد لبلادنا العربية أن تكرر تجربة العرب الأفغان في التسعينيات، عندما عاد الأفغان العرب إلى الجزائر وإلى مصر وحاولوا إسقاط الدول من خلال المفاهيم الدينية. وتابع: ما نراه الآن ليس إسقاط للدول فقط ولكن هو أيضا تدمير للمؤسسات المدنية في الدول، وكذلك تدمير حدودها، وتقسيم الدول العربية، فهناك مشاريع في السنوات الخمس الماضية لتقسيم عدد من الدول، مرة باسم دعاوي التكفير ومرة باسم دعاوى المذهبية. أوضح أننا بحاجة لأن نصدر توصية بخصوص هذا الإعلام، تنص بعدم التدخل في شئون وسيادة الدول، وحماية الإسلام من هؤلاء المتشددين والمتطرفين، الذين يسيئون إلينا في العالم الغربي. واستكمل: إن التطرف والتشدد والإرهاب ليس له سبب اقتصادي، وإنما سببه ثقافي وعقلي، فلم يكن أسامة بن لادن فقيرا أو مهمشا، وكذلك أيمن الظواهري كان ينتمي لأعرق الأسر الأرستقراطية المصرية، وكل قادة الإرهاب لم يكونوا فقراء في يوم من الأيام، ومن يراجع مصادر ثرواتهم سيكتشف ذلك. وتابع: نحن أمام مشكلة ثقافية ودينية، ينبغي أن نمتلك الشجاعة على أن نقتحمها، ونقول أننا بحاجة إلى إجتهاد حقيقي، وإلى إعمال العقل، وبحاجة إلى توصية واضحة بأن الدين لم يكن هدفه في يوم من الأيام إسقاط دولة، ولا تدمير مؤسسة، أو إزهاق روح. ونحن نفخر بديننا الإسلامي، وإن لم نتدخل بصورة واضحة فأخشى أن يصيب دول أخرى الإرهاب كما يصيب دول عربية عديدة في الجوار، فلا نريد أن ندخل مرحلة ما بعد داعش كما حدث قبل ذلك من الأفغان العرب، لتدمر البلدان والمجتمعات العربية ثانيا.