تخرج علينا الثورة التكنولوجية التى نعيشها حاليّا كل يوم بما هو جديد ومريب، فبعد أن قام الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بمنع استخدام برنامج "سكايب" منذ عامين عبر أجهزة التلفيون المحمول، بدأت العديد من المخاوف تنتشر بين الأجهزة الأمنية بسبب استخدام بعض التطبيقات الجديدة والتى تسمح بإجراء مكالمات دولية بعيدًا عن شبكة الشركة المصرية للاتصالات بالإضافة إلى عدم إمكانية تحديد مكان المراكز الخاصة بها التى تحمل بيانات المستخدمين وهو ما يطلق عليه ب"السيرفر". وتأتى على مقدمة هذه التطبيقات والتى لا حصر لعددها "فايبر" و"واتس أب" و"تانجو" وهو تطبيق يعمل على الهواتف الذكية متعددة المنصات (أندرويد، ios، بلاك بيري، ويندوز فون) يتيح للمستخدمين مراسلة فورية وإجراء مكالمات هاتفية مجانية وإرسال رسائل (نصية، صور، فيديو، صوت) بشكل مجانى إلى أى شخص لديه هذا البرنامج، وهو من تطوير شركة فايبر ميديا، ويعمل على شبكات الجيل الثالث 3G والشبكات اللاسلكية WiFi على حد سواء، ويتوفر البرنامج ب 10 لغات من بينها اللغة العربية، ويتم تحميل هذه البرامج دون أى تكلفة مادية. لم يعلن الجهاز موقفه النهائى بشأن هذه البرامج والتى أثارت جدلاً مؤخرًا، حيث أعلن الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أنه لا توجد أى نية لحجب برنامج "فايبر" للاتصالات المجانية عبر الإنترنت، فى الوقت الحالى، مشيرًا إلى أن الجهاز يبحث حاليًّا تأثيراته على كل الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية، مشيرًا إلى أن هناك طرقًا أخرى للتعامل معه ولن يتم حجب أى شىء. إلا أن مخاوف أخرى بدأت منذ فترة فى الظهور بسبب ما يشاع عن خلفية إنشاء تلك البرامج والقلق من استخدامها فى أعمال تجسس وهو ما دفع المملكة العربية السعودية بإصدار حظر استخدام هذه البرامج نهائيا داخل حدود المملكة الشهر الماضى بسبب عدم وجود رقابة عليها؛ إضافة إلى خطورتها على الأمن القومى. وبحسب القانون المصرى يجب أن تمر كل المكالمات الدولية بشبكة المصرية للاتصالات التى تمتلك بوابة لمرور المكالمات الدولية، وهو ما يجعل المنع قانونيّا إلا أن تنفيذه هو الصعب بسبب تعدد هذه التطبيقات وانتشارها. وقد انتشرت عدد من التقارير والمعلومات التى تكشف عن أن تلك البرامج من صنعٍ إسرائيلى. وكشفت "فيتو" عن أن عددًا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوسط -المتحالف معها- يمكلون حسابات على تلك التطبيقات مما يثير العديد من التساؤلات حول حاجة هؤلاء إلى مثل هذه البرامج، مثل الدكتور عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة بمجلس الشورى والدكتور طارق الملط القيادى بحزب الوسط والدكتور أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط وعدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين، مما يثير العديد من المخاوف من كون الجماعة تستخدم تلك التطبيقات للتواصل فيما بينها وبين حلفائها فى الداخل والخارج دون أدنى رقابة على تلك المراسلات.