سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. زيارة إلى غرفة نوم "العقاد".. الإمام "محمد عبده" تنبأ له بالمستقبل.. أنهى مراحل تعليمه فى الابتدائية.. تحدث ب 9 لغات..هرب من مصر خوفًا من "هتلر".. وعشق "مى زيادة" و"مديحة يسرى"
تحتفل محافظة أسوان فى الشهر الجارى بالذكرى ال49 لرحيل عباس محمود العقاد؛ حيث إنه توفى يوم 12 من مارس عام 1964 بالقاهرة، ودفن فى مقبرة أنشئت خصيصًا له بمدينة أسوان يوم 13 مارس من نفس العام، وهى موجودة حتى الآن أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمدينة أسوان، وأمامها تمثال للكاتب الراحل، اختارت المحافظة الاحتفال بذكرى رحيله سنويًّا؛ حيث إن ميلاده كان فى 28 يوينو 1898؛ لأن هذا الشهر من أشد أشهر الصيف حرارة بأسوان، ويصعب على العديد من الضيوف القدوم للاحتفال؛ حيث إن الاحتفالات فى بدايتها كان يأتى إليها جميع الأدباء والشعراء من الدول العربية المختلفة، لذلك تحددت احتفالات العقاد بذكرى رحيله. ترجع أصول العقاد إلى العراق؛ حيث إنه ذو أصول كردية، وجاءت أسرته إلى مصر واستقرت فى محافظة دمياط، وكان جده يعمل فى غزل خيوط الصيد، لذلك اكتسب لقب العقاد؛ وأصبح لقبًا للعائلة، ثم جاءت العائلة واستقرت فى محافظة أسوان، والتحق العقاد بمدرسة المواساة الابتدائية، وذات يوم وأثناء زيارة الإمام محمد عبده للمدرسة، طلب قراءة بعض من المقالات التى يجتهد التلاميذ فى كتابتها، فقرأ المقال الخاص بالتلميذ "عباس محمود العقاد"، وفى ذلك الحين قال جملته الشهيرة التى أثرت فى حياة العقاد "ما أحرى لهذا الطالب أن يكون كاتبًا فذًّا"، وصدقت نبوءة الإمام محمد عبده، وصار كاتبًا عظيمًا. أنهى العقاد تعليمه عند المرحلة الابتدائية، وعمل كاتبًا فى هيئة البريد بأسوان، ولكن كان مطلعًا، ويحب القراءة، لذلك حاول أن يثقف ذاته بالقراءة فى جميع المجالات حتى أصبح صحفيًّا بصحيفة الدستور فى هذا الوقت، ثم انضم إلى حزب الوفد، وكان صديقه المقرب سعد زغلول. حرص العقاد على تعلّم العديد من اللغات، ولكن جميعها بمحو الصدفة؛ حيث إنه كان يجيد 9 لغات، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعبرية والألمانية، وغيرها من اللغات الأخرى، وكان دائمًا يتحدى أن يجيد أحد من أهل الدول التى يتحدث بلغاتها أفضل منه. يقول مدير عام قصر ثقافة العقاد السابق، محمود الزمراوى: إن العقاد كان يتعلم اللغات المختلفة فى المحن التى يمر بها؛ حيث إنه فى إحدى المرات أثناء إحدى الجلسات البرلمانية فى عهد الملك فؤاد قال: "نحن على استعداد أن نسحق أكبر رأس فى البلد إذا عبث بالدستور"، وفى ذلك الوقت اعتبرت هذه الجملة إهانة فى الذات الملكية، وحكم عليه بالسجن لمدة 9 شهور فى السجن الخاص بالإنجليز، ومن خلال معايشته معهم تحدث الإنجليزية بطلاقة، وبعد قضاء المدة المقررة لحبسه خرج إلى ساحة سعد زغلول فى ذلك الوقت التى يطلق عليها حاليا "ميدان سعد زغلول"، وقال: "ها أنا فى ساحة الخلد أُولَد"، ويشير بتلك الجملة إلى أنه ولد من جديد بعد 9 أشهر سجن، وهى المدة التى تحمِل فيها الأم بمولودها. وأضاف الزمراوى ل"فيتو": إن العقاد لم تنحصر كتاباته على لون واحد؛ فقد كتب المقال والرواية والعبقريات، وكتب فى السياسة، يُذكر أنه عندما أشيع أن "هتلر" سيأتى إلى مصر وأنه قال: أول من أبحث عنه "الكاتب عباس محمود العقاد"؛ الذى كتب عنه "هتلر فى الميزان"، ترك "العقاد" مصر، وغاب عنها عامًا ونصف العام ليختبئ من "هتلر"، وعاش تلك المدة فى السودان، موضحًا أن العقاد لم يتزوج، ولكنه أحب مرتين؛ الأولى الشاعرة اللبنانية "مى زيادة" التى كتب لها رواية "سارة" التى تعد من أشهر رواياته، وتكاد أن تكون الرواية الوحيدة التى كتبها، والثانية عندما عشق الفنانة "مديحة يسرى" وطلب منها الزواج، واشترط عليها أن تترك الفن، ورفضت مديحة يسرى، وتزوجت من أخر، وبسبب ذلك طلب من أحد أصدقائه الرسامين أن يرسم له لوحة فيها طبق عسل سقطت فيه ذبابة، وكان يقصد بذلك حياتها الجديدة، وعندما كان يُسأل عن الزواج يبرر أنه لا توجد امرأة تقبل أن تعيش مع شخص يقضى معظم وقته مع كتبه. وقال مدير قصر ثقافة العقاد بأسوان، ممدوح السيد مرسى: إن العقاد كان لديه كلب يسميه "بيجو"، عندما توفى ذلك الكلب تأثر العقاد جدًّا بفراقه؛ حيث إنه كان صديقًا له، ويقضى معه معظم أوقاته، وبعد وفاته كتب له قصيدة يرثيه فيها. وأضاف ل"فيتو": إن قصر ثقافة العقاد الموجود حاليا على كورنيش النيل بمدينة أسوان، والمعروف باسم مكتبة العقاد، كان قديمًا مدرسة العقاد الثانوية، وعام 1990 تم تحويله إلى مركز ثقافة العقاد، وذلك يوم 13 مارس فى ذكرى رحيله بذلك العام، وكان "قدرى عثمان" محافظًا لأسوان فى ذلك الوقت، واقترح إنشاء القصر تخليدًا لذكرى الكاتب الراحل، وبه حجرة يطلق عليها متحف العقاد؛ حيث إن بها حجرة نومه ومقتنياته الشخصية، وكتبه وملابسه، وبعض الشهادات التقديرية التى حصل عليها منذ عهد الملك فاروق، وجمال عبد الناصر، وحتى عهد حسنى مبارك؛ عندما حصلت أسرته على جائزة تقديرية فى احتفال العلوم والفنون بعد وفاته.