محاكمة المتورطين في إذاعة حوار قديم للسيسي.. التأديبية العليا تعقد أولى الجلسات في فبراير المقبل.. والتحقيقات تؤكد إهمال رئيس قطاع الأخبار في ماسبيرو و6 من معاونيه

حددت المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة جلسة الأربعاء أول فبراير المقبل لبدء محاكمة رئيس قطاع الأخبار ومساعديه ال6 متهمين في قضية إذاعة حوار قديم لرئيس الجمهورية مع إحدى القنوات الأمريكية أثناء مشاركته الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكد تقرير الاتهام أن المتهمين خرجوا على مقتضى الواجب الوظيفي ولم يؤدوا العمل المنوط بهم بالدقة الواجبة وخالفوا الأحكام والقواعد المنظمة للعمل ومواعيده ولم يتعاونوا مع زملائهم في أداء الواجبات اللازمة لتأمين سير العمل.
لينك القناة
كشفت التحقيقات التي أشرف عليه المستشار على رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية أن عمرو محمد عبد الوهاب، مدير بالإدارة العامة للتبادل الإخباري بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، لم يتخذ إجراءات جدية للبحث عن لينك القناة التي تتولى البث المباشر لحوار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي مع شبكة "P b S" الأمريكية ولم يقم بتشغيل لينك قناة 13 لايف ستريم مما ترتب عليه عدم إذاعة الحوار على الهواء صباح يوم 20 سبتمبر 2016 الساعة الخامسة والنصف صباحًا بتوقيت القاهرة.
وتبين أن المتهم لم يقم بالاتصال ببعثة رئيس الجمهورية بالولايات المتحدة الأمريكية للتحقق من موعد إذاعة الحوار بعد أن أخبره المنتج الأمريكي أن الحوار مقرر إذاعته الساعة الخامسة والنصف صباح الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 بتوقيت القاهرة.
كما أخفى الأيميل الثابت به لينك قناة 13 لايف استريم خلال تعامله على أجهزة غدارة الأقمار الصناعية سترًا لإهماله وغادر مقر عمله بالشفت المسائي يوم 19 سبتمبر 2016 بإدارة التبادل الإخباري دون إذن وقبل حضور زملائه لاستلام العمل بالإدارة واطلاعهم على طبيعة الإيميلات المرسلة خاصة وأن أحداها به لينك محمل عليه فيديو الحوار السابق لرئيس الجمهورية مع ذات القناة في 28 سبتمبر 2015 مما ترتب عليه اختيار هذا الفيديو الأخير وإذاعته على أنه الحوار الحديث لرئيس الجمهورية.
أسئلة غريبة
أهملت نهال أمل عارف، منسق إخباري أول بالإدارة العامة للتبادل الإخباري بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري التحقق من أن الفيديو الذي طلبته وحصلت عليه من إدارة الأقمار الصناعية لحوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قناة P B S الأمريكية يخص الحوار الذي أجرى بتاريخ 19 سبتمبر 2016 مما ترتب عليه إذاعة فيديو الحوار القديم له مع ذات القناة المذاع في 28 سبتمبر 2015.
ولم تتبين المتهمة أثناء مشاهدة الفيديو الذي تم اختياره وستتم إذاعته أنه لا يخص الحوار الجديد لرئيس الجمهورية وإنما مسجل عليه حوار سابق مع ذات القناة، ورغم تنبيه زميلتها مروة الليثي لها بأن أسئلة الحوار تبدو غريبة وقديمة ولا تخص الحوار الحديث للرئيس ولم تقم بإخطار رئيس قطاع الأخبار واطلاعه على محتوى حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل تسجيله وإذاعته.
إهمال شيفت المبيت
كما لم يقم محمد عاطف عبد العظيم، مندوب أخبار بإدارة المراسلين (لشئون الرئاسة) بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري بالتنسيق بين الإدارات المختصة واطلاعها على ما تم التوصل إليه حتى تاريخ انتهاء شفت المبيت (نوبتجية المبيت) وإبلاغهم بأن حوار رئيس الجمهورية لم يصل رغم تكليفه بذلك مما ترتب عليه إذاعة الحوار القديم.
وترك المتهم شفت المبيت في التاسعة صباحًا قبل انتهاء موعده وقبل إنهاء الأعمال المكلف بها من رئيس قطاع الأخبار بشأن التنسيق والتواصل مع الإدارات المختصة بشأن حوار رئيس الجمهورية مما ترتب عليه إذاعة الحوار السابق.
وسمح طارق محمد طاهر، مدير عام إدارة المراسلين بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري لسابقه بترك عمله بشفت المبيت قبل انتهاء موعده ودون تعيين مسئول شفت آخر بدلًا منه لمواصلة التعامل مع نشاط رئيس الجمهورية وتغطيته.
ولم يقم المتهم بإجراء مونتاج لحوار الرئيس ولم يقم باختيار "تيبات" أو جمل منه قبل إذاعته رغم اختصاصه بذلك مما أدى إلى عدم اكتشاف أن الحوار الذي سيتم إذاعته هو حوار سابق.
وجاء بأوراق القضية أن ميرفت عصام أبو بكر، مدير عام النشرات (التحرير) بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري لم تصدر تعليمات للمشرف اليومي بإدارة النشر بالتعامل مع حوار رئيس الجمهورية بوضع "الاستربات" له قبل إذاعته على الهواء مما ترتب عليه عدم اكتشاف الخطأ وإذاعة الحوار السابق.
تجاهل الاستربات
تبين أن محمد على فهيم، محرر أول بإدارة النشرات بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري لم يصدر تعليمات للمحررة سمر عصام بالتعامل مع حوار رئيس الجمهورية ووضع استربات له قبل إذاعته على الهواء بوقت كاف مما ترتب عليه عدم اكتشاف الخطأ وإذاعة الحوار القديم.
وأصدر تعليماته بوضع فيديو تنويهي بنشرة الساعة الثانية عشر ظهرًا يوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 لحوار الرئيس مع شبكة P B s الأمريكية حيث ظهر فيه أن مجري الحوار مذيعة وليس مذيعا رغم سابق علمه بأن الحوار الجديد يجريه مذيع يدعى شارل روزون دون اتخاذ أي إجراء حيال ذلك.
وأكدت مذكرة النيابة الإدارية أن مصطفى أحمد محمد، رئيس قطاع الأخبار السابق "وكيل وزارة" لم يشاهد الشريط الخاص بحوار رئيس الجمهورية مع شبكة P B s الأمريكية قبل إذاعته على الهواء رغم تواجده بمقر عمله واختصاصه بذلك مما ترتب عليه إذاعة الحوار القديم على أنه الحوار الذي أجري في 19 سبتمبر 2016.
ولم يتابع نشرة أخبار الثانية عشر ظهرًا يوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2016 التي تضمنت فيديو تنويهي لإذاعة حوار رئيس الجمهورية مدته 90 ثانية والذي ظهر فيه بأن المحاور للرئيس هو المذيع شارل روز دون اتخاذ أي إجراء حيال ذلك.
كما لم يقم المتهم بتقديم اعتذار أو تنزيه من التليفزيون المصري مفاده أن الحوار الذي تم إذاعته للرئيس يعود لتاريخ 28 سبتمبر 2015 مما كان من شأنه أن يودي إلى فقد الثقة والمصداقية في التليفزيون المصري، ولم يتحقق من إمكانية إذاعة حوار الرئيس على الهواء مباشرة واعتماده على ما قرره المتهم الأول من عدم إمكانية ذلك.