فى 6 أبريل عام 1909، وصل المستكشف الأمريكى "روبرت أدوين بيرى" بعد عدة محاولات، إلى القطب الشمالى، ليصبح أول من أثبت علميا وصوله إلى القطب، بعدما قاد عدة بعثات استكشافية إلى جرينلاد. وكان الوصول إلى القطب الشمالى يشكل حلما وأملا لدى المستكشفين، نظرا لكونه منظقة مليئة بالجليد على مدار العام، لذا جاءت رحلة "بيرى" إلى هذه المنطقة، مثيرة، بدأت فى شهر يوليو 1908، واستغرقت نحو تسعة أشهر. وبعد شهرين من بدء الرحلة، وصلت السفينة التى قادها بيرى إلى جزيرة تبعد 450 ميلا عن القطب، وأوشك فصل الشتاء أن يبدأ، فقرر هو ورجاله قضاء هذا الفصل فى سفينتهم، بالقرب من ساحل تلك الجزيرة. وفى نهاية شهر فبراير 1909 قرر بيرى ومعظم رجاله مغادرة السفينة، على أن يقطعوا الحلقة الباقية من رحلتهم سيرا على الأقدام، فحملوا ما يحتاجون إليه من الطعام والوقود، مستعينين بزلاقات الجليد التى تجرها كلاب الإسكيمو، واتخذ الرجال طريقهم على ساحل الجزيرة، حتى وصلوا إلى أقصى شمالها. وبعد رحلة من المعاناة وسط العواصف الثلجية والمجارى المائية، وعورة سطح الجليد، وصل "بيرى" ومعه "زنجى" واحد، وأربعة من رجال الإسكيمو إلى مكان القطب الشمالى، وحقق حلم المستكشفين الذى طالما راودهم.