اللواء محمد فرج عبد الله ،قائد بسلاح الدفاع الجوى سابقا، وأحد الذين أدوا خدمتهم العسكرية فى أرض المدينة الباسلة فى حرب أكتوبر عام 1973، يؤكد أن الغضب الذى أبداه البورسعيدية تجاه قرار فرض حظر التجوال على المدينة رد فعل طبيعي، لشعب مفرط الحساسية تجاه بلده، وقال فى حواره ل"فيتو" إن أهالى بورسعيد يشعرون بالتجاهل والظلم الحكومى، برغم ما قدموه من تضحيات لصالح البلد فى الحروب التى خاضتها مصر.. كيف تري شعب بورسعيد؟ - خدمت فى مدن القناة ما يقرب من 25 سنة، قضيت فى بورسعيد منها أكثر من 5 سنوات فى الفترة من 1972 وحتى 1977, وشعب بورسعيد عظيم يدافع عن حقه باستماتة، وهو مضياف، ولديهم احساس عال جدا بالاعتزاز بالنفس، وببورسعيد ، ولديهم غيرة حقيقية على بلدهم، ولا يقبلون أن تهان بكلمة واحدة ، ولديهم اعتزاز كبير جدا بالقوات المسلحة ، وفى فترة ما قبل حرب أكتوبر 1973، وما بعدها، كانوا ينظمون اللجان الشعبية فى عدد كبير من المواقع التى قد تكون مثار قلق، ليخففوا العبء على القوات المسئولة عن تأمين البلد من الداخل، وفى بعض المواقع الحربية أثناء حرب 1973 كان المتواجد فى تلك المنطقة من أهالى بورسعيد فدائيون فعلا، فكانوا يعاونون القوات المسلحة فى تحميل الذخيرة، وكانوا يقدمون كل المساعدات للجيش، وتقديم الطعام للجنود..وكانت بيوت بورسعيد كلها بمثابة استراحة لأفراد الجيش المتواجدين فى المدينة، وكنا نشعر أن البورسعيدية فخورون بنا لأبعد درجة، ولديهم اعتزاز عال جدا بالقوات المسلحة، وبعد الحرب وعبور القناة، احتفل الشعب البورسعيدى احتفالات صاخبة. هل يشعر أهالى بورسعيد بالظلم ؟ - إنهم يشعرون بالظلم والتجاهل من الدولة، لإحساسهم أن الحكومات لا تهتم ببورسعيد قدر اهتماهمها بمدن مثل القاهرة والإسكندرية، والبورسعيدية فى هذا يكنون احتراما وتقديرا عاليا جدا لشخص الرئيس الراحل أنور السادات، الذى جعل من بورسعيد منطقة حرة ، فأتاح لهم حرية البيع والشراء، ولكن بعد قرار الرئيس السابق بغلق المنطقة الحرة فى بورسعيد، تجدد الاحساس لديهم بأنهم مهمشون من الدولة، وزاد حنقهم على الحكومة، لأنحياة البورسعيدي كلها فى البحر، فهم يصطادون ويتاجرون فى عرض البحر، وإذا انهيت ذلك عندهم، فإنك بذلك تقضى عليهم، وفى الفترة الأخيرة من حكم الرئيس السابق، فى كل زياراتى لبورسعيد، كانوا دائمى الشكوى من الكساد الذى حل بالبلد، والتجاهل الحكومى لمطالب البورسعيدية، وغلق المنطقة الحرة. كيف تفسر الحساسية المفرطة من أهالى بورسعيد تجاه رجال الشرطة، وفى نفس التوقيت التقدير العالى لرجال الجيش؟ - رجال الشرطة مظلومون فى هذه الجزئية، فهم يلتقون بالمواطنين فى مناطق وأوقات صعبة، حيث يلتقى رجال الشرطة المواطنين فى أوقات التظاهرات، ويكونون مسئولين عن تأمين المنشآت العامة والحيوية، ولذلك يحدث الصدام بينهم وبين المواطنين الغاضبين فى هذا الموقف، وهو ما يولد انطباعا عاما لدى الناس بأن رجال الشرطة ضدهم, أما قوات الجيش فهى مكلفة بمحاربة عدو من الخارج، وهذا العدو يجعل الشعب يتكاتف مع أفراد الجيش، ويشعر بود كبير نحوهم . ما تقييمك لقرار حظر التجوال الذى فرضه الرئيس على مدن القناة؟ - قرار حظر التجوال فى غير محله، فهو خارج السياق، ولم يكن توقيته، فالاجواء ملتهبة، واتخاذ رئيس الجمهورية هذا القراركان الغرض منه إحكام السيطرة على مدن القناة، وفرض الأمن فى الداخل، وحماية المواطنين من البلطجية الذين يستغلون حالات الانفلات الأمنى فى ممارسة الأعمال الإجرامية. ماذا عن رد فعل شعب بورسعيد تجاه القرار؟ - هو رد فعل طبيعى لشعب يتفاخر بأنه ينتمى لتلك المدينة، وهو رد فعل نفسى تلقائى، من البورسعيدية الغيورين على بلدهم غيرة شديدة، وهو يمثل تبعات لرفضهم حكم المحكمة بالإعدام على عدد من المتهمين فى أحداث استاد بورسعيد، ورفض الحكم لدى أهالى بورسعيد، جاء لا شعوريا، لرغبتهم فى إظهار براءة بلدهم من دماء المصريين ، وليس أفرادا باعينهم سواء كانوا مذنبين أم لا. من تتذكر من أبطال بورسعيد ؟ - كل من شاركونا الحرب من أبناء بورسعيد كانوا أبطالا،ولكنى أتذكر بطولات اللواء محمد خضر، البورسعيدى الغرباوى، فهو من الغربية مولدا، ولكنه بورسعيدى المنشأ والمستقر، وقد قام بأعمال معجزة، فى التصدى للقوات الإسرائيلية، فكان مسئولا عن بعض أنواع الأسلحة الجديدة، وقام بنشر عدد من الكمائن بصواريخ الضبع الأسود، وكان يقوم باصطياد الطائرات الإسرائيلية بتلك الكمائن، وبالفعل استطاع بمفرده الإيقاع بسبع طائرات اسرائيلية فى منطقة بورسعيد. وهناك أيضا العميد محمد الحطاب، من الذين أدوا اداء بطوليا، وكان قائدا لفوج حربى ببورسعيد، واستطاع إسقاط عدد كبير من الطائرات، برغم أنه كان يعانى خسائر كبيرة .