* ما فعلته أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر ساهم في خلق الإرهاب نفسه * مصر من أعلى المؤسسات الدولية أمنيا وعسكريا في مكافحة الإرهاب * هناك موجة جديدة ومتطورة من الإرهاب ليس لها علاقة بأحداث سبتمبر * الأجهزة الأمنية في مصر تعاملت بشكل جيد ومتميز مع الجرائم الإرهابية * جرائم الماضى لم تعد موجودة حاليا * القوات المسلحة والشرطة استطاعت القضاء على التنظيمات الإرهابية في سيناء * التنظيمات الإرهابية استفادت من التكنولوجيا الحديثة في تطوير نفسها * الإرهاب يستهدف كل العالم من خلال تجنيد خلاياه وعناصره * الإرهاب سيضرب أمريكا لاحقا بطرق مختلفة عما حدث في هجمات سبتمبر قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني والإستراتيجي ومدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، إن الإرهاب يريد استهداف كل العالم من خلال تجنيد خلاياه وعناصره، لافتا بمناسبة الذكرى ال 15 لهجمات الحادى عشر من سبتمبر التي ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أن ما فعلته أمريكا بعد الهجمات ساهم في خلق الإرهاب نفسه، مشيرا إلى أن الإرهاب من الممكن أن يضرب أمريكا لكن بطرق مختلفة عما حدث في الحادى عشر من سبتمبر، مضيفا أن مصر تعد من أعلى المؤسسات الدولية أمنيا وعسكريا في مكافحة الإرهاب بالعالم، موضحا أن القوات المسلحة والشرطة المصرية استطاعت القضاء على التنظيمات الإرهابية في سيناء والتي كان يصل تعدادها ل 10 تنظيمات، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها بشكل جيد، والإرهاب يطور نفسه من خلال التكنولوجيا الحديثة.. وإلى نص الحوار.. *بداية.. هل أحداث الحادى عشر من سبتمبر كانت سببا في تطور الإرهاب بالعالم؟ الحادى عشر من سبتمبر حدث جدلى لم يتم إثبات حتى الآن من نفذ هذه الهجمات هل هو تنظيم القاعدة، كما قالت أمريكا حينها، وفى نفس التوقيت الحدث كان فصل من فصول الإرهاب في التوقيت التي كانت تقوده القاعدة. *كيف ترى تطورات العمليات الإرهابية في العالم بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر التي ضربت أمريكا؟ بعد 15 عاما من هجمات الحادى عشر من سبتمبر، هناك الآن موجة جديدة من الإرهاب ليس لها علاقة بالحادى عشر من سبتمبر، بدأت النزول إلى ساحة العمل الإرهابى، فمن الطبيعى للموجات الإرهابية أن تتطور مع تطور العالم، من خلال استقطاب عناصر جديدة، وأعداد أكبر بشكل غير متوقع، وأماكن أيضا غير متوقعة، وبطرق جديدة بدون إطلاق النار مثلما حدث في فرنسا مؤخرا، من اقتياد شخص لسيارة، ودهس العديد من المواطنين. *ما هي أسباب تعدد أذرع الإرهاب بالعالم؟ الإرهاب يريد استهداف كل دول العالم، أي تنظيم إرهابى يجند خلايا بكل مكان بالعالم، يزرع أشخاص ويجندهم، وهناك أيضا تنظيمات قائمة بالفعل في الدول العربية وأفريقيا، ويتواصلون مع بعضهم البعض. يحاول الإرهاب دائما توصيل صورة للعالم بأنه متواجد، حتى في حال أنه لم يقم بعمليات، يحاول أن يثبت تواجده وأنه لديه فروع بالعالم، وتنظيماته قائمة بالفعل وقادر على القيام بعملياته الإرهابية. *هل تعامل أمريكا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر من خلال شن هجماتها كان صحيحا؟ ما فعلته أمريكا بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر، ساهم في خلق الإرهاب نفسه، وهو سبب من أسباب ظهور تنظيم داعش الإرهابى، نظرا لأنه عندما احتلت أمريكاالعراق، تجمعت عناصر لمقاومة الاحتلال ومن هنا تشكلت الجماعات، وأيضا حدث نوع من الاحتقان بين السنة والشيعة هناك. ما حدث في العراق حدث أيضا في أفغانستان عندما دخلت أمريكا، خرج تنظيم طالبان لمقاومة أمريكا، حتى أصبح حاليا تنظيما عالميا، كل ذلك ساعد وساهم بشكل رئيسى في خلق الإرهاب بالعالم. *هل تعاملت الأجهزة الأمنية بشكل صحيح مع الجرائم الإرهابية التي وقعت بعدد من المحافظات؟ الأجهزة الأمنية تعاملت بالطبع بشكل جيد ومتميز مع الجرائم الإرهابية، والدليل على ذلك أننا حاليا نقف بمحطة إيجابية بالمقارنة بعامي 2013، 2014، من حيث العمليات التي كانت موجودة في سيناء، والتفجيرات التي حدثت بمديرية أمن القاهرة، ومديرية أمن الدقهلية، كل ذلك لم يعد موجودا حاليا، وهو محل إشادة من الجميع بالنتائج الإيجابية التي تحققت، ليس بشكل نهائى، لكن بشكل أفضل بكثير من الماضى، وخاصة أنه لا يوجد دولة بالعالم تعلن أنها قضت على الإرهاب تماما بشكل نهائى، لكن ما تحقق أفضل بكثير من سابقيه، والدليل على ذلك أن كافة التنظيمات الإرهابية حاليا وخاصة جماعة الإخوان في قبضة الشرطة والعدالة حاليا، ويتم محاكمتهم، وهى محطة متقدمة من محطات مكافحة الإرهاب. *ما هو تقييمك لمواجهة القوات المسلحة والشرطة لتنظيم داعش الارهابى في سيناء؟ القوات المسلحة والشرطة استطاعتا أن تقضيا على كافة التنظيمات الإرهابية في سيناء والتي كانت تصل إلى 10 تنظيمات إرهابية، وكانت تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي هناك، وكانت أيضا تأخذ الأهالي شبه رهينة لديها، لكنه الآن في 2016 أصبح ذلك تنظيما واحدا، بفضل ما قامت به القوات المسلحة والشرطة هناك. وأيضا انحصر بشكل كبير جدا الإرهاب في سيناء وخاصة بعدما كنا نتحدث كل يوم عن استشهاد عناصر من قوات الجيش والشرطة، وأصبح الآن الإرهاب مشتتا، بفضل الأدوار التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة. *كيف ترى التطور النوعي للعمليات الإرهابية التي تقع في سيناء تحديدا؟ لا يوجد تطور نوعي للعمليات الإرهابية التي تقع في سيناء، نظرا لأننا حاليا نتحدث عن حالة انحسار للإرهاب، بعدما كان يفجر ويقتل ويذبح الأهالي، أصبحنا اليوم نتحدث عن زرع عبوة ناسفة على الطريق، أو إطلاق نيران عشوائى على الأكمنة، لذلك فما نتحدث عنه اليوم هو انحسار للإرهاب وليس تطورا. *بماذا تنصح الأجهزة الأمنية المعنية للقضاء على التنظيمات الإرهابية؟ أنا لا أنصح الأجهزة الأمنية بشيء، نظرا لأنها تعرف كيف تعمل جيدا، لكنى أنصح باقى أجهزة الدولة الأخرى، من تعليم وأزهر ومجلس وزراء وثقافة وشباب، أن يقوموا بدورهم في مكافحة الإرهاب، هي الأخرى، وأن تمارس أنشطة ثقافية تستقطب الشباب، بعيدا عن الفكر المتطرف، وإن لم تقم هذه الأجهزة بدورها فنحن نحكم على الإرهاب بالاستمرار. *هل تعتقد أن التنظيمات الإرهابية استفادت من الثورة الهائلة في تكنولوجيا المعلومات؟ بالطبع استفادت هذه التنظيمات من هذه الثروة، مثلما يتطور أي شيء بالعالم، حيث إنها بدأت تطور نفسها من خلال التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وكافة الأدوات التي تمكنها من التواصل مع بعضها البعض، وما يحدث في أوروبا الآن دليل على التطور، حيث إن فرنسا شهدت ما يقرب من 15 عملية إرهابية خلال عام، وأيضا ألمانيا والدنمارك وحتى أمريكا نفسها، وهو دليل أن التنظيمات الإرهابية الكبيرة بدأت تتعاون في العمل التكنولوجى، وأصبحت تدرب عناصرها على التكنولوجيا الحديثة، والدليل على ذلك أن تنظيم داعش تبنى كل العمليات في أوروبا من خلال بيانات رسمية، وهو دليل واضح على التواصل التكنولوجى بينهما. *هل هناك مكافحة حقيقية للإرهاب في مصر؟ بالطبع هناك مكافحة حقيقية وناجحة للغاية، ومن أفضل أنواع مكافحات الإرهاب في العالم، وتعد مصر أعلى مؤسسة دولية على مستوى العالم أمنيا وعسكريا في مكافحة الإرهاب، ولجنة مكافحة الإرهاب على مستوى العالم في الأممالمتحدة اعترفت بذلك، وباقى الأجهزة من مؤسسات الدولة لابد أن تقوم بدورها أيضا في هذا الصدد. *هل تتوقع إعادة هجمات الحادى عشر من سبتمبر في أمريكا مرة أخرى؟ التاريخ لا يعيد نفسه مرة أخرى نظرا لأن كل وقت له آليات أخرى، ومن الممكن أن يضرب الإرهاب أمريكا مرة أخرى لكن ليس بنفس هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وخاصة أن هناك أفكارا جديدة يستخدمها الإرهاب، مثلما حدث في الملهى الليلى بأمريكا عندما دخل شخص وفجر نفسه وقتل ما قتل وأصاب الكثيرين، وهو شكل من الأشكال الجديدة للإرهاب التي لا تحتاج إلى طائرات أو صواريخ أو غيره، بل إنه ربما يصيب ويقتل أكثر من الطرق الأخرى.