شهد شارع دميان بحدائق حلوان، أكبر مفاجأة مدوية سمعها السكان، عندما حضر رجال الشرطة مدججين بالأسلحة وطوقوا الشارع وصعدوا إلى الطابق الثالث في أحد العقار وقاموا باصطحاب "فاطمة" الموظفة المعروفة بالبنك المركزى، ووضعها في سيارة الشرطة وغادروا إلى قسم شرطة حلوان. حالة الذهول سادت حالة من الذهول قاطنى المنطقة، ما الذى يحدث ولماذا اقتادوا السيدة المحترمة بتلك الطريقة؟، وتوجه عشرات المواطنين إلى قسم الشرطة لمعرفة ما الذي يحدث، كانت المفاجأة مدوية عندما ذكر ضابط الشرطة بأنها متهمة بتوظيف الأموال والنصب على المواطنين، وقف الجميع يتلعثم في الحديث، كيف تنصب سيدة محترمة وليس عليها شيء.. لم تمر دقائق معدودة حتى حضر 3 أشخاص وطالبوا بتحرير محضر يتهمون فيه موظفة البنك المركزى بالنصب عليهم الاستيلاء على أموالهم بقيمة 3 ملايين جنيه. تحويشة العمر راحت عندما سمعوا ذلك أخذ كل منهم ركنًا بعيدا وظل يفكر في مصيبته بأن "تحويشة العمر راحت"، حلم كل منهم تهدم فوق رءوسهم، وأصبحوا عراة... ماذا يفعلون... مرت دقائق معدودة عليهم وكأنها دهر كامل وقرورا إحضار صور إيصالات الأمانة التي عليها وتقديم بها بلاغات للجهات المختصة. ضحايا النصب وظل كل واحد منهم يفكر في طريق عودته إلى المنزل كيف يخبر أسرته بأنه سقط ضحية لنصابة، وماذا يفعل في زفاف نجله الشهر المقبل والآخر الذي جمع ثروة ووضعها بين يديها وأراد شراء مسكن لأسرة ليجتمعوا فيه، وآخر يريد أمواله لمساعدة شقيقة المريض، وكل في مصيبته تائه. كشف المستور كان اللواء أيمن لقية، مدير مباحث الأموال العامة بالقاهرة، تلقى بلاغًا من نقيبة فنى على المعاش تتهم فيه فاطمة رمضان، موظفة بالبنك المركزى بالاستيلاء على أموالها. وأضافت في بلاغ أنها ذات يوم توجهت إلى المتهمة طالبة برد أموالها رغبة منها في شراء شقة، فظلت المتهمة تماطل المجنى عليها أسابيع كثيرة ما دفعها إلى تقديم البلاغ، فضلًا عن تأخرها في سداد الأرباح الشهرية المتفق عليها بينهم. توظيف الأموال وقدمت المجنى عليها إيصالات أمانة للمتهمة بتوقيعها، وبإجراء التحريات، أكدت صحة بلاغ المجنى عليها ومزاولة المتهمة نشاطا غير مشروع في توظيف الأموال ومخالفة القانون، وجمع ملايين الجنيهات من المواطنين بحجة استثمارها، وأثناء اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط المتهمة حضر 3 سيدات أخريات اتهمن الموظفة بالاستيلاء على أموالهن والنصب عليهن. اعترافات المتهمة وعقب تقنين الإجراءات انتقل اللواء أيمن لقية مدير الإدارة وبصحبته القوة المرافقة وتمكنوا من ضبط المتهمة، بمواجهتها بما هو منسوب إليها اعترفت ولم تنكر أقوال المجنى عليهم. وأضافت المتهمة في اعترافاتها، بأنها تعمل موظفة بالبنك المركزى من الفئة ألف وتحصل على راتب كبير، لكنه لم يكن يكفى متطلباتها، فقررت استغلال شقيقتها في استقطاب الزبائن لها لاستثمار أموالهم مقابل نسبة شهرية. الاستيلاء على الأموال وأشارت أن شقيقتها لديها حضانة للأطفال بمنطقة حدائق حلوان، فطلبت منها تعريفها على أسر الأطفال وهى تستدرجهم لوضع أموالهم لديها وتشغيلها في الأدوات الطبية والكهربائية والمستلزمات الزراعية وتدر دخلًا كبيرًا يتراوح من 10 آلاف حتى 30 ألف جنيه شهريًا حسب المبلغ المالى الموضوع، فضلا عن قيام المتهمة بالتوقيع على إيصالات أمانة باستيلاء الأموال. مكتب لمزاولة المهنة وأوضحت المتهمة أنها فتحت مكتبا في المنطقة وزادت شهرتها حتى أصبحت مقصد كل نطاق حلوان والمناطق المجاورة من بينهم مدرس وضع مليونا و160 ألف جنيه، ومليون جنيه من مدير عام بالشركة المصرية للبترول، و300 ألف جنيه من ربة منزل، و400 ألف من كبير ممرضين، وغيرهم من الضحايا. المضاربة في البورصة واستكملت المتهمة بأنها كانت تعيش حياة رغدة ولديها أموال كثيرة تفعل ما تشاء، لكن "تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن" وضعت الأموال في البورصة للمضاربة، مشيرة إلى أنه في البداية حققت نجاحا كبيرًا حتى وصلت الأموال 30 مليونًا ولكنها خسرتها جميعًا، ما جعل الأرباح الشهرية لأصحاب الأموال تتراكم عليها، وقدموا البلاغات. حبس المتهمة 15 يوما حاولت المتهمة لقاء المجنى عليهم وطلبهم مهلة لمدة سنة لجمع أموالهم حيث تضع وديعة داخل البنك المركزى بفوائد عالية جدًا لا يحصل عليها أي شخص، ولكن الضحايا رفضوا وحاولوا الفتك بها، ونجح رجال المباحث في إبعادهم والفصل بينهم. وكشفت تحقيقات النيابة أن الضحايا وصلوا حتى الآن 31 شخصًا بإجمالي مبالغ مالية 9 ملايين جنيه ومازالت البلاغات تقدم إلى مباحث الأموال العام، وقررت النيابة حبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضى المعارضات حبسها 15 يومًا.