في موسم جني البلح بالواحات البحرية، يستعد يوسف محروس للقيام بدوره، كأصغر طالع نخل بالواحة، حيث يستطيع الصعود إلى النخل، التي تصل ارتفاعها أحيانا إلى 14 مترا، بواسطة حبال ربطت بطريقة معينة حول خصره، أو ما يعرف ب"المطلع". بعدها يبدأ يوسف في التسلق ببطء، واحتمال صلابة جريد النخيل وقسوته، الذي يتسبب له أحيانا في جرح يديه وقدميه الحافيتين، وعند وصوله إلى قمة النخيل، يبدأ محروس في قطف البلح واحدة واحدة، بعناية فائقة، ودون استخدام أدوات مساعدة، حتى لا يفسد البلح فيغضب صاحب النخل، يقل أجر الصبى. وبسبب المخاطر التي قد يتعرض لها يوسف أثناء طلوع النخل، فإن مهنة طالع النخل تحتاج إلى صبر ومهارة، فلا ينصح بها خلال اشتداد الرياح، والعواصف، التي تؤدى إلى تمايل راقص لقمم النخيل. ذلك بالإضافة إلى خطورة انحلال عقدة الحبل، فيسقط الصغير، أو تتهاوى قمة النخلة أثناء تسلقه لها، بسبب إصابتها بسوسة النخيل، أو ما يعرف ب«إيدز النخيل»، الذي يتسبب في هشاشة النخل، وضعفه. لكن يوسف مع ذلك يعتز بمهارته، التي لا تثنيه عن استكمال دراسته، حيث يدرس يوسف في الصف الثالث الإعدادي، ويتخذ من مهنته فرصة لتوفير مصروفاته الشخصية، فضلا عما تعطيه له المهنة من تميز، يشعره بالفخر بين أقرانه. وتعد مهنة طالع النخل من المهن القديمة، التي يتناقص عدد أفرادها عاما بعد عام، بسبب خطورتها، في حين أنها مهنة غير مربحة لصاحبها، حيث أنها من المهن الموسمية التي لا تتوفر إلا خلال مرتين فقط في العام، وهما موسم تقليم جريد النخيل، والثانية خلال جني المحصول. يذكر أن الطاقة الإنتاجية للواحات البحرية من التمر، تصل إلى 4600 طن في العام، وتتبع محافظة الجيزة، ومركزها مدينة البويطى، ويصل عدد سكانها إلى 50 ألف نسمة. يوسف يستعد لصعود النخل مهنة طالع النخل تحتاج إلى صبر ومهارة فقد يتعرض للجروح بسبب قسوة جريد النخل لكن ذلك لا يمنع يوسف من الفخر بمهنته يقطف البلح بعناية فائقة حتى لا يفسد ويحذر من صعود النخل خلال الأيام العاصفة تشتهر الواحات البحرية بجودة تمرها يهدد ايدز النخيل بسقوط طالع النخل المخاطرة من أجل لقمة العيش شر لابد منه يوسف ينهى عمله ويعود إلى دراسته
