نائب مدير إدارة المخابرات الحربية الأسبق: التدريبات المشتركة تهدف إلى اكتساب خبرات جديدة مع الدول الكبرى والاستفادة منها في العمليات المختلفة المتابع الجيد للأوضاع في محيط المنطقة العربية يدرك جيدًا أن المنطقة تتعرض –في الوقت الحالى- لما يمكن وصفه ب"هزة" في جوانب عدة تؤثر في جميع العوامل التي تستند إليها أي دولة من أجل البقاء على قيد الحياة، سواء من أزمات اقتصادية وعسكرية وتهديدات خارجية، ليس هذا فحسب لكن هناك دولًا في المنطقة تشهد توترات وتهديدات داخلية مزمنة نتيجة الأحداث المختلفة والمتعاقبة عليها. مصر.. مركز ارتكاز العالم العربى، والرقم الصعب في المعادلة العربية والإقليمية بشكل كامل، والتي تواجه في وقتنا الحالى العديد من المخاطر وعلى رأسها محاربة الإرهاب، في مقابل التهديدات الإرهابية تلك اتخذت القيادة السياسية إجراءات التحديث والتطوير المستمرة من أجل الحفاظ على الغاية القومية والتي تتمثل في القيم والمصالح التي لا تقبل الدولة أي تضحية بها، ومن هذا المنطلق تبنت الدولة المصرية إستراتيجية جديدة في التحديث العسكري من أجل مواجهة المخاطر، كما أنها فتحت الأفق والتعاملات على جوانب متعددة من أجل التطوير العسكري في كل الأسلحة والمعدات، وعدم الاعتماد على مصدر واحد في تمويل السلاح، واضعة في اعتبارها أن الجماعات المتطرفة تطور أدواتها بشكل مستمر بمساعدة بعض الدول والأجهزة من أجل زلزلة كيان الدولة المصرية. وبدأت عمليات تفعيل الإستراتيجية الجديدة من خلال التواصل مع الجانب الروسى، والاتفاق على التعاون المشترك في العديد من المناورات العسكرية، إلى جانب التعاون معها في إمداد الجيش المصرى بالمعدات الحديثة، وذلك بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد والذي فتح سبل التعاون مع روسيا بشكل كبير، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية، حيث تسلمت القاهرة من موسكو منظومة صواريخ «إس – 300 بى إم» الروسية المضادة للصواريخ الباليستية، والمعروفة أيضًا باسم «أنتاى – 2500»، كما تسلمت القوات البحرية لنشات الصواريخ الهجومية، RKA 32 من طراز "مولينيا"، حيث أهدته روسيا لمصر. وتشهد الصحراء الغربية المصرية هذه الأيام واحدة من أشهر المناورات العسكرية المشتركة بالمنطقة والتي عرفت باسم «حماة الصداقة 2016»، بين قوات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوى الروسى، التي تقوم بعمل مناورة مشتركة بمصر وأفريقيا. التدريبات والتكتيكات التي تتم بجدية وإصرار وعزيمة بين الدولتين شهدت العديد من التحديث والتطوير في أساليب مختلفة لدى البلدين، حيث استخدمت 15 طائرة مروحية من بينها طائرات شحن عسكرية روسية من طراز «إيل 76»، إضافة إلى عربات قتالية وأكثر من 500 مقاتل. كما أدى رجال المظلات المصرية والإنزال الجوى الروسى القفز بالعتاد والمعدات من الطائرات على ارتفاع أكثر من 2000 قدم، وتم تبادل الأسلحة بين المتدربين المصريين والروسيين أثناء عمليات إطلاق النار، حيث أهدى المقاتلون الروس للقوات المصرية المشاركة رشاشات من طراز "أ كا إس-74" وقواذف القنابل "غى بي-34" و"غى بي-25" فيما قام الجنود الروس بتجريب إطلاق النار لأول مرة من البندقية المصرية طراز "إم 4". من جانبه قال اللواء ناجى شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، نائب مدير إدارة المخابرات الحربية الأسبق: "حماة الصداقة" تعتبر واحدة من التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة والتي تتنوع من سلاح لآخر مثلما يحدث في عمليات تنوع السلاح، ومعظم التدريبات التي أجرتها مصر مع الدول الأجنبية تتم على سواحل البحر، ولا تتم في عمق الدولة حتى لا يتم كشف مسرح العمليات المصري.