ليس مجرد سيناريست معروف ومتميز، لكنه حالة شديدة الخصوصية، كرم النجار، السيناريست مسيحي الديانة، الذي كتب أحد أهم وأشهر الأعمال الدرامية الدينية في تاريخ التليفزيون، «محمد رسول الله». كرم النجار، الذي وصفه كثيرون بأنه يمتلك جرأة العقاد الذي كتب عبقرية المسيح.. يتحدث في هذا الحوار بمناسبة أعياد الميلاد.. هل الاحتفال بأعياد الكريسماس من طقوس الكنيسة المصرية؟ - حقيقة أن الاحتفال بالكريسماس يوم 31 ديسمبر، يخص الطوائف الغربية وحدها وليس الطوائف القبطية المصرية، فنحن نحتفل بيوم عيد الميلاد يوم 7 يناير، أما من يحتفل يوم 25 فهم الطائفة الكاثوليكية التابعون للطوائف الغربية، فنحن كنيسة شرقية، وليس لدينا ما يسمى بالاحتفال بليلة رأس السنة، فالمصرى القبطى الذى يحتفل بليلة رأس السنة لا يحاكى ولا يعبرعن الكنيسة الشرقية، إنما يقلد الغرب فقط ،أما عن احتفالى أنا والأسرة، فأنا مولود فى مدينة المحلة الكبرى، ولم نكن نحتفل بليلة رأس السنة، ولكن ما كنا نفعله هو الاحتفال بيوم 7 يناير،حيث نجتمع فى بيت كبير العائلة، ونأكل اللحمة والفتة بعد 33 يوما صياما عنها، واليوم التالى نأكل الكعك والبسكويت.. هذه كانت كل مظاهر الاحتفال فى المحلة،وتطور الأمر عندما ذهبت للجامعة فى الإسكندرية، حيث أتذكر حين كنت أنا وكل أقباط الإسكندرية وسكانها نحتفل بليلة رأس السنة على طريقتنا، حيث كنا نخزن كل ما هو قديم من أثاث أو زجاجات فارغة، أو أطباق صينى، ونأتى فى هذه الليلة ونقذف بها ونكسرها على الأرض، بحيث تحدث صوتاً مرتفعا يسمعه كل أهالى الإسكندرية فى صورة كرنفالية يسعد بها الجميع. هل هناك أقباط يحرمون الاحتفال بالكريسماس كما حرمه بعض مشايخ السلفية ؟ - أرى أن هذا الاحتفال ليس مفروضاً علينا، وليس من طقوسنا على الاطلاق، بل هى عادة مستوردة كان يحتفل بها الأثرياء فقط إلا أنها أصبحت عادة سادت كل مصر، ومن روج لها هم تجار أدوات الزينة والحلويات،واستفادت من الأمر الفنادق والمطاعم، أى أن الموضوع أصبح بمثابة عيد لترويج السلع، ولكن هذا لا يعنى ان الاحتفال به من المحرمات كما يقول البعض، فلا يجب أن أرى الاحتفالات من هذا المنظورلأنها تدخل البهجة على الناس والمصريون لا يحتفلون بأى مناسبة أو عيد على سبيل المظهرة، ولكنهم يتفنون فى الفرحة. هل يحتفل المسلمون معك بالعيد؟ - بالفعل.. أول من يهنئنى بالعيد هم اخوتي المسلمون، وتجد بيتى ممتلئاً عن اخره يوم عيد الميلاد، هذه هى مصر ولكن ليس كما يصورها هؤلاء الذين ينشرون الفتنة.. ويقولون اذا رأيت قبطيا فقل له «وشك اصفر ليه يا عكر».. ليس هذا هو الاسلام.. واقول لهم: هل جئتم بجديد لم يأت به النبى محمد منذ أكثر من 1400 سنة؟ هل هناك تخوف من نشر الفكر المتشدد خلال الفترة القادمة؟ - هذا لن يحدث.. وإن حدث فسيكون لفترة مؤقتة.. وأذكرك عندما جاء الفاطميون إلى مصر، وأمروا بتدريس المذهب الشيعى فى الأزهر، وكان من اشتراطات الدولة لمن يتولى وظيفة حكومية أن يكون شيعيا، فبمجرد أن انتهت الدولة الفاطمية عادت مصر مرة أخرى إلى المذهب السنى وبدون حروب، فهذه هى مصر. عليك ان تسأل أى مواطن عادى انت شيعى ام سنى فسيرد بعنف انا سنى.. اى اننا نرجع لأصولنا التى كنا عليها مهما طال الزمن. وأثناء الحوار دخل علينا الأستاذ عبد الجليل، جار النجار المسلم، كى يطمئن على صديقه الذى كان مريضاً فى الفراش, وبدت على عبد الجليل علامات الغضب، لأن أحدا لم يعلمه بمرض صديقه، وكاد يبكى عليه. وعلق السيناريست الكبير قائلاً: هكذا نحن.. لا فرق بين مسيحى ومسلم وعلى هؤلاء أن يتقوا الله.. ولا داعى لترويج الفتنة.. فالإسلام الحقيقى لا يدعو الى الفتنة . كلمة أخيرة بمناسبة اعياد الميلاد ماذا تقول؟ - اقول دامت مصر بخيرمادام ابناؤها يعبدون الله الواحد.