مرت ستة وثلاثون عامًا على رحيله، إلا أن هذه السنين التى غابها العندليب الأسمر كأنها ما مرت. فمازال فناننا الغائب يتربع على عرش الغناء والقلوب، ولا نزال نذكر عامًا بعد عام الفنان الذى رحل عن الدنيا بجسده، والذى اخترق بقوة روحه وعظمة فنه حاجز الموت، فجعل الملايين يعشقونه غائبًا ربما أقوى مما كانوا يعشقونه حيًا. هو عبد الحليم على إسماعيل شبانة، الملقب بعد دخوله عالم الغناء ب "عبد الحليم حافظ"، نسبة إلى رائد الإذاعة حافظ عبد الوهاب. التحق "حليم" بمعهد الموسيقى وتخرج منه ليعمل مدرسًا للموسيقى بمدرسة الزقازيق الابتدائية، حتى عمل بالإذاعة عازفًا، ليأخذ بعد ذلك طريقه للغناء. خلال مشواره الفنى حقق حليم شهرة ومجدا عاليين، بعد أن تعامل مع 23ملحنًا، أبرزهم بليغ حمدى، والموسيقار محمد عبد الوهاب، ومحمد الموجى، وكمال الطويل، وعمل مع 42 مؤلفا وكاتبا للأغنية منهم حسين السيد ومحمد حمزة ومأمون الشناوى والأبنودى، وأول أغنية غناها "لقاء"، عام 1950 لصلاح عبد الصبور، وألحان كمال الطويل. قام ببطولة 16 فيلما، غنى فيهم 71 أغنية، منها أفلام (لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، ليالى الحب، أيام وليالى، موعد غرام، دليلة، بنات اليوم، فتى أحلامى، شارع الحب، الخطايا ، يوم من عمرى، حكاية حب، وقدم لإحسان عبد القدوس وحده ثلاثة أفلام هى الوسادة الخالية، البنات والصيف، أبى فوق الشجرة)، وقدم أربعة برامج غنائية للإذاعة هى (أدهم الشرقاوى، معروف الإسكافى، فتاة النيل، وفاء). قدم 48 أغنية وطنية، وغنى أول أغنية أفراح فى زفاف هدى ابنة جمال عبد الناصر كلمات حسين السيد، ولحن منير مراد، قال عنه المطرب عبد الغنى السيد، حين سمع صوته "سوف أعتزل الغناء بعد ظهور عبد الحليم مطرب الزمن القادم".