تعتبر صناعة السفن ومراكب الصيد من أهم الصناعات في المناطق الساحلية, وخاصة فى كفر الشيخ , اذ توجد عدد كبير من الورش التى تقوم بتصنيع المراكب بمختلف الأحجام, بدءا من12 مترا طولا إلي32 مترا ,ويختلف تصميم كل منها حسب المقاس ونوع الصيد, فمثلا مركب «الشنشلا» الذي يقوم بالصيد علي عمق5 أمتار تقريبا، لابد أن يكون مرتفعا ,وهو النوع الذي يعمل في البحر حتي آخر حدود المياه الاقليمية, ويتحمل البقاء بالبحر لثلاثين يوما, وحمولته 100 طن تقريبا ,ويعمل عليه50 صيادا. تصميم السفن يقول أحمد رجب - صاحب ورشة - إن بداية صنع المركب يقوم الرسام بتصميمها على الخشب، ثم يقطع الخشب حسب الرسم ويفصل الحديد على نفس شكل الخشب, ويتم تقطيع الحديد باستخدام «لمبة»- انبوبة غاز وانبوبة هواء- يتم استخدامها فى تقطيع الحديد مثلما يستخدم المنشار فى تقطيع الخشب, ثم يتم تجميعها بمجرد الانتهاء من الاساس فى المركب ,وعادة يستغرق المركب الكبير سنة ليتم تصنيعه . ويضيف على فتحى - احد العاملين بورشة برج مغيزل- ان كل ورشة يمكنها أن تنتج 10 مراكب في العام حسب الطلب الخارجي، ورواج سوق الصيد داخليا, ويتم تصنيع المراكب الخشبية من أشجار الكافور والسنط واللبخ والتوت المشتراة من المناطق الريفية في محافظات المنوفية والغربية والبحيرة والدقهلية ,والأفضل الأشجار القديمة التي يزيد عمرها علي مائة عام ,والشجر الذي به اعوجاج يكون سعره أغلي, لأن الطلب عليه أكثر. مراكب الحديد أما ثروت عرفة -عامل لحام- فيقول إن الحديد هو الافضل فى تصينع السفن لأنه لا يحتاج إلا عمرة واحدة فى العام، عكس الخشب الذي يحتاج عمرتين كل عام, وعن مصدر الحديد الصاج المستخدم في المراكب يقول: يتم شراؤه من شوادر الحديد من بعض المراكب التي انتهي عمرها الافتراضي أو من صهاريج البترول وهناك الحديد المصري, ولكن المستورد أفضل , أما النوع الجيد من الحديد المصري فثمنه مرتفع, ويصل إلي6 آلاف جنيه للطن ويصنع بكثافة عالية, ولذلك لابد أن تكون طلبياته من هذا النوع مرتفع الكثافة كبيرة لا تقل عن 100 طن ,وهو ما يفوق قدرة أي ورشة. الأنواع المستخدمة في هذه الصناعة كما كان يحدث في الماضي, وسعر الطن منه لا يزيد علي350 400 جنيه. وسعر المركب24 مترا لا يقل عن700 ألف جنيه ,أما أكبر مركب قام بتصنيعه محمود الطرابيلي من الخشب فطوله34 مترا وعرضه 9,5 متر وقوته 1150 حصانا للصيد في أعالي البحار وتكلفته مليون جنيه. المراكب السياحية يقول مصطفى على - ميكانيكى سفن- ان هذه الصناعة لا تقتصر علي مراكب الصيد فقط, فهذه الورش تقوم بتصنيع المراكب السياحية المستخدمة في الغردقة وشرم الشيخ والمراكب النيلية, وتقوم بعض الورش بتصنيعها ,بل هناك ورش تصدر هذه المراكب إلي المناطق السياحية وقبرص واليونان وتونس ,وحجمها يتحدد حسب الطلب وإن كان أكبرها طوله30 مترا وعرضه 8 أمتار ويضم 9 كبائن, والتصميم الرئيسي واحد, ولكن الاختلاف يكون في الامكانات والتجهيزات, وتصميم أعلي المركب, ولا فرق بين مراكب السياحة أو الصيد إلا في الفرش والتجهيزات, أما أجهزة الملاحة فهي واحدة أزمات ومشاكل الريس سالم محمد يقول :رغم أن هذه الصناعة توفر العمل لآلاف من الصناع المهرة المحترفين وتمثل علامة مهمة لمجتمعات السواحل وتدر دخلا من العملة الصعبة من خلال التصدير, فكل ورشة تستطيع أن تقوم بتصنيع10 مراكب سنويا علي الأقل, وهكذا كانت الحال في نهاية التسعينيات, لكن العدد تراجع إلي أقل من40% تقريبا مما كان ينتج لأسباب , منها تراجع اقبالنا علي تصنيع مراكب جديدة بنسبة لا تقل عن70% نتيجة تراجع الصيد في أعالي البحار وأمام سواحل إريتيريا والصومال واليمن وليبيا, وصعوبة الحصول علي تصاريح الصيد, وصدور قرارات بوقف الصيد داخليا في البحيرات وعلي السواحل في مصر في فترات طويلة من كل عام.