عقب أزمة إذاعة حوار قديم لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، تباينت ردود الأفعال داخل "ماسبيرو"، ما بين من يشير إلى أن إبعاد صفاء حجازي من رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون لا تتعدى كونها "مسألة وقت"، وهناك آخرون يؤكدون أن إقالة رئيس القطاع الأخبار، مصطفى شحاتة، الورقة الأخيرة في ملف الأزمة، وكان أصحاب الرأي الأخير هم الأقرب لتقديم قراءة واقعية للأمور داخل "ماسبيرو"، حيث تشير كافة الشواهد إلى أن "صفاء" لن تخرج في الوقت الحالي من مبنى الاتحاد، وأن هناك أسبابا عدة تؤكد أن أسهم بقائها أكبر بكثير من التكهنات برحليها. ويأتي على رأس قائمة تلك الأسباب الثقة التي تتمتع بها سيدة ماسبيرو الأولى من جانب مؤسسة الرئاسة، ودعم مسئولين مقربين من الرئيس لشخصها واقتناعهم بقدراتها في تحسين الأداء، خاصة أنه في وقت سابق وأثناء تولي عصام الأمير قيادة ماسبيرو، كانت هناك اتصالات مكثفة من الرئاسة مع "حجازي" وشخصيات أخرى لوضع تصور كامل للنهوض بالمبنى. ثقة المؤسسة الرئاسية في "صفاء" لم تكن الأمر الوحيد الذي يدعم بقاءها على رأس المبنى التعيق، حيث تأتي أيضا تقارير الأجهزة المعنية بمراقبة نشاط الاتحاد الإعلامي، لتؤكد أن "الحوار البايت" لن يكون سببا في خروجها، حيث أكدت التقارير تلك عدم مسئوليتها عما جرى من أخطاء خلال الفترة الماضية، وتوضح أيضا أن أن قطاع الأخبار يعد بمثابة القطاع السيادي في المبنى، والذي يتلقى رئيسه تعليمات مباشرة من مؤسسات عليا في مقدمتها الرئاسة ومجلس الوزراء والجهات السيادية والأمنية لتغطية أنشطتها دون الحاجة إلى مراسلة رئيسة الاتحاد أو إخطارها بما يجري. قائمة أسباب بقاء "صفاء" تضمن أيضا الحديث حالة عدم الاتزان التي تشهدها الساحة الإعلامية بشقيها الخاص العام وتأرجح القرار بين الاستجابة لدعوات عودة منصب وزير الإعلام وإحيائه من جديد أو انتظار انتهاء البرلمان من إقرار قانون التشريعات الإعلامية الجديد وتشكيل الهيئات التي ستتولى مهمة ضبط الأداء الإعلامي المرئي والمكتوب، وبذلك يمثل عدم الاستقرار فرصة تصب في مصلحة "حجازي" للجلوس على كرسي ماسبيرو لفترة ما قبل الحسم للملف. ومما لا شك فيه أن أزمة البديل هي الأخرى واحدة من الأسباب القوية التي تسهم في اتجاه قيادات الدولة المصرية للإبقاء عليها في إدارة شئون الاتحاد، خاصة أن كل رؤساء القطاعات الحاليين قللت التقارير الرقابية والأمنية التي أعدها ضباط تلك الهيئات المعنيين بمتابعة نشاط المبنى من إمكاناتهم وقدراتهم الشخصية في تولي رئاسة ماسبيرو إلى جانب عدم التوافق، وتحديد شخصية من خارج المبنى يكون لها الثقل الإعلامي الذي يمنحها قيادة الاتحاد. شخصية رئيسة الاتحاد القوية ومقدرتها على توجيه العاملين تحت رئاستها كانت هي الأخرى دافعا حاليا لتفكير القيادات في منحها فرصة أخرى لعلها تتمكن من ضبط الإيقاع، مع الأخذ في الاعتبار أن المعلومات الواردة عن وراثتها تركة ثقيلة من الترهل الإداري والمالي في المبنى كانت في مقدمة الملفات التي أكدت عليها في لقائها برئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، عقب أيام من جلوسها على كرسي قيادة الاتحاد، ما كان سببا في تعاطف المسئولين معها وتقديم كل الدعم لها. ومن أبرز الخطوات الناجحة التي تم احتسابها ل"صفاء"، والتي كانت سببا في دعم التقارير الرقابية لها استطاعتها خلال فترة وجيزة من توليها المنصب إنهاء عدة ملفات عالقة منذ سنوات، وكانت تمثل أزمة بين التليفزيون وجهات خارجية بعضها يتبع جهات سيادية أبرزها مديونية الاتحاد لصالح الهيئة الفنية للأمن القومي جراء أعمال تطوير "ستوديو 5"، إضافة إلى عقد بروتوكول ناجح مع الشركة المتحدة للدعاية لرعاية محطات راديو النيل وتعديل عقود بريزنتيشن ونجوم "إف إم"، بما يجلب مزيدا من الموارد المالية لخزينة الاتحاد.