واصلت العاصمة التونسية اليوم، أعمال الدورة ال 20 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، بمشاركة وزراء وممثلين عن وزارات الثقافة في الدول العربية. وقبل جلسة المؤتمر، التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي اليوم المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبدالله محارب ووزراء الشئون الثقافية بالدول العربية، وبينهم وزير الثقافة العراقي فرياد رواندزي، وممثلي المنظمات العربية المشاركين في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي. وبدأت الجلسة بكلمة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ألقاها نيابة عنه مستشاره الثقافي، وحيا فيها الرئيس التونسي حضور المؤتمر وتمنى لهم النجاح، والخروج بتوصيات تخدم الواقع الثقافي في الدول العربية. وألقى وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي كلمة العراق، استعرض فيها تحديات المرحلة التي تواجهها ثقافة بلادنا، وأشار إلى أن العراق الذي يحارب الإرهاب نيابة عن العالم، سينتصر على عصابات داعش الإرهابية، واستعرض رواندزي في كلمته محطات مما خلفته الهجمة الظلامية لعصابات داعش الإرهابية من دمار على الشواهد الحضارية والأثرية المهمة لبلاد الرافدين. وألقى وزراء الكويت والسودان ومصر، واليمن التي عادت إلى اجتماعات وزراء الشئون الثقافية في الوطن العربي، كلمات عبرت عن تطلعاتهم وتوجهاتهم ازاء ما سيخرج به المؤتمر من توصيات، فضلًا عن كلمات لمركز التنمية للسلام وكلمة عبدالعزيز بن عثمان التويجري رئيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، التي ألقاها نيابة عنه مدير أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمر العام في المنظمة محمد الغماري. وأكد في كلمته ضرورة إيلاء ميدان الثقافة مزيدًا من الاهتمام والرعاية، مشيرًا إلى أن انعقاد هذه الدورة يأتي في وقت تتصاعد فيه موجات عاتية من التطرف والطائفية اللذين يفضيان إلى العنف والصدام والإضرار بالمصالح الحيوية للمجتمعات العربية ويتسببان في عرقلة جهود التنمية الشاملة المستدامة على جميع المستويات. ورأى التويجري أن الثقافة هي أحد المقومات الرئيسية لبناء الإنسان وركن من أركان الوئام الأهلي والسلم الاجتماعي والأمن الفكري الذي هو الأساس الراسخ لأمن المجتمعات في مدلوله الشامل. واختتم مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الدكتور عبد الله حمد محارب، الجلسة بكلمته، التي أكد فيها أن اختيار عنوان (الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي) موضوعًا للدورة الحالية من المؤتمر جاء ليؤكد التكامل الضروري بين قطاعين حيويين هما الثقافة والإعلام. أشار إلى أن الثقافة في مفهومها العام والثقافة الرقمية على وجه التحديد تمثل تعبيرًا رمزيًا عن التحولات العميقة التي تعيشها المجتمعات على جميع الأصعدة، مؤكدًا أن الثقافة بكل روافدها لا يمكن أن تتطور بمعزل عن التغيرات الرقمية والشبكات الاجتماعية. ويناقش المؤتمر الذي يختتم أعماله في وقت لاحق من مساء اليوم عددًا من المحاور من بينها الإعلام الثقافي في الوطن العربي في ضوء التطور الرقمي، والتشريعات والنظم الإعلامية والثقافية وإدارة المحتوى والحقوق الرقمية في الوطن العربي، والتكوين والتدريب وتطوير البحث العلمي في الإعلام الثقافي، والإعلام الرقمي والمهن الثقافية الجديدة. كما يناقش محاور حول وسائل التواصل الاجتماعي وإنتاج المحتوى الثقافي الرقمي العربي ونشره وأوجه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في البلدان العربية، إضافة إلى تحديات الإعلام الثقافي الرقمي في الوطن العربي.