خالد الشناوى : نستخدم الموسيقى لمحاربة البلطجية وحض الصيادين على النشاط تاريخ السمسمية أو " الكنارة الفرعونية" طويل , واستخدمها المصريون القدماء في أوقات السلم والحرب، إذ تم استخدامها لشحذ الهمم في حرب الاستنزاف, ورفع الروح المعنوية للشعب, ومع الاعتقاد الشائع أن السمسمية ولدت في مدن القناة , فإن ما لا يعرفه الكثيرون أن مركز المطرية بمحافظة الدقهلية هو من نقل الآلة لمدن القناة, ثم اندثرت في مدن الدقهلية، لترتبط الآلة باهالي بورسعيد والإسماعيلية. خالد الشناوي - عازف السمسمية الاول بمركز المطرية , رئيس فرقة الفنون الشعبية- يروي ل"فيتو" أسرار انتقال سمعة السمسمية من الدقهلية الي مدن القناة قائلا: السمسمية فى الاصل آلة فرعونية , وبعد اكتشاف الآثار فى صعيد مصر نقلها النوبيون إلي سائر انحاء مصر ,بعد أن رأوها مرسومة على جدران المعابد, وكانت في بدايتها مصنوعة من نصف ثمرة جوز و3 قطع من الخشب على شكل مثلث, ويتم تثبيت نصف ثمرة جوز الهند، ويغطى وجهها بغطاء من جلد الماعز, وجلب والاوتار من أمعاء الغزلان , وكانت 5 أوتار فقط , ثم جاء النوبيون أثناء حفر قناة السويس، وتمركزوا فى منطقة "الفرما", التى اصبحت بعد ذلك بورسعيد, ولكن أخذها عنهم أهل السويس، وأهل المطرية الذين كان يقتصر دورهم - فى ذلك الوقت- بنقل المعدات والمؤن والاغذية عن طريق بحيرة المنزلة للقائمين على الحفر، ونقلتها عائلة الشناوى الي هنا, وبعد حفر القناة انتقلت السمسمية الي الاسماعيلية وبورسعيد, لأن اغلب اهل بورسعيد من المطرية, ولأنهم يعملون في نفس المهنة وتمركز العديد من النوبيون بها . خالد مضيفا : تعلمت السمسمية من المرحوم احمد الشناوى , وكنت ابلغ من العمر 12 عاما, وكان "عم احمد" قد تجاوز الثمانين من عمره , وكان يجلس على شاطئ البحيرة ويطلق لخياله العنان , وهو يمسك بآلة السمسمية ، ومن حوله الاطفال, وكان عزفه يشجع الصيادين على العمل, فأهملت المدرسة انا وزميلى طاهر رجب، وكنا دائما نجلس بجواره حتي تعلمنا منه, وكنت سعيدا بهذه الآلة الرائعة , فعملت على تطويرها لأننى وجدت إمكاناتها محدودة , ومرتبطة بنمط معين, فابتكرت آلة ذات 6 أوتار و10 أوتار و12 وترا, والأخيرة تسمى "باص " , وصوتها غليظ, إنما ذات الاوتار الخمسة فصوتها رفيع , وقمت بشراء أجهزة تضخم صوتها تسمى "شفطة" سنة 1985, وكان ثمنها آنذاك 300 جنيه, وعلمت البنات ليغنين معي, وكنا نغنى للصيادين، وتابع :استخدمنا آلة السمسمية فى محاربة البلطجية من خلال الاناشيد التى كنا نكتبها ونعزفها على السمسمية, وهذا يسمى لدي الصياد "الحدى ودى", وتكون في الصباح , لأن الصياد يروق له استهلال يومه بالنشاط، وطلب الرزق , خاصة وسط استحواذ البلطجية على البحيرة وضيق الرزق, ويكون تأثير السمسمية رائعا للغاية , وللأسف عازفو السمسمية الآن 8 أشخاص فقط , أكبرهم العربى زكى جزار البالغ من العمر 57 عاما, وهو اقدم العازفين ,وجميعهم عازفون محدودون , عزف شعبى, لكني اعزف عزفا علميا, بالمقامات الموسيقية , ولكل آلة سمسمية تكنيك مختلف, مقام الحجاز وقال الماجير والمنير والنهاوند وعجم , واختتم الشناوي حديثه قائلا: أطور آلة السمسمية ، واقوم بتصنيعها بالمطرية وبورسعيد والسويسوالاسماعيلية , وتصنيع الآلة الواحدة يستغرق أسبوعين ، من خشب فرمان للمثلث, والمفاتيح من خشب الزان, والصندوق خشب سويدى ابيض ، والاوتار من سلك صلب رفيع او اسلاك التليفون , واقوم بصنع السمسية للشخص واضبطها له على المقامات والدوزان,ثم اقوم بتعليمهم كيفية العزف عليها ,وللاسف فإن الاورج والآلات الحديثة طغت عليها, فماتت السمسمية من قلب الشباب ولكنها مازالت موجودة فى قلوب الصيادين الذين يهاجمون بها البلطجية والفساد, وقد قمت بتأليف مقطوعات غنائية كثيرة بعد ثورة 25 يناير , منها مسرحية "فرح ياسيد الناس", كلها سمسمية, وذلك لإحياء هذا التراث من جديد .