فتح عينيه علي الدنيا فوجد نفسه حفيداً لأعرق عائلة في مجال مهنته فارتدي عباءة الآباء والأجداد وعمل بمهنة صناعة السفن فمنذ صغره وضع لمسته في بناء وتشييد العشرات من المراكب في مصر وخارجها إنه الحاج أحمد أحمد السمبوسكاني 63 عاما من كبار صناع السفن والمراكب بمنطقة طابية أحمد عرابي عزبة البرج بدمياط. بدأت أولي خطواته في هذه المهنة عندما عمل بورشة والده وجده وكان عمره وقتها 10 سنوات ويدرس بالمرحلة الابتدائية فكان يخرج من مدرسته متوجها إلي الورشة وكان أول مركب صيد صنعه بنفسه طولها 4 أمتار واستغرق فيها 4 شهور وقام ببيعها ب3 جنيهات، بمرور الوقت تشرب أصول الصنعة وأصبح صنايعي له ثقله ويعتمد عليه في غياب والده ثم سافر الحاج السمبوسكاني إلي العريش وشيد هناك 150 لانش صيد خلال 20 عاما بعدها جاءته فرصة للسفر إلي اليونان للعمل وهناك صنع 3 مراكب صيد ومن اليونان سافر إلي ليبيا وصنع 10 مراكب صيد في خلال عام ونصف العام وإلي جانب كل ما سبق عمل الحاج السمبوسكاني كبحار وجاب معظم بلاد العالم ومنها فرنسا، سوريا، إيطاليا، الهند، باكستان علي ظهر مركب تجاري يوناني وأصبح يتحدث أكثر من لغة لم يبتعد طويلاً حيث عاد إلي الطابية ومارس مهنة صناعة السفن مرة أخري لكنه لم يستقر طويلاً فمنها سافر إلي السعودية وعمل بجدة ومارس صناعة السفن بشكل مختلف لكنه لم يعجب بالحال هناك وعاد إلي دمياط واستقر بورشته ومنها أصبح معروفا بمعظم موانئ العالم في صنع المراكب والسفن. وعن أنواع المراكب يشير عم أحمد السمبوسكاني إلي أنها صيد إما أن تكون من غير موتور وطولها يبدأ من 4 أمتار وحتي 7 أمتار أو مزودة بموتور وتبدأ من 7 أمتار وحتي 30 مترا وقد يكون الموتور قوة 10 حصان وحتي 700 حصان وعلي حسب حجم المركب تكون قوة الموتور. وعن المركب السياحي فطولها علي حد قول عم أحمد يبدأ من 12 مترا وحتي 30 مترا وقد تكون بموتور واحد أو اثنين علي حسب طلب الزبون أما مراكب الفسح فهي من 10 أمتار وحتي 20 مترا وقوة الموتور علي حسب الحجم. وعن مراحل التصنيع يضيف الحاج السمبوسكاني أن الخشب المستخدم في تصنيعها هو شجر التوت والكافور حيث يتم تشقيق الخشب لعمل الآير أو الفورما ثم تقسم الضلوع وتجمع علي القرينة العمود الفقري للمركب ثم عمل البدل الجزء الأمامي الوسطنية الجزء الخلفي ثم يدخل المركب مرحلة التجليد بألواح خشب السواد من الخارج بعد ذلك يأتي دور الصنايعي الألفاط والذي يضع قطناً بين الألواح بعضها البعض لمنع تسرب الماء ثم تبطن بالمعجون ثم بالدهان ويتم تزيين المركب مع تجهيز غرفة القيادة علي ظهر المركب «غرفة الموتور»، الثلاجة ثم تأتي مرحلة التفتيش البحري ومعاينة المركب ومطابقتها للمواصفات. وفي النهاية يتمني عم أحمد السمبوسكاني ازدهار المهنة والتي كادت تنقرض بسبب وقف استخراج تراخيص مراكب جديدة مما دفع أصحاب المراكب القديمة ببيعها بأكثر من ثمنها بكثير استغلالاً للموقف بإعادة بناء المركب وتجديدها بترخيصها القديم.