طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، الحكومة الميانمارية، بالسماح الفوري للمراقبين المستقلين بالتحقيق حول "انتهاكات" حقوقية ترتكب بحق مسلمي "الروهينجا". وقالت المنظمة الحقوقية في بيان لها إنه على السلطات والجيش في ميانمار أن يمنحوا الحرية للمراقبين في ولاية أراكان غربي البلاد، "دون قيد أو شرط". مطالبة المنظمة تأتي غداة إعلان فريق تحقيق تابع للجيش الميانماري، تعرض 185 بناءً للحرق في أربع قرى لأقلية الروهينجيا، في منطقة ماونجداو. في حين، قال تقرير لهيومن رايتس ووتش، في 13 نوفمبر الجاري، إن صورًا جويةً تثبت تعرض أكثر من 430 بناء للهدم في المنطقة. وأعربت الأممالمتحدة، الإثنين الماضي، عن قلقها إزاء تقارير أفادت بمقتل 28 من مسلمي الروهينجا، في غارات نفذها الجيش على قرى في إقليم أراكان. كما جددت الأممالمتحدة، دعوتها سلطات ميانمار لفتح تحقيق مستقل حول ادعاءات تتعلق ب "اغتصاب الجنود نساء مسلمات في أراكان ثم قتلهن". وفي 8 أكتوب الماضي، اقتحم مسلحون 3 مراكز شرطة في بلدتي "ماونجداو"، و"ياثاي تايونج" في أراكان، ما أسفر عن مقتل 4 جنود، و9 من أفراد الشرطة إضافة إلى سرقة عشرات الأسلحة وآلاف الذخائر. وأطلق الجيش حملة عسكرية، عقب الهجمات، شهدت أعمال عنف، واعتقالات واسعة في صفوف السكان. وتشهد الولاية حالة من القلق مع استمرار العملية العسكرية، لملاحقة أعضاء منظمة "مجاهدين أكا مول"، التي حملتها رئاسة ميانمار مسئولية الهجمات. ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجا، في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982. وتعتبر الحكومة مسلمي الروهينجا مهاجرين غير شرعيين، من بنجلاديش، بينما تصنفهم الأممالمتحدة ب "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم". ويُعرّف "المركز الروهينجي العالمي" على موقعه الإلكتروني، الروهنجيا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق". ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهينجا، في يونيو 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل، ما أوقعهم في قبضة متاجرين بالبشر.