بعد سنوات طويلة من نفادها تعيد دار الكرمة للنشر والتوزيع تقديم رائعة محمد خليل قاسم «الشمندورة» من خلال سلسلتها «مختارات الكرمة». وتدور هذه الرواية بين أشجار النخيل وحقول الذرة وأمواج النيل وبيوت الطين، ففي وصف شيق وسرد خالٍ من المبالغة، تصور لنا «الشمندورة»، من خلال الطفل «حامد»، حياة النوبيين ومعاناتهم في ثلاثينيات القرن العشرين، وكيف كانت نكبتهم ومعاناتهم في سبيل الحصول على تعويض عن بيوتهم وأراضيهم التي دمرها الطوفان، بينما الجالسون في القاهرة لا يبالون عاش الناس أم ماتوا! لماذا يبالون وحياتهم تجري في يسر؟ لماذا يبالون وقد بدأت أراضيهم تحبل مثنى وثلاث في العام، بينما أتى الطوفان على أراضي الفقراء؟ وتمضي الأحداث ما بين السجن والترهيب والترغيب والإصرار، فكيف تكون النهاية؟ يُعتبر محمد خليل قاسم الأب الروحي للأدباء النوبيين، ولد بقرية قتة النوبية في عام 1922، التحق بكلية الحقوق جامعة فؤاد الأول، لكن بسبب ميوله الأدبية انتقل إلى كلية الآداب، انضم إلى الحركة الشيوعية عام 1944، وانخرط في النضال الوطني فلم يُكمل دراسته الجامعية، وعندما بطشت السلطة باليسار بعد ثورة 1952 قضى نحو خمسة عشر عامًا بين السجون والمعتقلات حتى خرج عام 1963، كتب الشعر والقصة، وترجم عددًا من الدراسات السياسية، وتُوفي عام 1968. «مختارات الكرمة» سلسلة تُعنى بنشر المنسي والنادر من الكتب العربية، وتُركِّز بصفة خاصة على الكتب التي اختفت من المكتبات، ولكنها ما زالت مهمة وممتعة ويبحث عنها القُرَّاء الجادون، من أبرز إصداراتها «مليم الأكبر» لعادل كامل، «مذكرات جندي مصري في جبهة قناة السويس» لأحمد حجي، «حديث شخصي» لبدر الديب و«الرحلة» لفكري الخولي.