"خريجو إعلام أحق بالنقابة"؛ هاشتاج انتشر بسرعة جنونية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، من خلال طلاب كليات الإعلام في مصر، مطالبين بوجود نقابة للإعلاميين تضم كل خريجى كلية الإعلام جامعة القاهرة دون شروط مقيدة، بالإضافة إلى ضم خريجي أقسام الإعلام بالكليات الأخرى بشرط العمل بالمهنة. جاء ذلك تزامنًا مع انتهاء لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان أمس الخميس، في اجتماعها المغلق، برئاسة أسامة هيكل، من مناقشة جميع مواد مشروع قانون نقابة الإعلاميين، والتصويت عليها داخل اللجنة بشكل مبدئى، بواقع 89 مادة. وكانت اللجنة قد شهدت عدة خلافات خلال جلسات الاستماع، التي نظمتها حول القانون، منها ما هو حول تعريف الإعلامي، وحول شروط عضوية النقابة، فرصدت "فيتو" آراء بعض أساتذة الإعلام حول ذلك، ومدى تأييدهم الهاشتاج المتداول عبر "فيس بوك". اجتماع أساتذة الإعلام اقترح الدكتور عبدالله زلطة، أستاذ الصحافة بجامعة بنها، أن تعقد كلية الإعلام جامعة القاهرة مؤتمر يحضره جميع أساتذة الإعلام في الجامعات لمناقشة قضية نقابة الإعلاميين وموقفها من خريجي الإعلام، مضيفًا أنه أجرى اتصالا هاتفيا منذ قليل بالدكتورة جيهان يسري، عميدة الكلية وطرح عليها الفكرة، فرحبت بها وقالت إنها ستعرضها في اجتماع مجلس الكلية، لاتخاذ القرار المناسب، وقال زلطة: "عضوية خريجي الإعلام في نقابة الإعلاميين هي شغلي الشاغل في المرحلة القادمة، وأيضًا النقابات الفرعية الإقليمية، فليست مصر القاهرة فقط. نقابة مسخرة بينما قال الدكتور حسن علي، أستاذ الإعلام بجامعة السويس، إن الزميل شفيع شلبي، كان من السباقين إلى الدعوة لإنشاء نقابة للإذاعيين في أوائل الثمانينيات بعدما رفضت نقابة الصحفيين قيدهم كمذيعين بحجة انهم يعملون بمؤسسة حكومية وحورب الرجل من صفوت الشريف الرافض للنقابة وقال على جثته، وأضاف على أن مجلس النواب الآن يناقش مشروع قانون نقابة الإعلاميين وللأسف سيتسع مفهوم الإعلامي ليشمل كل من يعمل بالإعلام وهم جيش جرار، قائلا: "فقد سطا على مهنة الإعلام مدعون كثر وما لم يحدد المقصود بكلمة إعلامي ستصبح نقابة مسخرة". ضوابط قانونية وأخلاقية وتعليقًا على ما الجدل بين أعضاء لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، والمشاركين في جلسات الاستماع التي عقدتها اللجنة من الإعلاميين، بأن عضوية نقابة الإعلاميين المزمع إنشاؤها يجب أن تقتصر فقط على مزاولي المهنة، ولا تضم خريجي كليات وأقسام الإعلام، يقول الدكتور محرز غالى، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هذه كلمة حق يراد بها باطل؛ فالأصل فعلا في عضوية كثير من النقابات المهنية أن يزاول أعضاؤها المهنة كشرط أساسي للانضمام لعضوية النقابة، مع أن هناك في الجانب الآخر مهنًا كثيرة تشترط الحصول على عضوية النقابة قبل مزاولة المهنة، بل إن هناك نقابات كثيرة تعطي عضويتها للخريجين بمجرد حصولهم على المؤهل العلمي كشرط أساسي للحصول على عضويتها، سواء مارس المهنة أم لم يمارسها، وهي قواعد وخيارات تراعي أن لكل مجتمع خصوصيته، ولكل مهنة خصوصيتها. وأضاف غالى: "إن أيا ما كان الأمر، فلماذا يفكر كل هؤلاء بهذا المنطق العقيم دون مراعاة أن ظروف العمل الإعلامي في مصر، وظروف المؤسسات، وظروف التعيين كثيرا ما تضطر الإعلاميين الشبان لأن يقضوا سنوات من العمل في المؤسسات تحت مسمى متدربين ودون تعاقد، وهو الأمر الذي يعرضهم في كثير من الأحيان لمضايقات واستغلال أصحاب العمل وكذلك لمشكلات واتهامات قانونية بأنهم ينتحلون مهنة ليست مهنتهم، كما أنها تعرض المجتمع في كثير من الأحيان أيضًا إلى مشكلات كثيرة نتاج بعض ممارستهم الخاطئة لعدم وجود إمكانية لمساءلتهم نقابيًا". وتساءل غالى: "لماذا لا يفكر هؤلاء إن كانت لديهم ملكة التفكير المنطقي أصلا في إدراج خريجي كليات وأقسام الإعلام في جدول المنتسبين كحل توفيقي ومنطقي لحين توظيفهم رسميا في أي من الوسائل الإعلامية، وبهذا نكون قد ضمنا لهم جزءا من حقوقهم، وضمنا للمهنة وللمجتمع وللنقابة أعضاء يفترض أنهم يخضعون للضوابط القانونية والأخلاقية المنظمة للعمل الإعلامي إذا كانت هناك نية لإصلاح هذه المنظومة كلها ؟" طلاب الإذاعة والتليفزيون هم الأحق وقال الدكتور محمد المرسي، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون السابق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة: "إنه إذا كنا نتحدث عن التأهيل العلمي والعملي لعضوية نقابة الإعلاميين فإنها بشكل محدد - ليس تحيزا لكنه واقع - يتحدث عن خريج قسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة، الذي يحصل خلال سنوات دراسته الأربع على إطار نظري متكامل في مجال تخصصه كما يحصل على تدريب عملي نظامي لمدة ثلاث سنوات باستديوهات الكلية ينهيه بمشروع تخرج، بالإضافة إلى تدريب خارجي وتدريب احترافي في راديو إعلام أون لاين وقناة إعلام أون لاين على اليوتيوب، وهذا الخريج المؤهل للعمل بشكل مباشر إذا لم يحصل على عضوية النقابة فمن يحصل عليها إذا ؟". ويضيف المرسي: "ما فائدة كلية الإعلام وما فائدة الدراسة المتخصصة والتدريب المكثف لخريج الإذاعة والتليفزيون إذا لم يحصل هذا الخريج المؤهل على عضوية النقابة فور تخرجه ؟ لنعترف جميعًا بأهمية التخصص وأهمية التأهيل العلمي والعملي في مجال الإعلام إذا أردنا تجاوزا للسلبيات وحلولا وتطويرا للمجال". أما فيما يتعلق بخريجي أقسام الإعلام بالكليات الحكومية وكليات وأقسام الإعلام بالجامعات الخاصة، فيرى "المرسي" أنه لابد للجنة القيد بالنقابة من مراجعة إمكانات التدريب بها من استوديوهات وهيئة تدريب مؤهلة للنظر في مدى تأهيل الطلاب عمليًا وإمكانية حصولهم على عضوية النقابة فور تخرجهم أو بعد حصولهم على دبلوم عملي متخصص في الإذاعة والتليفزيون أو دورات تدريبية متخصصة معترف بها في المجال لمدة عام، لافتًا إلى أن هذا ما يحدث في العديد من النقابات المتخصصة التي تعترف بالتخصص والتأهيل العلمي والعملي للعضوية لأنه بالعلم والتخصص والتأهيل العملي نقدم إعلامًا مهنيًا ننتظره.