فرية أخرى وإدعاء كاذب من سلسلة الادعاءات والأكاذيب التى يلفقها أعداء الإسلام لخير خلق الله صلى الله عليه وسلم يتهمونه فيها بأنه خالف أوامر الله تعالى وقاتل فى الأشهر الحرم كما قاتل فى الحرم المكى, على الرغم من أن الله تعالى قد فرض عدم القتال فى الأشهر الحرم وعدم القتال فى الكعبة البيت الحرام . الدكتور محمود مزروعة- أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر- يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وحبيب الله تعالى لم يكن ليعصى أمر الله تعالى, وقد أمره الله بقتال من يقاتله: ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم, ومن هذه الآية الكريمة يتضح أن الرسول أمر بقتل من قاتله, بل إن الله تعالى قال له "فاقتلوهم" وليس "قاتلوهم" لأن القتل أنكى وأشد من القتال "أى الاشتباك" وأوضح مزروعة أن ظاهر الآية الكريمة يؤكد أن قتال المشركين واجب على المسلمين أينما حلوا وأينما كانوا, لكن إن قاتلوا المسلمين أو تصدوا له,فإن قتالهم واجب, وقد قام الرسول بقتالهم لأنهم خرقوا العهد والاتفاقية التى كانت بينهم وبين المسلمين ولهذا كان قتالهم واجبا. الدكتور مصطفى مراد -أستاذ الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر- يقول:إن القضية هنا تتعدى الحدود لأنها تمس خير خلق الله تعالى, وأكد أن ما حدث هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بزيارة الكعبة فى نفس العام الذى فتح فيه الرسول مكة وحررها من قبضة الوثنية والرجس, وعند دخوله البيت الحرام وجد الاخطل عبد العزى التيمى, وقد كان هذا الرجل كافرا فأسلم ثم كفر بعد ذلك, ووهب حياته لمحاربة وقذف وسب الرسول صلى الله عليه وسلم, وكان يؤذى الرسول بألفاظه, وكان كثير الأذى للمسلمين بسبه للرسول الأكرم, فلما علم الرسول بسب هذا الرجل أهدر دمه, فلما وجده قاطعا للطريق أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ومتعلقا بأستار الكعبة ومانعا الرسول من حجة وزيارة الكعبة, أمر عليه الصلاة والسلام بقتله, فقتله رجل كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقال مراد إن قتل هذا الرجل كان يدخل فى حكم الحد وليس حكم القتل, لأن قتاله دخل فى حد قتال المحارب أى قاطع الطريق, وليس القتال الذى يحدث فيه اشتباك, واعتبر قتل عدو المسلمين من باب قتل حد لا قتل حرب . الدكتور إبراهيم عبد الشافى -أستاذ الشريعة الإسلامية, عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر – يقول: إن القتال فى الأشهر الحرم محرم من الله تعالى, وجرت عادة العرب عليه قديما, كما أن الله تعالى عصم المسجد الحرام وفرض الأمان فيه وعدم الاقتتال فيه, وعندما نجد آية تقول إنه يجب قتال من يقاتل فلابد أن هناك حكمة إلهية يقتضيها الله تعالى, وأوضح عبد الشافي أنه يجوز لدى الشافعية قتل من كان ذا جرم إذا التجأ الى المسجد الحرام, ولكن الحنفية يقولون إنه لايقتل حتى يقاتل هو بناء على نص هذه الآية الكريمة, ولفت عبد الشافى الى أن أعداء الإسلام يتربصون ويتصيدون, وهم ماهرون فى اصطناع تلك الاساءات للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والله تعالى عاصم النبي من الناس لقوله تعالى "والله يعصمك من الناس". قالوا عن الرسول صلي الله عليه وسلم يرى الأديب الروسى تولوستوي في كتابه الشهير «حكم النبي محمد وشىء عن الإسلام» أن شريعة محمد، صلى الله عليه وسلم ستسود العالم ، لا نسجامها مع العقل والحكمة.