مذيع البرنامج مخاطبا المخرج، بعد عدة محاولات مضنية سابقة في استماتة أخيرة لإقناعه: صدقني يا أستاذ عمرو المشهد ده هياكل مع كل بتوع السوشيال ميديا، وهايعمل أعلى المشاهدات إحنا في عصر فيس بوك يا ريس.. عمرو المخرج محتجا بشدة: على جثتي... إنك تعمل المشهد الهزلي الفظيع ده، بقى يا راجل عايز تشوه الفيلم العظيم اللي عمله الممثل الراحل الكبير، والمخرج العبقري أستاذي العملاق، عشان شوية فيس بوك، وكلام فارغ لا يودي ولا يجيب... أنت مجنون ولا إيه ؟!! وبعدين أراهنك إذا كانت النجمة الكبيرة حبيبة النمر الأسود في الفيلم هاترضى تبوظ مشهدها العظيم ال «ماستر سين» اللي تألقت فيه.. بالكلام الفارغ اللي أنتم ناويين تعملوه ده، دا أنا كل ما يجي المشهد المبدع ده بالذات في التليفزيون عنيا بترغرغ بالدموع، وأبقى في قمة التأثر... حرام عليكم يا ظلمة؟!! تأتي الممثلة الكبيرة إلى البرنامج ويقنعها المذيع بأداء المشهد معه بروح عصرية ساخرة، مدعيا أنه لو كان هذا المشهد مُثّل في الوقت الحالي فلم يكن ليخرج عن الطريقة التي كتبها به رئيس تحريره حاليا، تقتنع النجمة على عكس المخرج، وتبدي تحمسا كبيرا للموضوع، ويستغل المذيع انشغال المخرج عمرو بأمر ما طلبه منه رئيس القناة، ويصور المشهد بمساعديه بعد أن أبلغهم موافقة المخرج على غير الحقيقة... الممثلة الكبيرة متمثلة دورها السابق وقد تقطع قلبها من لوعة الفراق: ما تسيبنيش.. موهمد... أرجوك... أنا بهبك موهمد... بهبك... المذيع مؤديا دور النمر الأسود في الفيلم الشهير: أنا لازم انزل مصر يا أوليجا... ثم مسترسلا بتأثر واضح: أبوكي كان عنده حق إحنا لازم نسيب بعض... بيقول لك مش عايز أحفاده ياكلوا فول، مش عايزهم ياكلوا طعمية، مش عايز بقهم يشطشط من الدقة المشعوطة على صحن الكشري، مش عايزهم يبيعوا مناديل في إشارات المرور... الممثلة الكبيرة وقد أغرقت عينيها الدموع: لا موهمد... لا... أنا بهب فول... أنا باموت في طعمية... مش لازم نهوط دقة ع الكشري موهمد، أهنا نقدر نشتغل وندخلهم مدارس هبيبي... المذيع مبررا: صدقيني ده كله هايتنسي يا أوليجا... الأيام والزمن هاينسوك كل اللي كان بينا... الوداع يا أوليجا.. الوداع... الممثلة بإصرار أكثر: مش ممكن موهمد... أنا مش ممكن أنسى ساندوتشات الهمبورجر اللي كلناها سوى، الشقة اللي عشنا فيها مع بعض، البطولات اللي انت حققتها هنا... كل هاجة.. موهمد... كل هاجة.. المذيع منهارا: لا يا أوليجا انت ما تعرفيش... ما تعرفيش... ما تعرفيش... الممثلة متعجبة بشدة: ما أعرفش إيه موهمد ؟ انت في هاجة مخبيها عليا؟!! المذيع معترفا: أيوه في سر خطير جدا ما كنتش قادر أقول لك عليه... الممثلة وقد استبدت بها الظنون: سر إيه موهمد؟!! المذيع في غاية الحزن والخجل: صحيح أنا كلت ساندوتشات الهمبورجر.. صحيح أنا سكنت معاكي في الشقة، صحيح أنا طلبت منك حاجات كتيرة، بس نسيت أقولك إني لازم انزل مصر حالا... عشان ما معيش أي فلوس ممكن أدفع بيها الحساب !!!!!. ضحك عارم وتصفيق حاد من كل من في الاستوديو، بينما تتناهى إلى أسماع الحاضرين أصوات صراخ ونواح تأتي من غرفة المونتاج ليتجه الجميع إليها في سرعة فزعين؛ ليجدوا عمرو مخرج البرنامج إثر علمه بأمر التصوير الذي تم دون رغبته، وقد تدلى متأرجحا من سقف الغرفة جاحظ العينين؛ وقد شنق نفسه من شدة الغيظ؟!!.