«الحدود زواجر في الدنيا وكفارات في الآخرة، وتطبيق الشريعة الإسلامية مطلب للمجتمع المصري، وهي واجبة بشروط، هكذا بدأ الشيخ أسامة حافظ- عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية- حواره مع «فيتو» مؤكدا أن النبي «صلي الله عليه وسلم» قد طبَّق جميع الحدود في عهده. حافظ اتهم الليبراليين بأنهم كاذبون ومزوِّرون، ويهدفون لهدم مؤسسات الدولة، وهذا نص مادار معه من حوار: هل المجتمع المصري بظروفه الحالية من الفقر والفساد مهيأ لإقامة الحدود؟ - الهدف من إقامة الحدود هو تحقيق العدالة الاجتماعية، التي هي جزء من تطبيق الشريعة، وبالتالي فالمجتمع في حاجة لها، وأعتقد أن المجتمع مهيأ لتطبيق الشريعة. هل شرَّع الله «الحدود» لتكون زواجر أم كفارات؟ - شرع الله يحقق الاثنين معا، زواجر وكفارات تحمي أموال البشر، وأعراضهم، وحياتهم فهناك عقوبات زاجرة وشديدة يكون الانسان معاقباً عليها في الدنيا أو مكفراً عنها في الآخرة، وفي المجتمع السعودي الجرائم تكاد تكون منعدمة، فالشريعة تطبيقها يكون «كفارة» يوم القيامة و«زاجر» في الدنيا. ما الحدود التي أقامها الرسول «صلي الله عليه وسلم» في عهده؟ - جميع الحدود التي جاءت في القرآن الكريم أقيمت في عهد رسولنا الحبيب، ليتعلم منها الجميع ويسيرون علي نهجها، والحدود التي يتضمنها القرآن هي خمسة حدود: الحرابة والسرقة والردة والقتل والزني، وما يليها الجنايات وهي القصاص وغيرها، فهي مرتبطة بأصحابها. هل كان عمر بن الخطاب سوف يقيم الحدود في زمننا هذا؟ - هناك العديد من الشروط التي يجب أن تطبق قبل تطبيق الشريعة، فمثلا حد السرقة لابد أن يكون السارق لديه اكتفاء ذاتي حتي لا يضطر الي السرقة، وهناك قدر معين من المال يستوجب الحد، بالاضافة الي عدم إتاحة المسروق علانية كأن يكون المال داخل خزينة، بالاضافة الي عديد من الشروط التي يجب ان تتوافر حتي يتم قطع يد السارق وتطبيق الشريعة الاسلامية، وفي حالة عدم توافر هذه الشروط لا يطبق حد الله عليه. بماذا تردون علي من يرون في تطبيق الشريعة ردة ورجعية وتخلفا؟ - من يقول إن تطبيق الشريعة ردة وتخلف يعبر عن ذاته وليس عن الشارع المصري، لأن أغلبية الناس يتفقون علي تطبيق الشريعة، والشارع المصري سيختار التيار الاسلامي وتطبيق الشريعة الاسلامية من خلال صناديق الانتخابات والاستفتاء علي الدستور الجديد. بماذا تردون علي من يرون في تلك الدعوة بحثا عن مصالح سياسية وليست لوجه الله؟ - من يقول بهذا يصف ذاته وعليه ان ينظر لنفسه، فالليبراليون هم الذين يكذبون ويزوِّرون ويريدون هدم مؤسسات الدولة، ولقد جاهدنا في سبيل نشر الدعوة الي الشريعة الاسلامية وعانينا السجون والمعتقلات، ومستعدون للموت في سبيل الشريعة وهذه مطالب الشعب التي ينادي بها، وقام باختيار التيار الاسلامي، كي يساعدهم في تحقيقها. ما البديل لعدم إقامة الحدود الشرعية؟ - لا يوجد بديل غير تطبيق الشريعة، لأن فيها مطاردة للفساد وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية ومكافحة للفقر، والشريعة أكبر من القوانين، وسوف تغير المجتمع للأفضل، والقوي السياسية التي تقف الآن عقبة أمام الجمعية التأسيسية كانت موافقة عليها، لكن الآن لا يريدون عدم الاستقرار ويعملون علي انهيار المؤسسات لمصالحهم الشخصية.