انطلقت الزغاريد داخل منزل متواضع بمنطقة ناهيا في بولاق الدكرور، وجلس "حسن" يتلقى التهانى والتبريكات ب"سبوع" مولوده الجديد، الذي رزق به بعد سنوات من الزواج، طاف خلالها على عدد كبير من الأطباء بصحبة زوجته.. أما الزوجة فقد انشغلت مع جيرانها وأقاربها بطقوس "السبوع" التقليدية، مثل "رش الملح"، و"دق الهون" مع ترديد عبارات "اسمع كلام أمك.. اسمع كلام أبوك".. فجأة توقفت الزغاريد وساد الصمت، فقد اقتحم الشقة عدد من رجال المباحث، وألقوا القبض على "الأم" واصطحبوها مع المولود إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، بتهمة اختطاف رضيع حديث الولادة بمساعدة عاملة في مستشفى.. المشهد السابق كان مشهد النهاية، لواحدة من أغرب الجرائم وأكثرها إثارة.. أما التفاصيل فيرويها محقق "فيتو" في السطور التالية كانت قبل أكثر من عام.. وقتها حدثت خلافات حادة بين "حسن" وبين زوجته "تهانى"، بسبب تأخر الإنجاب ووصل الأمر إلى تهديدها بالطلاق.. وقعت الزوجة في حيرة من أمرها، وراحت تفكر في وسيلة لإنقاذ زواجها.. تعرفت على عاملة في مستشفى عام، وقصت لها حكايتها ومخاوفها من الطلاق، فأخبرتها العاملة بأنها من الممكن أن تحضر لها طفلا حديث الولادة من المستشفى مقابل 10 آلاف جنيه، وعليها أن تقنع زوجها بأنها حامل على طريقة شادية وشكرى سرحان في فيلم «الستات مبعرفوش يكدبوا».. ترددت "تهانى" في بداية الأمر ولكنها لم تجد سوى تلك الطريقة للحفاظ على زوجها.. ذات ليلة زفت إليه البشرى، وأكدت أنها حامل في شهورها الأولى، واستغلت انشغاله في عمله، وادعت أنها تتابع الحمل مع طبيبة في المستشفى.. مرت الشهور سريعا، وفى أحد الأيام فوجئت بتصال من "عاملة المستشفى"، تخبرها فيه بأنها حصلت على الطفل، وعليها أن تقابلها لاستلامه فورا.. سارعت الزوجة بالاتصال بزوجها وأخبرته بأنها شعرت بآلام الولادة، فتوجهت إلى مستشفى بولاق الدكرور العام ووضعت مولودا ذكرا، وعادت به إلى المنزل.. رجع الزوج مسرعا وكاد أن يطير من الفرحة عندما شاهد مولوده، وبدأ يستعد لإقامة حفل "سبوع" ضخم له، وأطلق عليه اسم "مروان".. على الجانب الآخر كان الوالد الحقيقى قد أبلغ الأجهزة الأمنية باختطاف مولوده من داخل المستشفى بعد أن استخرج له شهادة ميلاد باسم "ياسين".. توصلت الأجهزة الأمنية إلى "العاملة" وألقت القبض عليها، واعترفت باختطاف الطفل، وبيعه ب10 آلاف جنيه ل "تهانى" وأرشدت عن منزلها.. بعد تقنين الإجراءات، داهم رجال المباحث شقة "الأم المزيفة" يوم سبوع الطفل المختطف، وألقت القبض عليها، وتولت الجهات المختصة التحقيق.