كانت الفكرة بريئة تماماً، بتخصيص زي موحد لطلاب المدرسة، بهدف تحقيق الانضباط داخل وخارج المدرسة، لكن «اليوني فورم» تحول إلي «سبوبة» لتربيح أصحاب المدارس ومصانع الملابس، «البيزنس» ضخم للغاية، يقدر بالملايين، ومتوسط سعر «اليوني فورم» للطالب الواحد يتعدي 1000جنيه، ففي الماضي كان الزى يقتصر على القميص والبنطلون فقط، أما ألان ومع الربح الخيالي الذي تحققه المدارس، فقد اختلف وأصبح الزى يشمل قميصين وبنطلونين وحذاء وجاكت للشتاء فضلا عن الترينج الرياضي وحذائه والشنطة، ويكون هذا غالبا بالمدارس الخاصة واللغات، وتباع للطلبة بأسعار عالية، حيث يبلغ سعر القميص الواحد حوالي 80 جنيها و100 للبنطلون وأكثر من 150 جنيها للترينج الرياضي و90 جنيها للحذاء و60 جنيها للشنطة، 20 جنيها للحزام، و30 للكاب وتقوم المدرسة بإجراء تعديل بسيط في شكل الملابس، لعدم لجوء الطلاب إلى استخدامها العام المقبل، ولدفع الطلاب إلى شراء الزى الجديد للمدرسة . يتم الاتفاق مع مصنع للملابس، يقوم بتوريدها إلى المدرسة بنصف ثمن البيع، وهناك مدارس ما تخصص نموذجا للزى الصيفي، يختلف تماما عن النموذج الشتوي، ليكون الهدف تحقيق أرباح مضاعفة، ويكون ملزما، فالطالب لا يستطيع استلام الكتب الدراسية وأيضا يمنع من الدخول إلا بعد سداد كافة المصروفات وشراء الزي، وهو ما يمثل عبئا إضافيا على أولياء الأمور ويؤثر على العملية التعليمية. وأمام هذا الجشع، تبقى مصانع الملابس مثارا للجدل ، وفى ظل الإعلان عن وجود ملابس مسرطنة بالأسواق، لابد أن تخضع عينات منها لإشراف الوزارات المعنية . أما المدارس الحكومية والتجريبية والتي تحدد لطلابها زيا معينا، والتي لا تبيعه بداخل المدرسة، لكنها تقوم بتحديد أماكن الشراء للتلاميذ، وتحصل المدرسة على نسبة من حجم المبيعات، وتلجأ المحلات إلى حيلة بوضع «شعار المدرسة» على القميص بشكل يميزه عن غيره، وتعتبر تكلفته اقل نسبيا فيبلغ سعر القميص من 40 إلى 50 جنيها . وفى هذا الصدد يقول محمد أسامة صاحب ومدير مدرسة بحلوان، إن فكرة الزى الموحد ليست جديدة وإنها كانت تستخدم على نطاق واسع ليس فقط في المدارس وإنما في المهن والمصانع، وهدفها تميز الطلاب وتحقيق الانضباط أيضا، والتي لاقت بالفعل قبولاً من أولياء الأمور أو الطلاب على السواء، أما تحديد اللون وشكل الزى، لابد أن توافق عليه وزارة التربية والتعليم، وأضاف أن إدارة المدرسة هي التي تقوم بالاتفاق مع مصنع للملابس، وتقوم بالحصول منه على الزى وتوزعه على الطلاب نظير مقابل مادي على أن يكون للمدرسة نسبة من الأموال، نتيجة قيامها بالاتفاق والإشراف، وهناك مصانع شهيرة ترسل لنا مندوبها ويتم التفاوض معهم على خامة الملابس ونوع القماش، ومع التطور بدأنا في توريد الزى الرياضي وزيادة قطع الملابس، وأعرب عن رفضه للاتهامات التي توجيه إلى أصحاب المدارس الخاصة باستنزاف أولياء الأمور مادياً، وقال إن ثمن البيع يقترب جداً من المبلغ الحقيقي للتكلفة. وتقول سامية جمال والدة طالب بمدرسة خاصة، إن هدف المدرسة هو الحصول على الأموال، بأي شكل، فنجبر نحن أولياء الأمور على دفع رسوم الزى المدرسي إجباريا، وبالمبلغ الذي تحدده الإدارة ، على الرغم من أنه لو تم شراؤه من خارج المدرسة سوف يكون أقل تكلفة بكثير، وهذه المدارس تستغل طلابها أسوأ استغلال، وتساءلت: ما المشكلة لو سمحوا لنا بشراء ما نريده فقط، فهم يفرضون ملابس كثيرة، وملابس الصيف غير ملابس الشتاء، وأن كثيراً من أولياء الأمور يعانون من هذا الأمر وفى حالة عدم الدفع يمنعون أولادنا من دخول المدرسة.