"المقدمات تؤدى إلى نتائج.. والتاريخ لا يُنسى"، عبارة تجسد علاقة حسام البدرى المدير الفنى للأهلي وعدد من نجوم كتيبة القلعة الحمراء الذي فشل المدرب، الشهير ب"الجزار" في التعامل معهم على الصعيد النفسى بالشكل الذي قاد في النهاية إلى رحيل هؤلاء النجوم هربًا من جحيم المدرب الشهير ب"تكشيرته" التي باتت بمثابة ماركة مسجلة باسمه. التعامل النفسي التعامل النفسى مع كتيبة النجوم أمر لم ولن يكون سهلًا، ولعل نجاح تجربتى البرتغالى مانويل جوزيه مع الأهلي وحسن شحاتة مع المنتخب الوطنى أكبر دليل على صعوبة المهمة التي تحتاج إلى مهارة خاصة في استيعاب النجوم، وإخراج أفضل ما لديهم من طاقات تفيد أنديتهم ومنتخباتهم، الأمر الذي يتمسك البدرى بالابتعاد عنه وفقًا لصفحات التاريخ التي تسرد "اضطهادات" بالجملة بين البدرى وعدد من نجوم الكرة المصرية الذين كان آخرهم عماد متعب مهاجم الفريق، الذي يواجه ظروف صعبة في رحلته مع الأهلي بسبب مخطط البدرى للتخلص منه وإجباره على الرحيل أو الاعتزال، رغم تمسك اللاعب الدولى برغبته في استكمال مشواره مع الكرة لقناعته بقدرته على العطاء ومواصلة هوايته في تمزيق شباك المنافسين. علاقات متوترة علاقة البدرى المتوترة مع متعب والتي باتت بمثابة حديث الساعة بسبب اضطهاد اللاعب المخضرم وإهانته "كرويًا" بتجميده خارج الحسابات تعد استكمالًا لدفتر أحوال البدري مع نجوم الأهلي الذين عانوا كثيرًا في تعاملهم مع المدير الفني الحالي للفريق والذي تسبب في رحيل بعضهم عن القلعة الحمراء لاتباعه سياسة الكيل بمكيالين كما يردد من دخلوا في أزمات سابقة معه. السطور التالية تسرد أبرز حكايات اضطهاد البدرى لعدد من نجوم النادي الأهلي وآخرهم عماد متعب أحد أبرز حبات كريز منتخب الساجدين الذي توج ب3 أمم أفريقيا في ولاية المعلم حسن شحاتة. أبوتريكة وجوزيه علاقة محمد أبوتريكة نجم الأهلي المعتزل مع حسام البدرى لم تكن على المستوى الجيد كما يعتقد البعض، بل شابها توتر ملحوظ في العديد من الفترات، ووصلت إلى ذروتها في نهاية ولايته الأولى، بعد أن خرج أبوتريكة بتصريحه الشهير عند سؤاله عن أبرز المدربين الذين تدرب تحت قيادتهم فأكد أنه الثنائى حسن شحاتة في المنتخب والبرتغالى مانويل جوزيه في رحلته التدريبية مع الأهلي، وهو ما أثار غضب البدرى وقتها خاصة وأنه كان المدير الفنى للأهلي. ويبقى تصريح أبوتريكة المثير ضد البدرى بمثابة إحدى القنابل التي فجرها أمير القلوب، بسبب فشله في التعامل مع شخصية البدرى العصبية والمتوترة، والتي أدت إلى تسريبات بالجملة وقتها، حول وجود مخطط من نجوم الأهلي للإطاحة به في ولايته الأولى بعد الخسارة أمام الإسماعيلي في الدوري، ومن ثم جاءت استقالته في طريق العودة إلى القاهرة، رغم تمسك حسن حمدى رئيس الأهلي وقتها ببقائه، الأمر الذي تجدد قبل عودته في الولاية الثانية بعد أن خرج البدرى وقتها وأعلن أنه جاهز لاحتواء كبار الفريق وانه سيعيد إصلاح ما أفسدته التسريبات في نهاية ولايته الأولى. تطفيش شوقى محمد شوقى أحد أبرز نجوم الكرة المصرية والأهلي في متوسط الميدان وأحد النجوم الذين سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب في رحلته الناجحة مع المنتخب الوطنى بأمم أفريقيا وكأس القارات، ويبقى أحد اللاعبين الذين رحلوا عن الأهلي بسبب اضطهاد حسام البدرى، حيث عاد شوقى للأهلي بعد تجربته في الدوري التركي إلا أنه واجه التجميد التام في ولاية المدير الفنى للأهلي الذي رفض الاعتماد عليه، وخرج شوقى وقتها مؤكدا أن البدرى قام بتطفيشه من الأهلي وانه لم ينل فرصته في تثبيت اقدامه من جديد بسبب ظلم المدير الفنى. دموع جيلبرتو الأمر لم يتوقف عند شوقى فقط بل ظهرت دموع الأنجولى سيبستيان جيلبرتو أحد أفضل المحترفين الأجانب الذين حضروا إلى مصر، بعد قرار البدرى بالاستغناء عن خدماته في واحدة من أكبر المفاجآت التي هزت الشارع الرياضى وقتها، حيث خرج البدرى وأعلن الاستغناء عن الظهير الأيسر الأنجولى الذي ودع الأهلي بالدموع في مؤتمر عقده مجلس الأهلي السابق له. وأكد جيلبرتو وقتها أنه كان يتمنى استكمال رحلته مع الأهلي، ولكن البدري كان له رأي مخالف، حيث ارتبط جيلبرتو بعلاقة تاريخية مع أنصار الفريق، وهدم البدري هذه العلاقة بقرار تاريخى بطرد اللاعب الذي كان ما زال قادرًا على العطاء لولا فرمان الجزار! إهانة بلال البدرى واصل رحلته مع تطفيش النجوم ولكن هذه المرة مع أحد أبرز الهدافين في الألفية الجديدة، أحمد بلال، مهاجم الفريق الذي رفض البدرى الاعتماد عليه وأجبره على الرحيل عن القلعة الحمراء بسيناريو محكم بمساعدة مدير الكرة وقتها هادى خشبة، حيث تم اضطهاد اللاعب وتجميده خارج الحسابات، بل امتد الأمر إلى الخناقات الهاتفية بين بلال والبدرى عبر هاتف هادى خشبة بسبب اعتراض بلال على اهانته في نهاية مشواره مع الأهلي. وخرج بلال وقتها عن صمته وهاجم البدرى وخشبة في اتصال هاتفى أكد خلاله أنه يتعرض لمؤامرة مكتملة الأركان لإجباره على الرحيل وهو ما حدث ونجح فيه حسام البدرى. الصقر والبدرى أحمد حسن عميد لاعبى العالم السابق، وأحد نجوم الكرة المصرية صاحب السجل الحافل من الإنجازات لم يسلم أيضا من لدغات البدرى، بعد أن دخل معه في أزمات بالجملة خلال ولايته، وتبقى مشاهد اعتراضه المتكررة على قرارات البدرى في استبداله بالمباريات حاضرة بقوة، كما حدث في لقاء القمة بين الأهلي والزمالك عندما قذف الصقر "الأيس بوكس" لحظة استبداله، واعترض أيضا في مشهد مكرر على استبداله في إحدى المباريات بالدوري، وباتت أزماته مع البدرى كطريق ممهد للرحيل بعد ذلك في ولاية البرتغالى مانويل جوزيه بعد أن عرف طريق الخلافات مع الأهلي بسبب إهانة البدرى له، على حد وصفه. فضيحة الاستوب ووتش أمير عبد الحميد وصيف عصام الحضرى حارس الأهلي الأسبق، وأحد الحراس الذين تعرضوا لظلم كبير بعد طرده من الأهلي، وذلك بشهادة أحمد ناجى مدرب حراس المرمى الحالى للمنتخب والأسبق للأهلي، كان أحد ضحايا البدرى بعد "خناقتهم" الشهيرة التي كانت بمثابة المسمار الأخير في نعش علاقة اللاعب مع الأهلي. الأزمة بدأت صباح اليوم السابق لمباراة المنصورة في بطولة الدوري، والتي أقيمت على ستاد المنصورة، حيث قام البدرى وقتها بإعلان قائمة المعسكر، وتم استبعاد أمير عبد الحميد وقتها في خطوة جديدة لمسلسل تجميد اللاعب وإجباره على الرحيل، إلا أن أمير رفض الصمت ودخل في "خناقة" شهيرة مع البدرى، امتدت إلى تبادل قذف "الاستوب ووتش" المتواجد أمام مكتب البدرى بينه واللاعب، وسط صيحات الغضب والسباب بين اللاعب والمدرب، في حضور علاء ميهوب المدرب المساعد للبدرى في هذا التوقيت. وخرج البدرى بعدها بعدة أيام وأكد حرفيًا خلال تواجده بجراج الأوبرا: "اللى هيعمل زى أمير عبد الحميد هدبحه" ومرت الأيام سريعًا بعد تلك الأزمة ورحل أمير عبد الحميد عن الأهلي، بعد أن فقد حلمه في خلافة الحضرى عقب هروبه إلى سويسرا للاحتراف في سيون موسم 2008". أزمة المحمدى القطرى حسين ياسر المحمدى كان أحد ضحايا البدرى أيضا، بعد أن تسبب في طرده من القلعة الحمراء وانتقاله إلى الزمالك، وخرج المحمدى وقتها وأكد أن البدرى أعلنها صريحة معه في جلسة خاصة "مش هتلعب يا حسين عشان أنت بتؤدى نفس دور بركات وأنا مقدرش أقعد بركات احتياطي!". كلمات البدرى وقتها للمحمدى كانت بمثابة الصاعقة خاصة وأنها قضت على أحلامه في تسطير مجد كروى له مع الأهلي بعد أن سبق وعانى المحمدى كثيرًا في رحلته مع البرتغالى مانويل جوزيه وتكرر الأمر مع البدرى الذي رفض منحه الفرصة وأعطى الضوء الأخضر لطرده من الأهلي قبل أن ينتقل اللاعب إلى الزمالك ويقدم معه أداء طيبًا. عماد متعب عماد متعب الشهير ب"مُتعب الحراس" يبقى آخر حلقات اضطهاد البدرى لنجوم الأهلي حيث عانى متعب كثيرًا مع البدرى في نهاية ولايته الثانية، حيث كرر البدرى استبدال اللاعب بشكل غير مفهوم في آخر مبارياته قبل رفض تجديد تعاقده مع إدارة الأهلي وتفضيله الرحيل إلى أهلي طرابلس الليبى لقيادته. البدرى اعتاد في نهاية ولايته الثانية استبدال متعب الذي كان يعلم في كل مباراة يشارك فيها بشكل أساسى أنه سيكون أول تغييرات "الجزار" بالشكل الذي أثر سلبًا على نفسيته وأدائه خاصة، وان المهاجم بحاجة لثقة المدير الفنى دائمًا، الأمر الذي نجح فيه محمد يوسف الذي تولى المهمة خلفًا للبدرى وقتها في إعادة الثقة لمتعب إلا أن البدرى عاد في ولايته الثالثة لاستكمال مسلسل تطفيش قناص الأهلي وأحد أفضل هدافي الكرة المصرية من خلال تجميده وإصراره على عدم منحه الفرصة في المشاركة بحجة عدم الجاهزية.
