أثار عدم نص قانون نقابة الإعلاميين على انضمام أساتذة الإعلام إلى النقابة غضب واعتراض بعضهم، وطالبوا بإدراج التحاقهم بالنقابة في أحد بنود ومواد القانون، حتى ولو كانت العضوية على سبيل الانتساب، فيما تواصل لجنة الإعلام بالبرلمان مناقشة وتعريف قانون نقابة الإعلاميين التي نص الدستور على إنشائها، حيث نصت المادة الأولى من القانون على أن تنشأ نقابة مهنية مستقلة للمصريين المشتغلين بالعمل الإعلامي في إقليم جمهورية مصر العربية، وتكون لها الشخصية الاعتبارية، وتباشر نشاطها فى إطار السياسة العامة للدولة طبقًا للقانون، ويكون مقرها الرئيسي مدينة القاهرة، ويجوز إنشاء فروع لها في المحافظات، بقرار يصدره مجلس النقابة، ويطبق في النقابات الفرعية قانون النقابة ولائحتها الداخلية. كما نصت المادة الثانية أن تضم النقابة الإعلاميين المصريين. وتم تعريف الإعلامي على أنه "من يساهم بدور فعال في عملية الاتصال بين الإنسان وما يهمه في كل الزوايا المحيطة وكل مرفق من مرافق حياته وطموحه وهمومه وحاجاته، بعرض الأنباء والمعلومات الصادقة والآراء والأفكار والمواد الإعلامية التي من شأنها تنمية المجتمع في جميع مناحي المعرفة والأخلاق، وتساهم في التكوين الإنساني والأفكار الصائبة، وتصب في مصالح المجتمع المصري". ويندرج تحت تعريف الإعلامي الذين يمارسون مهن المذيع، والمخرج، والمحرر، والمعد، والمترجم، والمصور، والمصحح، وجامع المادة الأرشيفية، والمراسل، والمندوب، والمونتير، ويجوز للجمعية العمومية أن تضيف إلى المهن الإعلامية تخصصات أخرى مرتبطة مباشرة بمجال العمل الإعلامي تبعًا للتطور المهني. وقال الدكتور حسن علي، رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا، إن إخراج أساتذة الإعلام من عضوية نقابة الإعلاميين بدعوى أن لهم أطر رعاية أخرى مثل نوادي هيئة التدريس هي دعوة كاذبة وخاطئة، فأستاذ الطب عضو في نقابة الأطباء ونوادي هيئة التدريس، وأستاذ القانون عضو في نقابة المحامين ونوادي هيئة التدريس، رادًّا على من عرَّف الإعلامي، وأخرج بتعريفه أساتذة الإعلام منه، بأنهم يمارسون المهنة تدريسًا وتدريبًا وتعليمًا ومشاركة وتنظيمًا وإدارة. وأوضح أن العضوية في قوانين النقابات أنواع، منها عضوية عاملة وعضوية منتسبة، وأن هناك من يضيف عضوية فخرية، إلا قانون نقابة الإعلاميين، فلا توجد به حتى عضوية منتسبة لأساتذة الإعلام وخريجي الإعلام الذين تحت التمرين. وأضاف أن خريج التجارة عضو في نقابة التجاريين؛ لأنه يحمل بكالوريوس تجارة، وإذا عمل صحفيًّا، فإنه يصبح عضوًا في نقابة الصحفيين، ويمكن أن يعمل بعد ذلك في برنامج توك شو على قناة؛ ليصبح قانونًا عضوًا في نقابة الإعلاميين. أما أستاذ الإعلام، والذي درس حتى الدكتوراه، وامتحن ثلاث مرات؛ ليصبح أستاذًا، ويعلم فنون الإعلام، ويدرب الإعلاميين أنفسهم، ليس من حقه عضوية نقابة الإعلاميين. وعاب على بعض أساتذة الإعلام صمتهم، وعدم نطقهم بكلمة توحي برفضهم لتجاهل وجودهم في نقابة الإعلاميين، موجهًا سؤالًا لهم: كيف تقبلون اعتباركم أصفارًا لا يلتفت إليها بدعاوى تسمح لأي شخص الحصول على عضوية النقابة، وترفض الأساتذة وخريجي الإعلام؟ وأكد الدكتور محمد علي، الخبير الإعلامي، أن من حق أعضاء هيئة التدريس الذين يعلمون الطلاب ليكونوا صحفيين وإعلاميين أن يلتحقوا بنقابة الإعلاميين، خاصة وأن الكثير منهم عمل بالصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون في فترة الجامعة أو بعدها، قبل أن يمارس التدريس بالجامعة، لافتًا إلى أن تعريف مفهوم الإعلامي في قانون النقابة ليس مناسبًا لهذه الفترة، ولا يتماشى معها.