ظهر لقب السيدة الأولى للبيت الأبيض لأول مرة عام 1849م عندما أطلق الرئيس الأمريكى "زكارى تايلور" اسم السيدة الأولى على زوجته الراحلة "دولي ماديسون" في جنازتها، فيما اسٌتخدم اللقب بشكل رسمي لأول مرة 1877م وكانت "لوسي وار هايس" زوجة الرئيس التاسع عشر "روذرفورد هايس" أول من لقبت به. كانت "مارثا واشنطن" أول زوجة في البيت الأبيض وحملت وقتها لقب ليدى واشنطن قبل ظهور لقب السيدة الأولى وسبق ل "مارثا" الزواج قبل واشنطن وأنجبت 4 أبناء تبناهم واشنطن بعد ذلك وقد توالت صدماتها بخسارة أبنائها واحد تلو الآخر وقد عٌرف عنها حب امتلاك العبيد وانعزالها الاجتماعي. امرأة شرسة أما "مارى تود لينكولن" زوجة الرئيس السادس عشر إبراهام لينكولن فقد عُرفت بحدة الطبع وكونها امرأة شرسة فقد جعلت حياة لينكولن أتعس ما يكون، وأٌشيع عنها عدم حبها لزوجها حيث كانت دائمة التعنيف له وفقًا لكتاب "لينكولن صفحة منسية" "لو لم يتزوج لينكولن هذه المرأة لكان من المحتمل أن يكون زوجًا سعيدًا لكنه من المؤكد أنه لم يكن ليصبح رئيسا للولايات المتحدة. معارضة بالبيت الأبيض كانت "إلينور روزفلت" زوجة الرئيس الثاني والثلاثين "فرانكلين روزفلت" أطول من حمل لقب السيدة الأولى في الفترة من 1933 وحتى 1945 وهى ابنة أخ الرئيس الأمريكى "ثيودور روزفلت" وكانت ناشطة سياسية ولعبت دورا بارزا ومميزا كداعية للحقوق المدنية كما كانت من أبرز المدافعين عن حقوق النساء والفقراء والأقليات وشغلت منصب رئيس لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان وساعدت على إنشاء منظمة اليونيسف وأطلق عليها الرئيس "هارى تورمان" السيدة الأولى في العالم إشادة بإنجازاتها في مجال حقوق الإنسان ومن أشهر مقولاتها "لقد قضيت معظم عمرى في المعارضة، وأنا أفضل هذا الدور". إعادة إحياء البيت الأبيض شغلت "جاكلين كيندي" زوجة الرئيس الخامس والثلاثون "جون إف كيندى" المنصب في الفترة من 1961 وحتى اغتيال كيندى 1963 وعلى الرغم من تشبيهها للبيت الأبيض بالسجن كونه باردا وكئيبا على حد قولها، فقد تولت مهمة إحياء البيت الأبيض حيث نشرت أول كتاب إرشادى خاص بالبيت الأبيض وساهمت بمبيعاته في تمويل عملية الإحياء، إضافة إلى كتابتها طلبات شخصية لمن يمتلك قطع أثرية ذات قيمة تاريخية للتبرع بها للبيت الأبيض، وتعتبر واحدة من أكثر السيدات الأولى شعبية، إضافة إلى إدراج اسمها في مؤسسة جالوب للمرشحين بلقب الرجال والنساء الأكثر إثارة للإعجاب في أمريكا خلال القرن العشرين حيث كانت ناجحة على المستوى الاجتماعي ولها قدرة على الإمتاع وكرّست الكثير من وقتها لإعداد المناسبات الاجتماعية في البيت الأبيض كما كانت تدعو المثقفين والعلماء والفنانين كى يختلطوا بالساسة والدبلوماسين. كما كانت تخطف الأضواء من الرئيس بأناقتها وقدرتها على الحديث ويُقال إن اهتمامها بالأضواء أثر سلبًا على علاقتها بزوجها حتى عُرف عنه تعدد علاقاته العاطفية والتي كان أشهرها علاقته مع "مارلين مونرو". عراف بالبيت الأبيض أما الممثلة السابقة "نانسي ريجان" زوجة الرئيس الأربعين للولايات المتحدة "رونالد ريجان" فقد عُرفت بحب الموضة الراقية والأزياء وهو ما وجه الانتقادات لنمط حياتها المرفهة وتوالت الانتقادات بعد استعانتها بعراف ليساعد زوجها في تخطيط الجدول الزمنى له بعد محاولة اغتياله 1981 إضافة إلى تأثيرها القوى على زوجها وقراراته الدبلوماسية هذا بخلاف التجديدات الباهظة للبيت الأبيض كما أطلقت حملة توعية ضد مخاطر المخدرات تحت عنوان "فقط قل لا" كمبادرة أساسية لها. الجمع بين الأدب والقانون والعمل السياسي أما أول سيدة أولى حاصلة على دبلوم دراسات عليا "هيلارى كلينتون" زوجة الرئيس بيل كلينتون وتعتبر أكثر زوجة تمكينًا في تاريخ الولاياتالمتحدة بعد إلينور روزفلت حيث ساهمت في التعينات الإدارية والعديد من المناصب العليا ووجه إليها الانتقاد للعبها دورا مركزيا في إدارة أمور السياسة العامة ومارست حياتها المهنية الخاصة حتى وقت دخولها البيت الأبيض. وهى أول سيدة أولى تحتل مناصب سياسية حيث أصبحت "سيناتور" في مجلس الشيوخ في الفترة من 2001 إلى 2009 كما شغلت منصب وزيرة الخارجية في عهد الرئيس أوباما من 2009 إلى 2013 إضافة إلى ترشحها لمنصب رئيس الولايات لمتحدة 2016 وخسرتها ضد منافسها دونالد ترامب، وعلى الصعيد الثقافي ألفت "كلينتون" خمسة كتب عن المرأة والطفل والسياسة وسيرة ذاتية كما فازت بجائزة غرامى عام 1997 عن فئة أفضل ألبوم غير موسيقي عن النسخة الصوتية لكتابها "it takes a village "، وكٌتب عنها أكثر من خمسين كتابا ومؤلفا علميا. أعمال توعوية وخطب ملهمة أما أول سيدة أولى من أصل أفريقي "ميشيل أوباما" زوجة الرئيس باراك أوباما ودرست ميشيل القانون في جامعة هارفرد وعملت كمحامية واعتُبرت أغنى سيدة في العالم 2010 حسب مجلة فوربس وزارت ملاجئ المشردين ودعت للخدمة العامة وأطلقت برامج توعوية خاصة بالتعليم خصوصا تعليم الفتيات وكذلك الصحة وغيرها إضافة إلى برنامج let's move 2010 وهو عبارة عن مبادرة للتخلص من البدانة في مرحلة الطفولة. كما أصدرت ثلاثة كتب تتضمن سيرة ذاتية لرحلة الوصول للبيت الأبيض وكذلك مجموعة من أهم خطاباتها ومقولاتها المؤثرة. وعادة تتم مقارنتها بجاكلين كينيدى من حيث المنظر والاتجاهات العامة. عارضة أزياء بالبيت الأبيض على جانب آخر ينتظر العالم تقلد "ميلانيا ترامب" المنصب في العشرين من يناير 2017 بعد انتخاب زوجها "دونالد ترامب" رئيسًا، وتعتبر "ميلانيا" أول سيدة أولى مهاجرة حيث هاجرت من سلوفينا إلى أمريكا 1996 للعمل بمجال الموضة والأزياء وبدأت العمل كعارضة أزياء منذ بلغت السادسة عشر، وحصلت على الإقامة 2001 وأصبحت مواطنة أمريكية 2006 بعد زواجها من ترامب 2005 وهى زوجته الثالثة ولها منه ابن "بارون"، وتتحدث ميلانيا خمس لغات هم "السلوفينية والصربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية" على الرغم من عدم حصولها على أي شهادة جامعية، وينتظر العالم تقلدها المنصب لتقييم أدائها كسيدة أولى. يذكر أن السيدة الأولى لا تحصل على راتب خاص ولا تتحمل أي واجبات رسمية إلا أنها تحضر العديد من الاحتفالات الرسمية مع أو بدلا من الرئيس، وتقليديًا لا تقوم السيدة الأولى بأى عمل خارجى أثناء شغلها المنصب ويتبع لها فريق خاص من الموظفين.