أكثر ما يشغل بال السيدة ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس ال«45» للولايات المتحدة، ويؤرق نومها، هو لحظة دخولها البيت الأبيض! ليس لأنها أصبحت السيدة الأولى فى أمريكا، فتلك أمنية كل نساء العالم، بل لأن الرئيس الأسبق توماس جيفرسون (-1801 1809) قد جلس فى البيت الأبيض وحيدا.. أرمل بلا زوجة.. وبلا سيدة أولى، فطاردت لعنة الرقم «44» ميلانيا، لتصبح: «أم 44» وتتداول سيرتها على كل الألسنة: «أم 44 فى البيت الأبيض.. OOh my god»، خاصة أنها «خطافة رجالة»، فقد أخذت دونالد ترامب من إيفانا زيلينكوف، ومارلا مابليز، زوجتيه السابقتين. ولا غنى عن امرأة جميلة تقف بجانب زوجها- السيد الرئيس- لتشاركه الفرح والحكم.. وربما الشتائم أيضا.. فما بالك فى البيت الأبيض حيث تكثر الشهرة والشتائم!. وربما كانت نصيحة الملك إدوارد الثامن، ملك بريطانيا هى دليل الحكم.. والحب أيضا!.. ففى خطابه الملكى الشهير ديسمبر 1936 قال مخاطبا شعبه: «من المستحيل أن أنهض بأعباء الحكم وشئونه دون مساعدة من المرأة التى أحبها». الرئيس «السبانخ» والرئيس «الدكر» 44 سيدة أولى فى البيت الأبيض ساعدن أزواجهن .. ربما، وربما سببن لهم المتاعب!.. كان بعضهن مؤثرًا حتى بعد رحيل أزواجهن من الحياة الدنيا، أو من الحياة السياسية، كنانسى ريجان، وجاكلين كيندى. ومنهن من لم يميزهن شيء غير وجوههن كالسيدة إليانور روزفلت زوجة الرئيس فرنكلين روزفلت، والتى لم يميزها شيء غير أنها تشبه نوال السعداوى.. وسبحان الله «يخلق من الشبه أربعين».. والجوهر أيضا، فقد كانت إليانور ناشطة اجتماعية من طراز رفيع اعتنت بالفقراء وكافحت من أجل حقوق المرأة والزنوج. وأخريات كانت لهن الطرائف كالسيدة إليزا جونسون زوجة الرئيس ال17 أندرو جونسون، والتى جلست مرة بصحبة الرئيس على مائدة عشاء دبلوماسية، فأخذت تأكل «السبانخ» بشراهة غير عادية (وطبعا دهولت الدنيا)، ما أصاب الحاضرين بالقرف.. و«اتسدت نفسهم» من فظاعة المشهد. إليزا لم تعرف فنون «الإتيكيت الأمريكى» كانت مجرد « so vulgar- سيدة سوقية» ظنت فى ذاك اليوم التعيس نفسها «زيتونة»- مع أنها سمينة بعض الشيء- وزوجها الرئيس جونسون هو السيد «بباى»، وعليهما أن يأكلا السبانخ كى تزداد قوة أمريكا، وعضلات رئيسها!! وسيدات أخريات لم تحظ بأى شهرة لابتعادهن- عن عمد- عن الأضواء والإعلام، كزوجة هارى ترومان، باس ترومان. وإحداهن اكتفت بأن تقود الرئيس فى موقعه، وبعد تركه لموقعه أيضا كرئيس سابق، كما حدث مع السيدة بيتى فورد زوجة الرئيس جيرالد فورد (الرئيس الدكر). ذات ليلة دعى الرئيس الخارج للتو من البيت الأبيض بعد دخول خلفه جيمى كارتر، إلى حفل خيرى فاستشعر فورد الخجل متسائلا بالعامية الأمريكانى: ««هما هيبصولى على إيه يا حسرة.. ده أنا رئيس سابق»، فأجابت زوجته ب«العنتظة الأمريكانى»: «لا تقلق يا عزيزى الجميع سيأتى لمشاهدة جمال زوجتك»!. ومنهن أيضا من كانت أذكى وأبلغ نساء البيت الأبيض لا بخطبة قالتها ولا بمعاهدة صدقت عليها، فالسيدة أديث ويلسون لا تجيد شيئا فى الحياة إلا «الشوبنج» والمظاهر الكذابة، لكن بجملة واحدة قالتها للرئيس ال( 28) وودرو ويلسون قد لفتت انتباهه وانتباه السياسيين والمؤرخين.. وعلماء الفراسة والاجتماع! فبعد وفاة زوجة ويلسون الأولى إيلين، تلك السيدة النبيلة والفنانة التشكيلية التى كانت ترسم لوحاتها وتبيعها بأغلى الأثمان لتتبرع بالعائدات كاملة للجمعيات الخيرية، أراد الرئيس الأرمل أن يتزوج ثانية، فعرف أديث فترة ليست بقصيرة، ودارت الشبهات حول العلاقة وتسربت للبيت الأبيض والصحف، وأصبح الرئيس الورع فى موقف لا يحسد عليه. فأخبرها: بماذا أدافع عن نفسى فيما يقولون؟.. فردت: رجل لا يقدر على الدفاع عن نفسه، فكيف سيدافع عن شعب أمريكا بأكمله؟! ومنهن أيضا من كانت «ست بيت ممتازة» تعرف حدودها ودورها جيدا، مثل بربارا بوش زوجة الرئيس جورج بوش الأب، لا تقول شيئا لا فى السياسة ولا حتى فى أحوال الطقس، تكتفى فقط بالقول: «زوجى فقط هو المؤهل ليكون رئيسا لأمريكا، أما أنا فمؤهلة فقط كى أسير خلف أطفالنا»، وبالفعل ربت أبناءها فتخرجوا سياسيين كابنيها جورج دبليو بوش، وجيب بوش حاكم فلوريدا، ونيل بوش رجل أعمال.. ونعمة الستات. تخينة وفشلة ومراة عسكرى لا يميز السيدة مرثا واشنطن- السيدة الأولي- زوجة جورج واشنطن الرئيس الأول لأمريكا شيئا إلا كونها امرأة سمينة لفتت الأنظار إليها للسخرية (مع أنها غلبانة وطيبة ومنكسرة) ولا تجيد شيئا فى الحياة إلا التطريز ومتابعة أراضيها الزراعية، وقراءة الكتاب المقدس. السيدة الأولى «طفشت» السيد جورج واشنطن، وجعلته يتخذ سالى فيرفاكس عشيقة لم يقطع صلته بها. كذلك أرهقت المصممين الفوتوغرافيين والأرشيفيين بتعديل صورتها باستخدم تكنولوجيا الكمبيوتر الحديثة لتجميلها وإظهارها فى قوام مناسب لمركزها كسيدة أولى وأيقونة لكل الأمريكيين، فالصورة التى صورتها «كموناليزا أمريكا» قد رسمت بعد وفاتها كما قال المؤرخ إيملى شابيرو. نعم.. لقد أرهقت المصممين.. وكان ناقص يقولوا لها: Fatty , buxom, wife of military» man.. يا تخينة يا فشله يا مراة العسكرى». نعم.. فقد كان جورج واشنطن عسكريا قائدا فى حروب التحرير الأمريكية.. يا محاسن الصدف! جاكلين كيندى ال« Full Feminine» جاكلين كيندى - الجميلة جدا- من سوء حظها أنها أصبحت زوجة لجون كيندى، ليس كونه أشهر رئيس من الحزب الديمقراطى، وليس لأنه قد تسبب فى إلباسها الأسود ما تبقى من حياتها، بل لأنه «رجل كئيب»!. كيندى كان دنجوان.. و«رئيس خبرة» كانت له الكثير من الفضائح والغراميات على رأسها الموناليزا الشقراء مارلين مونرو، وماكينة الإغراء الألمانية الأصل مارلين ديتريش، التى دخل عليها كيندى فى غرفتها قبل بدء عرضها المسرحى فترجته: «أرجوك لا تعبث بشعرى.. عندى عرض بعد قليل!!». كل هذه «الخبرة» لم تصل لزوجته، فقد تعطلت «ماكينات إنتاج الفهلوة» أمام جاكلين، فقد وصل به الغباء العاطفى والكآبة أنه حين كان يتغزل فى مفاتن زوجته -الجميلة جدا- يقول لها شعرا عن الموت!! فالقصيدة المفضلة عند كيندى كانت للشاعر الأمريكي- الكئيب أيضا- آلان سيجر، عنوانها «لدى موعد مع الموت - Have a Rendezvous with Death I» يقول فيها الشاعر الأمريكى، ويحفظها كيندى ليرددها على جاكلين: «لدى موعد مع الموت.. لعله سيأخذ بيدى ويسير بى إلى أرضه المظلمة.. فيغمض عينى ويخمد أنفاسى»... يا له من رئيس «نصف خبرة»! مصاب بغباء عاطفى، حين يجد أمامه امرأة كجاكلينFull Feminine إف إف 16 طائرة.. امراة كاملة الأنوثة لا يجد إلا الموت ليغازلها به.. ويرجوها أن تكرر أبيات القصيدة ثانية، كلما هم به العشق!!. جاكلين الجميلة.. و«الست اللى بمئة راجل» تحملت سخافات عشيقات زوجها.. و«طنشت عشان البيت الأبيض يفضل أبيض»، اتصلت بها مارلين مونرو يوما لتغيظها وتخبرها ب«كيد النساء الأمريكانى»: «جوزك عندى يا موكوسة»، منتظرة منها أن ترد ب«ردح أمريكانى» أيضا، فكلمة «خطافة الرجالة» تثير غريزة مارلين وشغفها.. فردت جاكلين بمنتهى البرود: «قد تصبحين زوجة الرئيس.. لكن ستواجهك الكثير من المتاعب»!.. ثقافة المرأة وثقتها بنفسها (كجاكلين) يعطى الرجل إمتاعا من نوع آخر غير الإمتاع الجسدى الذى كان يرجوه كيندى.. ثقافة وثقة المرأة تعطى الرجل امتاعا عقليًا، لكن جون كيندى «الرئيس النصف خبرة» لم يفهم ذلك. سانت نانسى ريجان لم تحظ أى من نساء البيت الأبيض بما حظيت به نانسى ريجان من حب وتقدير لدى الأمريكيين، والمصريين أيضا. فصورة السيدة زوجة ريجان كانت تتصدر الصحف الأمريكية، تلك الصورة التى ظهرت فيها ويمنحها الرئيس السادات وساما تذكاريا فى آخر زيارة له لأمريكا مع السيدة جيهان أغسطس1981. وكذلك استقبالها للأم تريزا، وأدوارها التمثيلية الهادئة فى هوليود. وكتبها التى أرخت ووصفت كشاهدة عيان على اتخاز القرار الأمريكى، والرسائل العاطفية بين الحبيبين. دعك مما سبق ربما لا يفى السيدة القديسة شيئا من حقها ووفائها لزوجها رونالد ريجان، فدافع تقدير الجميع لها كان وقوفها بجانب زوجها الرئيس المريض حتى حسبها أمه!!، فعندما أصيب ريجان بألزهايمر أخفته عن الإعلام معللة ذلك: «لا أحب أن يرى أحد ضعف زوجى»، وبعد وفاة ريجان كانت تذهب إلى قبره صباح كل أحد على كرسيها المتحرك، وهى قعيدة لتقرأ له إصحاح الإنجيل الذى كان ريجان يحب قراءته فى الصباح (يوحنا 3)، وتقدم له الورد والوفاء. الأحد الوحيد الذى لم تذهب لتزوره هو الأحد 9 مارس الفائت يوم وفاتها. هتجيب لى «مونيكا» هجيب لك «هوما».. وهخلعك سيناتور.. وزيرة خارجية.. سيدة أولى.. مرشحة خاسرة، وأخيرا زوجة خاسرة أيضا سوف «تخلع» زوجها بيل كلينتون حسبما قالت صحيفة «كريستيان تايمز» منذ أيام. هيلارى ربما سيدة ذكية جدا دخلت عالم الشهرة من أوسع أبوابها وخرجت منها أيضا من أوسع الأبواب، فرغم كرهها للسيد رونالد ريجان وزوجته نانسى، لانتمائهما للغريم التقليدى «الحزب الجمهورى»، وكذلك تعاليمهما الأخلاقية المحافظة التى تكرهها هيلارى وزوجها وابنتها، ربما تعلمت منه شيئا كان السبب فى إدخالها عالم الشهرة، وهى مقولة ريجان الشهيرة: «السياسة ليست مهنة سيئة، فإن نجحت سوف تجنى كثيرا من الامتيازات، وإن فشلت يمكنك أن تؤلف كتابا ناجحا». هيلارى ستكتب كتبًا أخرى.. وستخوض جولات سياسية أخرى.. هيلارى أشبه بمستر إكس: NO END !